دعوا البابا نويل يعيش سنة أخرى
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

كل عام يطرح آباء الكوكب لأنفسهم السؤال: هل حان الوقت لإخبار الأطفال الحقيقة حول سانتا كلوز أو بابا نويل. تحدثت ساجاتا شينو وهي مراسلة سابقة والآن استراتيجية بارزة في MotiveQuest LLC، عن الأسباب التي قد تقنع الأهل تأجيل هذا الحوار لمدة عام آخر.

«عزيزي بابا نويل! هذا العام كنت ولدا فائق الشطارة، ولكنني أريد ألا يعاني البالغون والأطفال من السرطان. وأريد جهاز كمبيوتر مع شاشتين»

في العام الماضي لم نهتم أنا وعائلتي كثيرا بشأن بابا نويل. عشية عيد الميلاد كنا في بانكوك بعد خمسة أيام قضيناها في كمبوديا. كنا نتسلق إلى أعلى مجمع أنكور وات مستمعين إلى الموسيقى الإيقاعية المعقدة التي كانوا يعزفونها ضحايا الألغام الأرضية، وشاهدنا العرض في السيرك الذي يعمل به أطفال الشوارع السابقين فقط. تحدثنا زوجي وأنا مع الأطفال عن كل شيء يرونه من حولهم. ربما في هذاعيد الميلاد كانوا قد طلبوا من بابا نويل إعطاء هداياهم لبعض الأطفال الكمبوديين.

كانت بانكوك مزينة بألوان زاهية لعيد الميلاد. وكانت الأغاني تدفق من كل مكان، و تتبين أكاليل الأعياد و أشجارعيد الميلاد والهدايا تحتها. وبطبيعة الحال سألونا أطفالنا : «ماذا سوف يجلب لنا بابا نويل في عيد الميلاد؟» قالوا إنهم لا يريدون أي شيء كبير للغاية. لكن بطبيعة الحال، سيجلب لهم بابا نويل شيئا يناسب قياس حقائبهم عندما سيذهبون إلى المنزل.

خططنا وذهبنا في العطلة في عجلة من أمرنا، ولم نفكر بهدايا عيد الميلاد لأطفالنا. والآن كنا على بعد آلآف الأميال من المنزل، في مدينة غريبة حيث لم تكن لدينا القوة للبحث عن الهدايا ومكان لوضعها.

وفكرت، ربما هذا هو الوقت المناسب ليقولوا أخيرا وداعا لبابا نويل؟

كل عام في هذا الوقت يخمن الآباء إذا ما كان عليهم ترك بابا نويل لسنة أخرى. لقد عملت بجد لجعل بابا نويل يبدو لأطفالي حقيقيا، وليس حتى لأنني أردت أن أحتفظ بالتقليد الطفولي. لقد نشأت في الهند حيث يتضمن عيد الميلاد الرحلات إلى الأصدقاء، و الرائحة الشهية لكعكة البرقوق المنزلية، ترنيمات عيد الميلاد والأضواء المتلألئة على أشجار عيد الميلاد الصغيرة. ولم يترك أحد بسكويتا لبابا نويل ولم يهرع، بالكاد مستيقظا، إلى شجرة عيد الميلاد لرؤية الهدايا.

أريد أن أبقي بابا نويل واقعيا لأطفالي لأن رسائلهم له بالنسبة لي هي نافذة سحرية إلى أهم الأمور بالنسبة لهم، إلى عالم اهتماماتهم وكيانهم الداخلي.

هناك شيء مؤثر جدا في هذه الرسائل إلى بابا نويل. تكتب الرسائل من دون خوف الإدانة، إن هذه وسائل بسيطة ومباشرة مؤدية إلى قلب الطفل. إنه سر بين الطفل وبابا نويل، وهو الرجل الذي لا أحد يؤمن بوجوده أو بواقعية قدراته السحرية. للآباء العجيبين مثلنا، هدية بابا نويل هي الدليل الأكثر موثوقية عن ماهية أطفالنا، ورؤيتهم للعالم ولأنفسهم فيه.

يكتب أطفالي قوائم قصيرة مع أمنياتهم لبابا نويل. وعادة يطلبون كتاب أو لعبة. ويسعدني إيجاز هذه القوائم أريد أن يكونوا سعداء بما يملكونه، ولم يسعوا للحصول على أكثر من ذلك.

قبل عامين كان كل ما طلبته ابنتي كتابا عن زمار هاملين. كنا في تشيناي جنوب الهند. وجد زوجي الكتاب في ثالث محل لبيع الكتب ثم خبأنا الكتاب في صندوق و«وجدناه» سوية في صباح اليوم التالي.

عندما كان يبلغ أطفالنا أربع سنوات من العمر، لم يأت بابا نويل إلينا. كنا في نيودلهي ونسينا تماما لسبب غير مفهوم كل الهدايا. لحسن الحظ، تحمل الأطفال جميع مشقات الطريق المليء بالاختناقات المرورية للمدينة. شرحنا لهم أنا بابا نويل لا يستطيع الوصول إلينا بسبب هذه الاختناقات. ولكن الهدايا تنتظرنا في منزلنا في شيكاغو. وبطبيعة الحال، كانت هدايا بابا نويل تنتظرنا مثل صرخات الفرح و الدهشة من قبل أطفالنا.

في بانكوك كان لدينا إغراء كبير للجلوس مع الأطفال و إخبارهم الحقيقة عن بابا نويل. وكانوا يبلغون سبع سنوات، وهذا عمر كافي لفهم كل شيء. ولكننا لم نستطع إغلاق هذه النافذة السحرية إلى مرحلة الطفولة شخصيا. وبينما كان زوجي يلفت انتباه الأطفال، اشتريت قرصين مع قوالب دمى ورقية تايلاندية يمكن وضعها تحت الوسادة بسهولة.

هذه الدمى الورقية بالطبع كانت فشلا ذريعاً ولكن الحيلة نجحت، وبقي بابا نويل معنا. لدى ابنتي في هذا العام رغبة واحدة فقط في القائمة. كتبت:

«عزيزي بابا نويل! هذا العام لا حاجة لإعطائي الهدايا. أعطي هديتي للأطفال الفقراء. وآمل أن تتمتع بالذهاب إلى أماكن مختلفة».

وفي قائمة ابني أمنيتين فقط : أي شيء عن حرب النجوم وأخا صغيرا. قال أنه يأمل أن يفهم بابا نويل كيف هو الحال أن ينمو الصبي محاطا بالأخوات البنات،إحداهن هي أخته بالولادة و الأخريات هن بنات العمومة ولا يوجد أي صبيان.

لم تنغلق نافذتنا السحرية بعد. ربما لا ينبغي لكم أن تغلقوا نافذتكم أيضاً.

المصدر Quartz:

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق