من بين العواقب المثيرة لظهور البلوكشين هو تطور سوق العملات المشفرة والأصول الرقمية الجديدة تماماً. كما هو الحال في أية سوق تقليدية توجد هنا كمية هائلة من إمكانيات الكسب والاستراتيجيات التجارية التي يمكن بمساعدتها "التغلب على السوق".
1. المراجحة
تجارة المراجحة هي بيع وشراء الأصل في آن واحد بغرض الحصول على الربح من الفرق في السعر. يحصل تاجر المراجحة على الأصل في سوق واحدة ومن ثم يبيعها في سوق أخرى بسعر أغلى. بالنسبة لسوق العملات المشفرة يمكن تقديم المثال التالي.
لنفرض أن البيتكوين وهو (Bitcoin: BITCOIN) يتداول في Coinbase بـ5000 دولار، أما في Binance فبـ5100 دولار. في هذه الحالة يمكن للمراجح أن يشتري العملة المشفرة في Coinbase وفي نفس الآن بيع بيتكوناته في Binance فيقبض بذلك الربح.
يمكن للمراجحة أن تكون استراتيجية تجارية مربحة إلى حد ما إذا قمت بكل شيء على وجه الصحة. من أجل المكننة وزيادة وقت تنفيذ المهمة يمكن استخدام مختلف الأدوات التجارية مثل البوتات التجارية ولكن مع تطور سوق العملات المشفرة يصبح الكسب على الفرق في الأسعار أصعب وأصعب.
2. التحليل الأساسي
كما ويمكن تحليل العوامل الأساسية محاولاً الفهم إلى كم الأصل مقوم بأقل من قيمته أو مبالغ فيها. فمثلاً عند إجراء التحليل الأساسي لأسهم الشركة تحسب خصوصاً القياسات التالية:
- P/E: نسبة سعر السهم والربح
- EPS: نسبة الربح وسعر السهم
- ROE: ربحية الرأسمال
التحليل الأساسي هو المنهجية التي قدمها لأول مرة المستثمر الأمريكي بنجامين غرام. مؤخراً أشاعه وارن بافت الذي هو اليوم واحد من أشهر المستثمرين في العالم. في الغالب يطبق التحليل الأساسي على الشركات ولكن يمكن استخدامه بنفس السهولة عند التجارة بالأصول الرقمية. بالطبع المؤشرات مثل P/E لا تنفع هنا ولكن يمكن استخدام مؤشرات أخرى خاصة بالعملات المشفرة:
- NVT: نسبة سعر الشبكة وكمية المعاملات
- المقترح القيم للأصل المشفر
- كيفية الفريق
يقصد من هذا الإقبال أنه يجب شراء الأصل الرقمي للحفاظ به لمدة عشر سنوات تقريبا وبالتالي التقلب الجاري لا يهم.
3. المتاجرة الاستثمارية
من المعروف أن سوق العملات المشفرة متقلبة جداً، فسعر البيتكوين أو أية عملة مشفرة أخرى يمكنها أن تنمو خلال ساعات بنسبة 20%، والسقوط إلى الأسفل بنفس السهولة. يستغل بعض التجار هذا التقلب للحصول على الربح، ومن بين الاستراتيجيات المستخدمة من أجل ذلك ما يسمى بالمتاجرة الاستثمارية.
يقصد من المتاجرة الاستثمارية أن التاجر يمسك العملة المشفرة خلال فترة معينة من الزمن التي تمتد عادة لأيام أو أسابيع. ومن ثم يحاول تحديد الاتجاه العام الصاعد أو الهابط.
يتعلق نجاح المتاجرة الاستثمارية بصورة كبيرة بقدرة الإنسان على تخمين حركة السوق. وهكذا فإن المتاجرة الاستثمارية هي واحدة من أكثر الاستراتيجيات مخاطرة.
الاستنتاج
سوق العملات المشفرة عالم معقد، وتقلباته يمكنها أن تكون نعمة للبعض ولعنة للبعض الآخر. ثمة كثير من الاستراتيجيات التجارية ولكنها كلها مصاحبة بالمخاطر. وهكذا من المهم عدم الاستثمار أكثر مما يمكنك أن تتحمله وكذلك اسبق أية خطوة بالدراسة المفصلة لكل الظروف.