مستقبل Bitmain الغامض: لماذا تعاني شركات التعدين من الخسائر
Stefano Pollio/Unsplash
الصفحة الرئيسية مال, العملات المشفرة

بدأت بالنسبة لـ Bitmain أيام عصيبة، وليس فقط لـ Bitmain. لقد سقطت سوق العملات المشفرة والتنافس حاد بشكل غير مسبوق، والمستثمرون غير مستعدين على إعطاء المال. يا ترى هل على الشركات التي أودعت أصولها في البيتكوين الاستعداد للأزمة مثلما كان عام 2008؟

تدل النتائج المالية لدى الشركة الصينية Bitmain Technologies أنه في أثناء الحمى الذهبية لدى العملات المشفرة تمكنت الشركة خلال السنتين الأخيرتين من الكسب بشكل لا بأس به، ولكن عبثاً ما قبضوا الذهب الرقمي بدلاً من النقد القديم المعتاد.

على كل حال ثمة عاملين آخرين يعمقان الحالة المعقدة لـ Bitmain دون ذلك، وهما حيويان ليس بالنسبة لهذه الشركة فحسب بل ولسائر المشاركين في النظام البيئي للتعدين.

في البداية تدل كل الدلائل إلى أن هذه الشركة الناشئة فقدت التفوق التكنولوجي.

حسبما قال مارك لي محلل شركة Sanford C. Bernstein، محاولتها لإنشاء شريحة جديدة على أساس قاعدة إنتاجية محسنة لم تأت بالنجاح. كما وفشل مشروعان آخران لها وبعد أن خسرت الشركة مئات ملايين الدولارات وقعت الآن في وضع غير مؤات بالمقارنة مع المنافسين ومن بينهم على وجه الخصوص Canaan Creative.

وثمة ظرف آخر الذي لا ينتبه له المستثمرون إلى حين وهو العدد الهائل من أجهزة التعدين على رصيد الشركات الخاسرة التي لن تتمكن قط من تسديد ديونها.

مثلاً حسبما كان في نهاية شهر يونيو كانت بحوزة شركة MGT Capital Investments Inc. – التي أسسها جون مكافي – 6,8 جهاز قيد الاستخدام. عند ذلك وفقاً لتقرير أبريل – يوليو بلغت الخسارة خلال هذه الفترة 6,5 مليون دولار، أما العائد كان 409 آلاف دولار فقط.

نعم تفسر هذه الخسائر جزئياً بنقل أجهزة التعدين من ولاية واشنطن إلى السويد من أجل المناخ الأكثر برودة والطاقة الكهربائية الرخيصة.

بيد أنه في العام الماضي بلغت خسارة التشغيل للشركة 21,6 مليون دولار عند العائد 3,1 مليون دولار وهذا دون أي انتقال (على هذه الخلفية ذهب الرئيس والمدير العام لشركة MGT روبرت لاد إلى الإجازة بعد اتهامه من لدن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بتنظيم مخطط إخراج المال من الشركة. أما الشركة نفسها فلا يتهمونها بشيء).

ولكن أكثر الشيء ما الذي يجب أن يقلق Bitmain ومنافسيها هي ديون MGT، فحسب الحالة لـ30 يونيو كانت شركة التعدين مدينة 3,8 مليون دولار، وينبغي تسديد هذا الدين بالمدفوعات الشهرية قبل 1 أبريل عام 2019، زد إلى ذلك إذا تمت مخالفة هذه الشروط فإن الدين الباقي سيرتفع بنسبة 20%.

حتى لو لم نحسب حساب التكاليف على الانتقال إلى السويد التي كانت لمرة واحدة إن العائد بقدر 1,37 مليون دولار خلال الأشهر الستة من عام 2018 بالإضافة إلى أسعار البيتكوين (Bitcoin) المنخفضة يجعل فرصة تسديد هذا الدين خيالية.

تحاول رئاسة MGT الحفاظ على ماء وجهها لكن احتياطي المال لدى الشركة انخفض منذ نهاية شهر يونيو وحتى 14 أغسطس من 2,3 مليون إلى 226 ألف دولار.

من الظاهر أنه من أجل استئناف النشاط وتسديد الدين خلال الفترة المتفق عليها ستضطر MGT إلى اجتذاب تمويل إضافي، أما تحمس المستثمرين – إذا أخذنا بالحسبان الحالة الراهنة لسوق العملات المشفرة – ليس مثلما كان ماضياً.

وهكذا لم يبق أمام رئاسة MGT إلا خيارات قليلة، وسيكون من المنطقي أنه رغم المحادثات حول توسيع الأعمال التي تمت منذ فترة إنهم سيقررون بيع جزء من الأصول أي أجهزة التعدين ما سيؤثر حتماً على سعرها السوقي.

معظم شركات التعدين ليست في نفس الوضع مثل MGT ولكن لا داعي لخداع النفس، فإذا حللنا العوامل الأساسية سيصبح ظاهراً أن أعمال التعدين لدى MGT خاسرة. المثال الآخر: في الربع الثاني من هذا العام خسرت أعمال التعدين لدى شركة GMO Internet من طوكيو 360 مليون ين (3,2 مليون دولار) رغم زيادة العائد بنسبة 91% ما يعادل 1,17 مليار ين.

من المحتمل أن عشرات إلى لم نقل مئات شركات التعدين في كل العالم تعاني من الخسائر ، والكثير منها ستضطر إلى بيع الأصول. كما أن GMO قد خرجت واقعياً إلى سوق معدات التعدين، فعند بيعها لأجهزتها إنها تنافس Bitmain بشكل مباشر.

نحن نعلم أنه أكثر من ثلث أصول Bitmain مودعة في العملات المشفرة، ونصف أصولها هي الأجهزة والدفع المسبق لمنتج الرقائق، لذا لا بد من أن يفكر المستثمرون كيف تنوي الشركة تلبية نفقاتها وهل يجدر توقع زيادة الدخل من أعمال التعدين.

اليوم بدأت بالنسبة لـ Bitmain والشركات المماثلة لها أيام عصيبة، انهارت سوق العملات المشفرة والتنافس حاد بشكل لم يسبق له مثيل، والمستثمرون لم يعدوا مستعدين على إعطاء المال، كما أنه لا بد من الاستعداد إلى تدفق معدات مستعملة إلى السوق.

كل من يتذكر الأزمة المالية التي وقعت عام 2008 عليه أن يكون حذراً، أما الذين لا يتذكرون ذلك لديهم فرصة رؤية انهيار السوق بأم عينيهم.

المصدر: Bloomberg

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق