لماذا يدعو الجميع إلى بيع البيتكوين على المكشوف ولكن لا أحد يفعل ذلك
James Kirkikis / Shutterstock.com
الصفحة الرئيسية مال, بيتكوين

يحدث كاتب العمود في Bloomberg مِت ليفين عن كيفية تأثير ظهور العقود الآجلة للبيتكوين على سوق العملات المشفرة.

هل سبق أن اعتذرت على تنبؤاتي بخصوص العقود الآجلة للبيتكوين وهو (Bitcoin

قبل أسابيع من بداية تجارة هذه الأصول في البورصتين Cboe Global Markets و CME Group كان يؤكد الكثيرون أن العقود الآجلة ستغدو طريقة مريحة لتجارة البيتكوين على المكشوف، وأن الانتشار الهائل للعبة على الانخفاض سيؤدي إلى انخفاض الأسعار.

أما أنا فظننت أن هذا سيكون طريقة مريحة لشراء البيتكوين، ففي السابق لم تكن هناك أية طريقة مقبولة للمؤسسات المالية المحافظة، أما الآن ستظهر ولو إلى جانب اللعب على الانخفاض، ورغم ذلك سيرتفع السعر. وحينما بدأت المتاجرات بالعقود الآجلة كنت أشعر نفسي منتصراً حوالي خمس دقائق التي كان البيتكوين ينمو خلالها إلى ذروته الجديدة.

ثم سرعان ما انهار ولم يرجع إلى ما كان، واليوم سعر البيتكوين هو تقريباً نصف السعر الذي كان حين ظهرت العقود الآجلة.

سأقتبس أدناه من مقال المصرف الاحتياطي الفدرالي لسان فرانسيسكو "كيف غيرت تجارة العقود الآجلة أسعار البيتكوين". طبعاً بعد مضي نصف عام من ظهور العقود الآجلة من السهل أن تكون محقاً بخصوص عواقب ظهورها بالنسبة لِما هو قبل وقوع الحادث بأسبوع، ومع ذلك يبدو لي أن هذا التحليل يجوز له أن يكون أعمق.

"قبل 17 ديسمبر عام 2017 لم يكن لسوق مشتقات البيتكوين وجود، وهذا يعني أن اللعب على انخفاض البيتكوين كان عسيراً إذا لم نقل متعذراً. بالعادة يتم هذا بمساعدة ما يسمى بالموقف القصير أي بيع الأصل لشرائه فيما بعد، أو بواسطة العقود الأمامية أو الآجلة، والمقايضات أو بواسطة تركيب هذه الموارد. عند ذلك كان من السهل الرهان على سعر البيتكوين، إذ كان يكفي شراؤه فقط.

تشكل الطلب المضارب على البيتكوين من لدن المتفائلين فقط أي المستثمرين المستعدين على الرهان على ارتفاع السعر. وحتى 17 ديسمبر كان هؤلاء المستثمرين على حق وذلك لأنه كان تنبؤاً متحققاً ذاتياً: فالمتفائلون هم الذين دفعوا السعر إلى الأعلى مما دفع الكثير من الناس إلى الانضمام إليهم. أما المتشائمون فلم تكن لديهم أداة لإيداع المال انطلاقاً من الافتراض أن البيتكوين سينهار، لذا لم يبق لديهم إلا الانتظار والاستعداد للقول: "ألم نقل لكم؟".

في 17 ديسمبر حينما بدأت CME تتاجر بالعقود الآجلة تمت استعادة التوازن".

"تصور أنك وجدت طريقة مريحة ورخيصة لبيع البيتكوين على المكشوف، لنقل في شهر ديسمبر من عام 2016. لا فوائد ولا مراكز تبديل غريبة أي وجدت الطريقة السهلة لبيع البيتكوينات ومن ثم شراؤها في المستقبل. لو أنك فعلت ذلك في 17 ديسمبر عام 2016 أي قبل ظهور العقود الآجلة بسنة لكنت خسرت لحين حلول شهر مايو 100%. من شهر أغسطس حتى أكتوبر كانت خسائرك 100% أيضاً، ومن شهر أكتوبر حتى نوفمبر نفس الشيء. أما لو أنك بعت البيتكوين على المكشوف في شهر نوفمبر من عام 2017 لكان هذا شيئاً جاداً.

أنا أشك أن سوق العقود الآجلة مليئة بالناس الراهنين على انخفاض البيتكوين. المشكلة لا تنحصر قط في عدم وجود الوسيلة وإنما الأمر في التقلب العالي والنمو السريع للبيتكوين حين يمكن للاعب على الانخفاض أن يخسر كل شيء خلال نهار.

الكثيرون يقولون أنهم مستعدون على تجارة البيتكوين على المكشوف (مثلاً بيل غيتس) ولكن من منهم يفعل ذلك؟

العقود الآجلة على البيتكوين موجودة حالياً لكن لم يصبح التعبير عن الموقف "أظن أن البيتكوين في آخر الأمر سينخفض إلى الصفر، ولكن ما الذي سيحدث له في السنوات القريبة لا أدري" أسهل. والمشكلة تنحصر في هذا.

إذا كنت تصدق أن البيتكوين سينخفض إلى الصفر بعد شهر فلا بأس، اتخذ موقفاً قصير الأمد، ولكن يبدو لي أنه هيهات أن كثير من الناس يرهنون على أشياء كهذه، فهذا يوتر الأعصاب كثيراً.

قد لا يطابق رأي المؤلف موقف هيئة التحرير

المصدر: BloombergView

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق