يستطيع الذكاء الاصطناعي ليس فقط الكشف عن الأخطاء التي قد تؤدي إلى كارثة، بل وقادر كذلك أن يجعل الكل مستثمرين من مستوى وارن بافت. نحدث كيف.
خلال السنوات العشر التي مضت منذ أزمة إقراض الرهن العقاري في الولايات المتحدة اكتسبت الفكرة بأن أجهزة الكمبيوتر تتفوق على الناس عند منح إقراضات الرهن العقاري قوة.
وقد أبدى الاستطلاع الجديد الذي أجراه Fannie Mae أن 40% من مصارف الرهن العقاري قد أطلقت الآن أنظمة الذكاء الاصطناعي وتستخدمها لمكننة عملية تقديم المستندات والكشف عن الاحتيالات وتقدير خطر عدم قدرة المستقرض على التسديد.
تقدم شركة Blend تطبيقاً على الإنترنت لإقراض الرهن العقاري لـ114 مؤسسة بما فيها الشركة العملاقة Wells Fargo. يمكن بفضل استخدامه تقليل وقت النظر في الطلبات بأسبوع. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي تلافي أزمة الرهن العقاري؟
ربما ليس كاملاً ولكن كان قد يخفف من انتشارها وذلك لأن الآلات تلاحظ أدلة الخطر المقترب قبل الناس بكثير. قال المدير العام والمؤسس المشارك لـ Blendنيما غامساري:
"يمكن الآن اكتشاف وتصحيح الأخطاء حالاً".
الآن لا تعتمد المصارف على الذكاء الاصطناعي عند اتخاذها القرارات النهائية، بيد أن الصناعة قد فازت حتى من المكننة الجزئية للعملية بأن جعلت قروض الرهن العقاري متاحة أكثر. كان المستهلكون ذو أخفض مستوى الدخل يتجنبون تقديم طلبات القروض وجهاً لوجه. الآن يمكنهم المرور عبر كل العملية في التطبيق المتحرك. قالت ماري ماك رئيسة قسم الخدمات المصرفية الاستهلاكية Wells Fargo ما يلي:
"المكننة تبعد الخوف من المعادلة".
النموذج الجديد للمستثمرين المحترفين
خلال السنوات العشر الأخيرة ازدادت كميات البيانات في العالم المالي لدرجة أنه يتعذر معالجتها لكل المحللين في العالم معاً. لكن الآلات قادرة على ذلك.
صممت Bloomberg و FactSet Research Systems و Thomson Reuters مجموعة كاملة من الأدوات والتكنولوجيا للأبحاث العلمية بما فيها التعليم الآلي والمتعمق ومعالجة اللغة الطبيعية. إنها تسمح على جمع المعارف القيّمة شيئاً فشيئاً وتقديمها للمحترفين الماليين.
باتت وكالة Bloomberg في طلائع محللي المزاج. تم تصميم التكنولوجيا المناسبة حوالي عشر سنوات. والآن تحلل المنظومة المعتمدة على التعليم الآلي ما إذا كانت المقالة أو التغريدة تنتمي إلى الشركة هذه أو تلك وتعين لها تقديراً مناسباً.
ينتشر الذكاء الاصطناعي بسرعة على إدارة الرأسمال. خلال السنوات الخمس الأخيرة زادت الشركات الاستثمارية عدد محللي "البيانات البديلة" بأكثر من أربع مرات ساعية وراء كشف وجمع كل الإشارات التجارية الممكنة المحتواة في المواقع والمعلومات اللغوية والبيانات حول المشتريات ببطاقات الائتمان والبيانات من الأقمار الاصطناعية.
تستخدم النظم على أساس الذكاء الاصطناعي الشركات التالية BlackRock و Fidelity و Invesco و Schroders و T. Rowe Price وغيرها. تتزعم هذا الميدان BlackRock الشركة الإدارية الكبرى في العالم. في بداية هذا العام نظمت الشركة BlackRock Lab for Artificial Intelligence المتخصصة.
وكذلك للمستثمرين الهواة
الشركات الناشئة مثل Betterment والشركات الوسيطة التقليدية مثل Charles Schwab تقدم المستشارين الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لخدمة المستثمرين. تساعد الأدوات المتاحة على حساب التوزيع الأمثل للأصول في الحافظة طبقاً للمخاطرة والتفضيلات.
تقدر النظم المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على أن تعيد التوازن للحافظة بشكل آلي أو طلب المساعدة من المستشار العادي في القضايا التي تخص الضرائب وتخطيط الميراث.
الآفاق المقبلة هي الذكاء الاصطناعي الذكي بما فيه الكفاية كي يساعد المستثمرين في القرارات طويلة الأمد. Bank of America Merrill Lynch و Morgan Stanley أكبر لاعبين في المادة الجديدة التي سميت بشكل غير ناجح بـ"التحليل العقلي الكمي".
إنها توحد المعالجة الكمية التي يناسبها الذكاء الاصطناعي تماماً (في جوهرة الأمر إنه البحث عن الاتجاهات في كميات ضخمة من البيانات) مع الخوارزميات الإضافية المخصصة للتحليل المعقد الذي يقوم به بالعادة الخبراء مثل تقديرات احتمال نمو الصناعة أو القدرة الاستراتيجية لدى رئاسة الشركة.
في نهاية المطاف سيسمح التعليم الآلي أن يتعلم النظام العقلي الكمي من أخطائه. الهدف النهائي هو إنشاء خوارزمية انتقاء الأسهم بالأسعار المربحة بطريقة لا تقل نجاحاً من خوارزمية وارن بافت ولعل كذلك اختيار تسمية أفضل.