كيف تخدع سوق العملات المشفرة المستثمرين
Thomas Kelley/Unsplash
الصفحة الرئيسية مال, العملات المشفرة

شارك كريس داوتيت المحلل ورجل الأعمال ورئيس CryptoInvestingInsider.com رأيه ماذا يعني اهتمام المستثمرين من الشركات بسوق العملات المشفرة.

العالم يتغير باستمرار والقصص نفسها تتكرر من جديد ومن جديد في ظروف جديدة، ونتمنى أن نتعلم عدم تكرار نفس الأخطاء.

في فجر الاستخراج الصناعي للثروات الباطنية في الولايات المتحدة تبعت لملك المال جورج هارتس ثلاثة أكبر شركات التعدين في البلاد. من أجل إنشاء إمبراطوريته استخدم شتى الوسائل بما فيها التخويف والخداع والتلاعب بالسوق، بكلمة واحدة كل شيء كي يكره الناس على التنازل له عن قطع أراضيهم بثمن بخس. وعلى وجه الخصوص كانت حيلته المفضلة هي تقديم رشوة للصحف المحلية التي كانت بعدئذ تبث ما كنا قد سميناه الآن بالأخبار الزائفة التي تغير الرأي العام.

كان هارتس يقنع الناس أن الحكومة تريد مصادرة أراضيهم وهكذا كان يشتري بثمن زهيد قطع الأراضي من المنقبين المرعوبين. ولكن الخطر الحقيقي كان ليس الحكومة وإنما هارتس نفسه.

نجحت هذه الاستراتيجية وكسب هارتس ثروة ضخمة. وخصوصاً حصل من منجم الذهب Homestake في داكوتا الجنوبية التابع له كميات من الذهب ضربت كل الأرقام القياسية في تاريخ الولايات المتحدة. خلال الفترة الممتدة من عام 1876 إلى 2002 تم تعدين 43,7 مليار أوقية فيه أي وفقاً للأسعار الحالية بمبلغ قدره 55 مليار دولار.

والقصة الشبيهة تتكشف الآن حول الاستثمار في العملات المشفرة.

منذ بداية هذا العام أنا أقرأ باستمرار أن الحكومة تريد وضع حظر على العملات المشفرة، وتأتي باستمرار الأخبار عن تحقيقات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية أو محاولتها تنظيم ما لا يتعلق بها أبداً.

وعلى هذه الخلفية تبدأ المصارف الاستثمارية تلفت أنظارها صوب السوق: أليس هذا دافعاً للنمو؟

جيمس دايمون المدير العام لـ JP Morgan يلعن العملات المشفرة جهراً وفي نفس الآن يقوم تجاره بلندن بشرائها. أليس غريباً؟ احم. ربما هذه نفس استراتيجية جورج هارتس؟

بعد فترة وجيزة من أول انخفاض سعر العملات المشفرة في عام 2018 تم اتهام المصرف المركزي البولندي في استئجار المدونين المرئيين بما فيهم نجم YouTube مارتشين دوبل من أجل إساءة سمعة هذا النوع من الأصول. لماذا فعلوا هذا؟ ربما لم يرغبوا في شراء العملات المشفرة بسعر مرتفع؟ هنا جاءت استراتيجية هارتس مناسبة جداً.

كما ولا داعي للنسيان أنه بعد الانهيار اشترى مستثمر مجهول بيتكوينات بمبلغ 400 مليون دولار، لعله لم يرغب في الكشف عن نفسه فقط لأن تصرفاته لم تطابق تصريحاته العلنية.

نرى اليوم في وسائل الإعلام أكثر وأكثر من الأخبار السلبية عن العملات المشفرة ولو أن كبار اللاعبين يأتون إلى هذه السوق باستمرار من جديد ومن جديد، بل وحتى عدد البلدان يزداد أما الأسعار فتبقى منخفضة.

الحالة كهذه تزرع الرعب في قلوب التجار عديمي الخبرة وا يعقبها المبيع العام. يا سلام، الآن صار بمقدور كبار اللاعبين شراء العملات المشفرة وبسعر رخيص جداً! سيستمرون في ذلك ريثما يدرك سائر المشاركين في السوق أنه حان الأوان لإيقاف البيع.

ما الذي يجب الانتباه إليه؟

على كل حال لقد لاحظت خلال الشهرين الأخيرين عدة دلائل التغير إلى الأفضل، إذاً حان الأوان لتجاهل الشائعات والتركيز على المعلومات ذات أهمية.

تشغل Bloomberg صندوق Galaxy Crypto Index وهو (BCGI). إنه جزء من شركة Galaxy Digital Capital Management التابعة للشركة Michael Novogratz ستقوم Bloomberg بامتلاك وإدارة صندوق المؤشر هذا.

تقوم Coinbase بتشغيل الخدمة لكبار المستثمرين من الشركات.

تعلن Goldman Sachs عن فتح شركة تجارية ثانية متخصصة بالعملات المشفرة.

صاحب المليارات المستثمر جورج سوروس بدأ بشراء العملات المشفرة هو كذلك.

تخصص شركة Andreessen Horowitz لعمل صندوق العملات المشفرة 300 مليون دولار.

تقوم الشركة الاستثمارية العائلية لآل روكفيلر بالاستثمار في العملات المشفرة.

تقوم شركة Susquehanna الآن ببيع وشراء ملايين البيتكوينات لعملائها الأثرياء.

كيف لا نندم فيما بعد

مع الأسف حين يصل الأمر إلى الاستثمارات غالباً ما نتصرف بصورة خاطئة تماماً. حين تكون الأسواق قيد الارتفاع وتبدو الحالة مسرة لا يعط معظم الناس مجرد فكرة عن إمكانية البيع ولو أن هذا الوقت مناسب تماماً. والعكس صحيح أي حين يحدث انهيار وتصل السوق إلى أدنى نقطة لا داعي للبيع، فهذا أفضل وقت للشراء.

لنتذكر أزمة الرهن العقاري في فترة 2008-2010، في ذاك الوقت لم يرغب أحد أبداً في الولايات المتحدة بشراء العقارات، فقد كان الناس مرعوبين جداً، ولكن هذا لم يمنع مستثمري الشركات الأثرياء من شراء كمية هائلة من العقارات.

والشيء نفسه حدث عند انهيار الدوت كوم، فمن عام 2000 إلى عام 2002 لم يكن أحد يريد التعامل مع الشركات التكنولوجية، بل وحتى مع رواد هذه الصناعة وذلك لأن وسائل الإعلام استمرت في نشر الخوف.

حين يخص الأمر الاستثمارات من الأفضل النظر إلى أين تتوجه "الأموال الذكية" أي ليس ما يقولونه وإنما ما يفعلونه واقعياً. لذا عندما أرى كيف تأتي المؤسسات التقليدية واحدة تلو الأخرى إلى صناعة العملات المشفرة أفهم أن كل شيء سيتغير، إذ أن هذه الشركات لا تستثمر مبالغ طائلة في الأصول المشفرة فحسب بل وتحاول أخذ زمام المبادرة. كما وتستثمر في أفضل أفراد العمل والمعارف.

لا تقعوا في مصيدة جورج هارتس القديمة بل راقبوا الأحداث المهمة فعلاً ولا تبيعوا أصولكم بثمن بخس. لا يريد كبار اللاعبين منكم إلا هذا، ولكن لا داعي للخضوع لإرادتهم.

المصدر: Hacker Noon

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق