آداب الزمالة

عندما يلتحق الناس بوظائفهم غالباً ما ينسون أن يسألوا عن آداب الزمالة في الشركة، ومع ذلك فهي أساس جو العمل. ولكن إذا لم يكن العمل ممتعاً فهيهات أن توظفك في تلك الشركة سيطول. تعلّم كيف تدرك قبل فوات الأوان مبادئ سياسة الزمالة.

بالطبع إن السعادة مفهوم ذاتي، وما يفرح شخصاً واحداً لن يبالي به شخص آخر. لكن جو العمل الجيد والنقي سيساعد على كشف القدرات الإبداعية "النائمة" فلهذا لا بد من لفت نظر إلى مكان العمل. عند حضوركم إلى العمل للمقابلة لا تنسوا البنود التالية لكي تعرفوا تماماً ما الذي يتوقع أن يكون.

أنتم تعرفون كيف يتم تقدير بيت جديد فاستخدموا نفس الطريقة في المقابلة. ولكن ثمة ملاحظة واحدة ألا وهي عدم وجود إمكانية توجيه أسئلة مباشرة. لا داعي للقلق فأنتم لا تتصورون كم تستطيعون أن تعرفوا بمجرد إلقائكم النظر إلى جهات مختلفة. كونوا متنبهيين وافتحوا آذانكم.

"عذراً، التكلم بالهاتف في المكتب ممنوع ستضطرون إلى الخروج ".

هذا يعني أنه توجد في المكتب أسس معينة لا بد من الالتزام بها. إذا أردت بلوغ نتائج جيدة وتحتاج من أجل ذلك إلى جو منظم تماماً فمكان العمل هذا سيناسبك.

هذا يعني أن في هذه الشركة يحترمون الآراء الشخصية وفردية كل شخص. إذا كنتم تشعرون بالراحة في ظروف "مملكة الحريات" فحاولوا جذب اهتمام صاحب العمل إليكم.

"كيف تقضي وقت فراغ؟" هذا السؤال يواجهه إليكم المحاور وينتقل مباشرة إلى سؤال آخر دون أن ينتظر الجواب.

إذا كان هذا المحاور هو رئيس عملك المقبل ورأيتم أنه لا يهتم بكل ما تقولونه له فهيهات أن النجاح سيحالفكم في هذه الشركة. ربما كان السؤال ليس مهماً جداً أو ما هو أسوأ من ذلك أن الإداري ربما لا يثق بأمانتكم. هذه الحالة قد تؤثر سلبياً سواء على كرامتكم أو على منجزاتكم العملية.

من المهم الإدراك أن الإداري مهتم بكم، ومن بين طرق جذب اهتمامه هو الاهتمام التام بكل الأسئلة الموجهة لكم. إذا كان صاحب العمل مهتماً فعلاً فسيكون الحوار مثمراً وليس عبارة عن مونولوج لا فائدة منه.

هل حدث أنه في أثناء سير المقابلة وقع إلى خاطركم اختبار الإداري لكي تتأكدوا أنه ليس رجلاً آلياً؟

ثمة عدد لا يحصى من المدونات والكتب المكرسة لأهمية لغة الإيماءات والإشارات في المقابلات. مع الأسف كلها موجهة للعاملين المتوقعين.وإذا أمعنتم النظر إلى من يحاوركم تستطيعون أن تعرفوا أشياء كثيرة عن الشركة التي تريدون أن تتوظفوا بها. قد يقول الإداري: "إنني أقدم حرية كاملة للموظفين العاملين تحت إمرتي" وفي غضون ذلك تدل لغة حركاته الجسدية على العكس. انتبهوا إلى وضعية المحاور، هل جسده متوتر أم مسترخي.

إذا كان المحاور متوتراً فعلى الأرجح أن رئيس عملكم المقبل له رأيه الخاص حول كيفية سير العمل. إذا كانت سياسة "القيود الصارمة" لا تحول بينكم وبين تحققكم الذاتي فهذا يعني أنكم وجدتم ما يناسبكم.

شخصيتكم أكبر وأهم مما هو مدون في سطور ملخصكم الذاتي. بعض أفراد التوظيف يفضلون دراسة هذه الوثيقة المدونة بنداً بنداً، وهذا شيء جيد ولكن هل المقابلة كلها تنحصر على هذا فقط؟ من الأفضل إذا كان الملخص الذاتي يستخدم فقط بمثابة الإشارة إلى الأسئلة التي يجب أن توجه إليكم.

إذا كان المحاور في المقابلة يقرأ باستمرار ملخصكم الشخصي فعلى الأرجح أن هذا دليل على اهتمام الشركة بالمهارة العملية قبل فردية كل موظف. إنهم لا يهتمون من أنتم ومن أي بلاد أتيتم ولا يريدون توظيف شخص معين بل الأمر يجري حول شخص الذي يجب عليه تنفيذ عمل هذا أو ذاك.

إذا كان الموظفون مملون فهذا حتماً سيؤدي إلى امتلاء جو العمل كله بالملل، والشخص الدخيل يستطيع أن ينتبه إلى ذلك بسهولة. ولكن هذه الشرعية تعمل جيداً كذلك في الاتجاه المعاكس. إذا كنت تحب فهذا مستشعر به ولن تحتاجوا إلى أن تسألوا عن أي شيء. إذا كان الأفراد يحبون علمهم فإنهم يتبهجون وينفعلون فرحاً فقط بمجرد ذكر شركتهم.

ثمة أناس يحبون مهنتهم والشركة التي يعملون بها. وهذا شيء نادر الوجود ولكن إذا وجد أحد أن توهج العواطف لا ينطفئ حتى بعد مضي سنوات فهذا حب حقيقي. إذا عمل شخص ما في مكان واحد فترة طويلة من الزمن فهذا يشهد على أن الشركة تقوم بعملها بضمير حي.

إذا كان رئيس عملكم الجديد يحدثكم عن آداب الزمالة في الشركة وأنتم لا تريدون أن تقاطعوه بأسئلة فعليكم بالتفكير في ذلك. إذا كان المحاور يتنهد قبل أن يبدأ الحديث معكم فعليكم بالتفكير في ذلك. ولكن تذكروا أن السعادة من المحال تمثيلها أو على الأقل يستحيل إظهارها لفترة طويلة.