أثبت العلماء أن القرارت المالية المعقدة مؤلمة لدماغنا بكل معنى الكلمة. من أجل تفادي هذا اتبع ثلاث نصائح بسيطة فهي ستنقذ ليس أعصابك فحسب بل وكذلك محفظتك.
ألم يحدث لك أنك طولت الوقوف أمام النضد حيث يباع الآيس كريم لتحيرك في الاختيار بين الآيس كريم الفانيلي أم من الشيكولاتة ما أثار استياء الدور الذي وراءك؟ الواقع أن الاختيار بالنسبة للبعض أسهل مما هو بالنسبة للآخرين. المعضلات اليومية البسيطة – كمثل اختيار البزة للبس أو اختيار المطعم للعشاء – لن تنعكس عليك بصورة جادة بخلاف محاولات اتخاذ القرار المالي الهام الذي سيؤثر حتماً على مستقبلك.
حسب نتائج أبحاث Northwestern Mutual تحتاج الحلول المالية إلى تركز أكثر مما نصادفه من يوم إلى يوم. ولكن الشيء الأهم أنها قد تؤثر كثيراً على وظائف المخ. بالطبع تنحصر المشكلة في أن الإجهاد المصاحب قد يدفع إلى قرارات خاطئة، لذا تنحصر جوهرة البحث المذكور أعلاه في التشديد على إيجابيات الالتجاء إلى المستشار المالي في الحالات حين وضعت على المحك كثيراً. حين يتخلص الناس من مهمة حل المسائل المالية بأنفسهم هذه فرصة لمخهم أن يسترخي ويعمل على نحو ملائم أكثر.
إلا أن الاستشارات المالية ليست عبارة عن مجموعة من النصائح الشاملة، إذ يتعلق كل شيء بحالة الإنسان الشخصية. ومع ذلك تناسب هذه الوصايا الجميع بغض النظر عن الظروف الشخصية وفي بعض الأحيان قد تخلصك من وجع الرأس الزائد.
1. حاول ادخار 20% من كل راتب
وقفنا كلنا أمام هذا الاختيار: هل أصرف مالاً كثيراً الآن ثم أعاني من غيابه أو أفعل العكس. والحل هو أن خير الأمور أوسطها ألا وهو ادخار 20% من الدخل وإنفاق الباقي.
دعنا ننظر إلى الحقيقة كما هي: من المستحيل العيش على معاش التقاعد وحده لذا بدلاً من التفكير المنهك بتوزيع كل قرش حاول ادخار 20% من ربحك بانتظام ولا تنسى أن هذا سيساعدك على الخروج إلى التقاعد براحة.
2. لا تدع ديون السكن تتراكم عليك
من بين القضايا الجادة في حياة الإنسان المعاصر هي قضية شراء شقة وكمية المصروفات عليها. وهذه النصيحة ستسهل عليك الاختيار: ولا بأي حال من الأحوال لا تأخذ الرهن العقاري إذا كان دفعه الشهري (مع حساب أقساط التأمين) يزيد عن 30% من راتبك.
تحتل مصروفات السكن المكانة الأولى بين مصروفات معظم العائلات في كل العالم. وعند التزامك بهذا الحد ستقدر على السيطرة على مصروفاتك إذ ستخلو الميزانية من الثقوب بل وحتى سيبقى الاحتياط لدفع سائر الحسابات.
3. استثمر
لعلك سمعت أنه بدلاً من خزن المال في الجوارب أو حتى في المصرف من الأفضل استثماره، ولكن أين؟ إنه سؤال وجيه يحرم من النوم الكثير من المبتدئين في مجال الاستثمار. لا تعصب بل اسمع نصيحة جيدة: إذا كان الأمر يخص المال الذي لا تحتاج إليه حالياً والذي يمكنك عدم مد اليد إليه خلال 7-10 سنوات مقبلة استثمره في الأسهم ولن تخطئ.
سوق الأسهم رغم التقلبات المتدفقة خلال تاريخها الطويل لها نزعة الفوز على المدى الطويل. خلال السنوات المائة الأخيرة بدأ يقبض مساهموها 9% من متوسط الدخل السنوي رغم الصعوبات المؤقتة مثل التعديلات وفترات الكساد. وهذا يعني أنه لو استثمرت اليوم 20 ألف دولار في الأسهم ومن ثم استلقيت على الكنبة ونظرت إلى حافظتك بعد عشرين سنة توجد فرصة كبيرة أن تجد فيها 112 ألف دولار، وهذا حساب بسيط لتلك الـ9% من متوسط الدخل السنوي.
ليس من الضروري التوصل إلى الحلول المالية عن طريق خوض معارك. اتبع هذه القواعد الأساسية واسترخي، وفيما بعد سيشكرك مخك على هذا.