ماذا حل بالبيتكوين خلال السنوات العشر الأخيرة.
أتذكرون الأحداث التي وقعت منذ عشر سنوات؟ في هذا الحال يجري الحديث ليس عن فشل المصرف الاستثماري Lehman Brothers وإنما عن نشر في 31 أكتوبر عام 2008 العمل الذي وضع أساساً للبيتكوين (Bitcoin: BITCOIN). تم فيه الوصف لأول مرة للعملة الإلكترونية أحادية الدرجة القادرة على تجاوز المؤسسات المالية، التي هي بالذات اتهمها المؤلف بخيانة أمانة الناس وإنشاء الفقاعات الإقراضية والنفقات الضخمة.
من سخرية القدر أن أظهر البيتكوين والمئات من مقلديه أسوأ عيوب النظام المالي التي استهدفوا أن يغدوا بديلاً عنها.
انخفضت الثقة بالعملات المشفرة بسبب كثرة الاختراقات والاحتيالات في السوق. حسب تقديرات شركة الأبحاث Crypto Aware فقد المستثمرون خلال السنوات السبع الأخيرة إجمالاً أكثر من 2,3 مليار دولار. كما ووجهت العمولات العالية جداً وغير المتوازنة صفقعة لرجال الأعمال الذين اعتبروا أن العملة المشفرة بديل مأمون لأطماع المصارف المفرطة. وأخيراً غدونا شهوداً لفقاعات ضخمة، فبعد الفقاعة السابقة فقدت سوق العملات المشفرة أكثر من 80% من قيمتها، وأضحى هذا الانهيار أضخم من أزمة الشركات التكنولوجية في بداية الألفينات.
من جهة أخرى توجد فروق ظاهرة في الأحجام والمخاطر. لا يجوز القول أن العملات المشفرة مهمة بشكل منتظم، فقد انخفضت رسملة السوق من 800 إلى 200 مليار دون إحداث أزمة اقتصادية، ودون أن يتطلب التدخل من جهة المصارف المركزية. أما انهيار Lehman Brothers أدى إلى مشكلات مالية وقانونية واستغرق حلها فترة طويلة.
على كل حال انهيار العملات المشفرة بقدر 600 مليار أحدث فجوة جادة في جيوب المستثمرين الذي كانوا يثقون بـ"الفئة الجديدة من الأصول" ما أدى إلى زيادة التعلق بالمؤسسات المركزية، تلك التي استهدف البيتكوين إبعادها، وتدابير تلك المؤسسات في "تنقية الصناعة".
يطلبون من المنظمين معاقبة النصابين، ويدعون وول ستريت إلى تحويل العملات المشفرة إلى أدوات مدخرات التقاعد، وباتت المصارف الاستثمارية المكروهة فجأة صناع السوق المرغوب بهم في السوق...
ما زالت عملية إفلاس Lehman Brothers بعيدة عن الاكتمال. على نحو مماثل لا نعرف حتى الآن أين ذهب المال من سوق العملات المشفرة. أكثر من 900 عملة مشفرة تعتبر الآن "ميتة"، والمستثمرون الذين أودعوا أموالهم فيها خسروا كل شيء. على كل حال ربما مؤسسوها هم الذين كسبوا.
عدا ذلك تستمر الكثير من الشركات الناشئة بتبديل العملات المشفرة بالدولار واليورو وبالتالي تضغط على الأسعار. أظهر تحليل أصولها – الذي أجري في الأسبوع الماضي من قبل شركة الأبحاث Diar – أن حجم تداول الاثريوم على حسابات الشركات الناشئة انخفض في شهر سبتمبر من 9,7 مليون إلى 3,4 أي ما يعادل 685,8 مليون دولار.
ما زال البيتكوين على قيد الحياة ويكلف حوالي 6400 مليون دولار. سيقول المتحمسون للعملات المشفرة أن هذا ستة أضعاف مما كان في بداية العام، إذن لم يحدث شيء شائن.
ومع ذلك شيء ما قد تغير. خلال العقد الأخير رأينا الكثير من التكنولوجيا القادرة على تقويض قدرة المصارف على كسب المال، إذ يكفي النظر إلى شركة الدفع Adyen NV. في الوقت الراهن تتفوق رسملتها على قيمة Deutsche Bank. ومع ذلك فمن كان يأمل أن الذكرى العاشرة للبيتكوين ستكون أحلى بكثير من انهيار Lehman لم يكن على حق.