قد يبدو أنه في الآونة الأخيرة أصبحت العلاقة بين البيتكوين والأسواق الأخرى وثيقة أكثر بيد أن العملات المشفرة ما زالت تخضع لنفسها بنفسها.
يدعو المتحمسون إداريي الصناديق شراء العملة المشفرة لتنويع الحافظات لأنها لا تترابط مع أصول أخرى. يلحظ الترابط المنخفض حتى في هذه الفترة الأخيرة المضطربة. مع الأسف بالنسبة لمستثمري العملات المشفرة يظهر هذا الترابط المنخفض ليس بالشكل المرغوب، فالأصول الرقمية تبقى ترخص إلى الآن أما سائر الأسواق فتنمو. قال مِتْ أوغان نائب الرئيس للأبحاث والتصاميم في Bitwise Asset Management:
"الترابط المنخفض هو ليس نفس الترابط السلبي لذا ليس ثمة أية ضمانات أن العملات المشفرة ستبدأ في الصعود حين تبدأ سوق الأسهم في الهبوط. العوامل الأساسية المحركة للعملات المشفرة تختلف عن العوامل الأساسية للأسهم والأصول أخرى لذا الترابط المنخفض سيبقى في المستقبل القريب".
يشير تحليل تقلب أسعار البيتكوين والأسهم الكبيرة والعملات ومؤشرات الخامات أن معامل الترابط بينها قلما يرتفع عن 0,5. عند ذلك يطابق 1 الترابط الإيجابي تماماً (الأصول تنسخ حركات بعضها البعض) أما -1 فيعني السلبية المطلقة (الأصول تتحرك عكس بعضها البعض).
على كل حال لا يجوز القول أن الأسواق العادية وأسواق العملات المشفرة غير مرتبطة ببعضها أبداً. الأزمات الاقتصادية والتخفيض السريع للعملات الوطنية تجعل الناس يشترون البيتكوين وهو (Bitcoin) وغيرها من القطع النقدية الرقمية. كما أن حجم التبادل التجاري في بورصات العملات المشفرة التركية ازداد بشكل ملحوظ على خلفية انهيار الليرة، بيد أن هذا لم يكن كافياً لتحفيز ارتفاع الأصول الرقمية.
منذ بداية شهر أغسطس رخص البيتكوين بنسبة 10% منخفضاً لفترة قصيرة لأول مرة منذ شهر يونيو إلى ما دون 6000 دولار. خلال نفس الفترة انخفضت مؤشرات سوق الأسهم الناشئة وعملات MSCI بأقل من 10%. وفي شهر ديسمبر فقدت أكبر عملة مشفرة من حدها الأقصى 70% تقريباً. كان الانخفاض سريعاً بيد أن البيتكوين يصمد أفضل من العملات الصغيرة، فمؤشر العملات المشفرة للرسملة الصغرى Bitwise 70 Small Cap Crypto تشير أن الكثير منها فقدت 90% من قيمتها.
يتعلق هذا الوضع المؤسف لسوق العملات المشفرة بعدة عوامل:
- التصحيح طويل الأمد بعد النمو المذهل بـ50 ضعف في العام الماضي،
- تباطؤ المنظمين في تسجيل صندوق البيتكوين لدى البورصة،
- قلق المستثمرين المستمر بخصوص أن البيتكوين حتى الآن لم يطبق كوسيلة دفع.
تشير البحوث النظرية الأخيرة أن البيتكوين غير مرتبط ولا بأي أصل مالي. أظهر البحث الذي أجراه أساتذة جامعة كارولينا الغربية لورنس تراتمانون وتافت دورمان أن البيتكوين ولو أنه غير مرتبط بالأدوات الأخرى إلا أن "تقلبات الأسعار قصيرة الأجل تجعله مرشحاً مناسباً لضمه إلى الحافظة على المستوى المؤسسي أكثر مما هو على مستوى المستثمرين العاديين".
تبتعد العملات المشفرة عن سائر فئات الأصول ولكنها مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً وثيقاً. خلال معظم العام كان معامل ترابط البيتكوين بمؤشرات العملات المشفرة الكبرى والصغرى Bitwise 70 Small Cap و i 10 Large Cap يزيد عن 0,7. بكلمة أخرى يجوز لإداريي الصناديق التقليديين ضم العملات المشفرة إلى حافظتهم للتنويع الإضافي إذا كانوا يرغبون. بيد أنه بالنسبة للمستثمرين في الأصول الرقمية العاديين هذه العملية أمر حيوي.