1986 — 2014 :  زيادة متواصلة لعدم المساواة
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

أشارت رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي السيدة جانيت ييلين في كلمتها التي ألقتها أمام المشاركين في مؤتمر "الإمكانيات وعدم المساواة في الاقتصاد العالمي" جار مؤخرا إلى أن قضية عدم المساواة موضوع حساس جدا يقلق الكثيرين اليوم.

والسؤال المطروح هنا هو: هل ظاهرة عدم المساواة هي ظاهرة مؤقتة أو يمكن أن تستمر بلا نهاية؟

نعم، زيادة عدم المساواة في الدخل يمكن أن تكون مؤقتة حيث يحصل الناس المؤهلون ذوو الخبرات الأعلى على رواتب أعلى وهذا لا يؤثر فعلا على توزيع الثروات الاقتصادية. لكن هناك موقف آخر يدعمه العديد من العلماء الاقتصاديين بما فيهم السيد توماس بيكيتّي الذين يعتقدون أن نسبة متزايدة من الذين يحصلون على رواتب أعلى يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على آليات اقتصادية أخرى تؤدي إلى زيادة نسبة عدم المساواة.

ويقول السيد غابرييل زاكمان وإمانوييل سايز، وهما الاقتصاديان الكببران في جامعة لندن للاقتصاد وجامعة كاليفورنيا وبيركلي، إن ظاهرة عدم المساواة المستمرة في الدخل هي دليل مباشر على زيادة عدم المساواة بين الدخل والمنفعة والرفاهية. وتقوم دراسة العلماء الاقتصاديين على المعطيات الرسمية عن الضرائب من أجل الحصول على صورة كاملة لآليات تغيير مستوى الرفاهية في الولايات المتحدة، و قد حصل العلماء على النتائج المقلقة جدا.

هناك حوالي 0.1% من طبقة الأغنياء في الولايات المتحدة أي ما يعادل 160 ألف أسرة أمريكية يتجاوز مستوى ثرواتها أكثر من 20 مليون دولار – وهذه العائلات لها حوالي 22% من إجمالي الثروة الخاصة. ومع ذلك لم تتغير نسبة الثروات التي يملكها حوالي 90% من الناس من طبقات الفقراء بالمقارنة مع النسبة التي كانت في وقت أجدادهم. هل هذا شيء طبيعي؟

وماذا نرى في الواقع؟ للإجابة على هذا السؤال الممتع يمكننا أن ننظر إلى هذا الرسم البياني أدناه. وتدل المعلومات في الرسم البياني على أن متوسط الدخل لـ 90% من الناس الفقراء في عام 1986 هو نفسه مثلما نراه في 2012 على الرغم من كل التغيرات الجذرية التي شهدتها الساحة الاقتصادية من فترات النمو المستمر خلال وقت طويل والانخفاض الحاد الخطير بعدها. وبجب الإشارة إلى أنه ما يقارب 1% من أغنى عائلات الولايات المتحدة قد عوضت كل خسائرها من الآثار السلبية التي ألحقتها الأزمة الاقتصادية العالمية.

وكما تبين أيضا أن حوالي 90% من الناس ذوي الدخل المحدود تأثروا بصورة سلبية جدا من الآثار الأزمة الاقتصادية الأخيرة لأنها أدت إلى انخفاض جدي لاسعار الإسكان والعقارات: لا شك في أنه بالنسبة لهذه الطبقة الاجتماعية ذات الدخل المنخفض تعتبر قيمة المسكن جزءا أكبر من ثروتهم. أما الناس الأغنياء فيفضلون استثمار ثرواتهم في الأوراق المالية مما يجعلهم يحصلون على أرباح غير متناسبة من التقلبات التي شهدتها السوق مؤخرا.

أظهرت نتائج الدراسة أن هناك فجوة كبيرة ما بين معدلات تشير إلى الإنتعاش الاقتصادي بعد حالة الركود الخطيرة ومعدلات أخرى تدل على مستوى خيبة الأمل في السياسة الاقتصادية الأمريكية عند الكثير من الأمريكان.وهذا شيء يستحق تفكيرا أكثر واتخاذ خطوات تحتاج إليها الولايات التمتحدة.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق