23 نصيحة من ريتشارد برانسون

ريتشارد برانسون هو رجل الأعمال الوحيد الذي تمكن من تأسيس ثماني شركات بقيمة أكثر من مليار دولار في ثمانية قطاعات مختلفة. واستطاع ذلك بدون الحصول علي الشهادة الجامعية في إدارة الأعمال التجارية. هذه هي أفضل نصائحه للنجاح من كتاب "نمط الأعمال Virgin" وكتابه الجديد "طريق Virgin. كل ما أعرف عن الزعامة" ‎(The Virgin Way: Everything I Know About Leadership)‎.

كتب برانسون في كتابه "نمط الأعمال Virgin. ما الذى لا يُدرس لك في كلية الأعمال":

"أفكر كثيراً في حياتي ومسيرتي المهنية إذا حصلت على الدراسة الطويلة الكافية لتعلم نصائح تقليدية خاصة بتأسيس الأعمال".

إنّ ادارة الأعمال تحتاج إلى الدم والعرق والدموع (والكافيين). ولكن في النتيجة يجب عليك أن تخلق شيئاً سوف تفتخر به.

قال برانسون:

"عندما أسست شركة Virgin كنت أعمل في الطابق السلفي في لندن الغربية ولم تكن عندي خطة أو استراتيجية طموحة أو الاعتزام على تنظيم إمبراطورية تجارية. برائي تأسيس الشركة مرتبط بالعمل الذي يمكن أن يفتخر به ومشاركة الموهوبين ليبتكروا شيئا جديداً من أجل تغيير الحياة".

يستريح رجل الأعمال البريطاني في قطاع صناعة الطيران فريدي لايكر (2006-1922) في إحدى الطائرات تابعة لشركته Laker Airways عام 1978.

وقد تلقى برانسون بعض النصائح التي لا تقدر بثمن من السيد فريدي لايكر وهو رجل الأعمال البريطاني في حين تأسيس شركة Virgin Airlines. ومن بين الكلام الأخرى قال لايكر:

"حاول أن تجعل الصحفيين يكتبون عنك على الصفحة الأولى وليس على الصفحات الأخيرة. سوف تضطر أن تسعي وتبيع نفسك. كن كالمهرج مهما كان الثمن وإلا لن تبقى أعمالك على قيد الحياة".

يلاحظ برانسون دائماً أنه يسافر كثيراً في جميع الأنحاء في العالم ويلتقي عدداً كبيراً من الأشخاص. يقول إنه تقبّل أفضل اقتراحات وافكار إدارة الأعمال عن هذا الطريق.

إن الاسم والعلامة التجارية الفريدة التي تشتهر بها شركة Virgin هي نقطة هامة في نجاح هذه الشركة. يراقب برانسون بعناية أن يكون اسم Virgin رمز الجودة الممتازة ومستوى الخدمة العالي والمناهج غير التقليدية والجذابة.

يقول برانسون إنه يُسأل كثيراً عن أصل اسم Virgin فيجيب:

"ليلة ما كنت أستريح وأتحدث مع البنات وهن 16 سنة من عمرهن عن تسمية محل السجلات الموسيقية. كنا نتبادل الأفكار المختلفة وفجأةً اقترحت واحدة منهن اسم Virgin وحينئذ كنا مبتدئين في الأعمال. كان هذا الاسم فريداً وناضراً وأما كلمة Virgin فكانت آنذاك غامضة ومثيرة للاهتمام وهذا هو سبب اختياري في النهاية".

إن كلمتي "استماع" و"صمت" مرتبطتين بشدة بعضهما مع البعض في الحياة كما لاحظ برانسون. وإن الطريقة الوحيدة لاستماع إلى الشخص الآخر هي الحفاظ على الصمت وعدم قطع الحديث المتكلم بدون التفكير في الإجابة قبل ما ينتهي كلامه.

يحمل برانسون معه دائماً دفتر الملاحظات ليستطيع تسجيل كلام الناس والحفاظ على أفكارهم. يسمى هذا الدفتر سلاحه السري في الأعمال لأنه يسمح له أن يكتشف طرق الأعمال الجديدة.

يتذكر برانسون احد أقواله عندما كان يشرح مخاطر ادارة الأعمال:

"طبعا إنّ الشجعان لا يعيشون إلى الأبد وأما الجبناء فلا يعيشون على الإطلاق!"

تشمل كل أنواع الأعمال مخاطراً مختلفة. كن مستعداً للضربة القاضية كما قال برانسون لأن النجاح نادراً ما يأتي إلى من يحذر بشدة. ربما سوف تفشل ولكن كما يضيف برانسون أن "لا تحدث فشل كامل".

ريتشارد برانسون مع نائب رئيس الولايات المتحدة السابق أيل غور والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.

قال برانسون إن الانطباع الأول أهم ولكن أهمية الانطباع الثاني ليست أقل منه. عادةً يتجه الزبائن إلى إدارة شركة Virgin للمرة الثانية عندما يسطدمون بالصعوبات خاصة بمنتجات أو خدمات الشركة. وطريقة تقديم علامتك التجارية في مثل هذه الحالات تظهر بوضوح جودة تنظيم معاملة الزبائن وسرعة حلّ المشاكل.

قال برانسون:

"من الخطر أن تتأكد بأنك وصلت إلى المثالية في شيء ما. كل من يعتقد أنه لا يوجد هناك طريقة أفضل يشعر بالارتياح والتفاخر حينما الآخرون لا يزالون أن يعملون بجدية على تصميم المنتج".

لذلك السبب لا يقدر برانسون العمل على %100. يعتقد أن هناك دائماً طرق للتحسين مهما كانت نتيجة الأعمال المنجزة.

كتب برانسون

"إن القدرة على التفويض هي من المهارات الأساسية التي يجب أن يطوّرها رجل الأعمال في نفسه".

لا يمكن أن تفعل كل شيء وحدك ومن المستحيل أن تكون الأفضل في كل شيء. لذلك يوصى برانسون بتوظيف الناس القادرين على ملء الفراغ وتعهد بحل القضايا المختلفة التي لا تملك القوة أو الوقت الكافي لحلها.

قال برانسون:

"يسمح لك التفويض أن تقضي أكثر وقتك مع عائلتك وإنه أهم شيء.

الزبون دائماً على حق… باستثناء الحالات التي يكون فيها الزبون مخطئا. إن ملاحظات الزبائن مهمة جداً ولكن "لا ينبغي أن تأسس نظام خدمات الزبائن على فرضية أن مؤسستك لن تشكك في رغبات الزبائن أبداً" كما قال برانسون.

هو يحذّر أن الكثير من رجال الأعمال يعتقدون أن توفير الخدمات على أساس الفكرة أن الزبون دائماً على حق سوف يساعد أعمالهم. هذا ليس صحيحاً. حاول أن لا تفسد العلاقات مع الزبائن والموظفين بتأسيس نظام تقديم الخدمات غير المعقول.

عندما يتكلم عن تحديد العلامة التجارية ينصح برانسون أن تفعل عكس ما فعل مع شركة Virgin وهو عرض وادخال العلامة في جميع المجالات الممكنة. على الرغم من أن تفرعت شركة Virgin في الكثير من القطاعات ولكنها لم تنجح إلّا بعد التركيز على الجانب الواحد وهو "البحث عن طرق جديدة لقضاء الوقت بصورة جيدة".

افعلوا كل ما تقدر عليه واطرحوا الوعود المتواضعة وحاولوا اجتياز التوقعات. إذا ما حددت علامة تجارية خاصة بك، لن يفقد الفرصة منافسوك.

يقارن برانسون اكتشاف الأراضي الجديدة في الأعمال مع الاكتشافات والبحوث العلمية والجغرافية قائلاً:

"إننا سوف نكتشف أنواع جديدة لنكون قادرين على دراسة كائنات أعماق المحيطات".

ويترجم هذه القول إلى لغة الأعمال هكاذا: توجد الأشياء الكثيرة التي لم يتم اكتشافها أو ابتكارها أو تحقيقها ودراسة المجالات المجهولة يمكن أن تؤدي إلى اختراع الأفكار والابتكارات الجديدة.

لا يؤمن برانسون بالحظ ولكنه يعتقد أن نستطيع أن نغير الأحداث لصالحنا إذا لا نخاف من الفشل. قال برانسون:

"بعض الناس والشركات التي تعتبر نفسها محظوظة هي أكثر استعداد أن تتحمل المخاطر المتزايدة وبالتالي إنهم غير خائفين من الفشل. كل من يستعد أن يبذل جهوداً لتحسين حظه سيستطيع أن يفعل العديد من التحسينات".

يجب على الرئيس وموظفيه بناء العلاقات الجيدة للتعامل من أجل تنفيذ الهدف المشترك. يقول برانسون:

"إذا لم يرتبط الموظفون أنفسهم مع الشركة ولم يستخدموا الضمير "نحن" فهذا يدل إلى عدم التعامل المثمر بين الناس في الدرجات المختلفة من السلم الوظيفي".

إذا يبدو لك أن هناك خلافات وعداء بين الموظفين والرئاسة يوصى برانسون أن يتحدث مع ممثلي الإدارة الوسطى لمحاولة البحث عن مصدر القضية وحلها مباشرةً.

إن الموظفين في حاجة إلى الحرية وحق العبير عن آرائهم بدون قيود مشددة ليتمكنوا من زيادة جودة العمل والبحث عن الحلول الجيدة والفعالة.

كتب برانسون:

"هذا يبدو عادياً ولكن تصميم وصناعة المنتجات من الدرجة الأولى وتنظيم المؤسسة الناجحة والمستقرة تحتاج إلى الموظفين المتحمسين والمهتمين".

ينبغي أن يكون مديراً كل من يقدر على "كشف امكانيات الموظفين" وانشاء العلاقة مع الآخرين ومساعدة الموظف ليتوصل إلى الأفكار الصحيحة إذا أخطء بدلا من نقده لذلك.

ليس كل الناس يستطيعون ذلك وهذا شيء طبيعي. يمكن أن يكون مؤسس الشركة مديراً عاماً ولكن هذا ليس ضرورياً. إذا لا يناسبه هذا المنصب فيجب أن يفهم أنه مناسب للشخص الآخر.

في شبابه تعرف برانسون على معلمه دافيد بيفيرس وهو محاسب وصديق والديه الذي درّسه أصول المحاسبة وطريق ادارة الأعمال الذكي الذي يستخدمه برانسون حتى الآن.

يجب على المعلم الجيد أن يفهم كيف يدرّس ويوجّهك. قال برانسون:

"اجتياز الطريق وحدك يستحق الإعجاب ولكن هذا طريق غزو العالم غير الأمن والمعقول".

يقول برانسون إنه يجب عليك أن تتعلم الاستماع إلى الآخرين بعناية لتحقيق النجاح أي تتقبل "آراء معظم الناس عن كل فكرتك قبل ما قلت "لا نقبل هذه الفكرة" أو "إن هذه الفكرة مقبولة".

وهذا يعني أنه يجب عليك قبل تنفيذ قرار ما أن تفكر بعناية. يمكن البحث عن الآراء المختلفة أن "يحافظ على الوقت والأموال" في أعمالك كما يقول برانسون.

"لا تقل للناس عن آراء الآخرين حتى ما تسمع وجهة النظر الخاص بهم. وبالنتيجة تظن أن أفضل نصيحة هي رفض فكرة معينة وبعد مرور الوقت تدرك أنها كانت أفضل قرار".

لا تؤدي المبادرات التجارية إلى النجاح دائماً حتى عندما تقوم بها مع صديقك أو شريكك. إذا حدث ذلك فيدرك رجال الأعمال الناجحون متى يحين وقت التفريق.

ولكن لا يدل مجرد قرار التفريق إلى سوء الخاتمة في العلاقات بين الصديقين كما يلاحظ برانسون ويضيف: حلوا كل المشاكل بالسرعة وعن طريق مباشر وتنهي علاقاتك جيدا...

من المفيد أن تعرف الابتكارات التكنولوجية الجديدة ولكن لا ينبغي أن تكتب رسائل سريعة أو البريد الإلكتروني عندما يكون من الأفضل أن تتصل بالهاتف. قال برانسون:

"قد انخفضت جودة الاتصالات التجارية لأنه بدأ الناس في تجنب المكالمات الهاتفية واللقاءات المباشرة خلال السنوات الأخيرة. بقي لي أن أفترض أن سبب ذلك السعي إلى زيادة الفعالية".

من الصعب حل المشاكل من خلال الرسائل السريعة أو رسائل البريد الإلكتروني و"لا يوجد شيء أقل فعالية إلاّ السماح للمشكلة أن تتعقد" كما قال برانسون عن الحالات حيث من الأفضل أن يتكلم بالهاتف.

يقول برانسون إن أهم شيء في توظيف العمال هو "فهم شخصية الإنسان وليست سيرته الذاتية".

يعمل بعض الناس بشكل مختلف تبعاً لطبيعاتهم وإذا لاحظت أن الموظف مناسب لحل القضية القائمة بفضل شخصيته وقدمت له المكانيات وفرص النمو فإنه يمكن أن يعجبك بنطاق مهاراته الواسع.

يقول برانسون:

"إن الشركات ليست مؤمنة أمام وجه المستقبل".

لا شيء يعيش إلى الأبد ويجب على رجل الأعمال أن يكون مستعداً للتكيف ويتجنب الحنين إلى النجاحات السابقة للشركة. يقول برانسون:

"أحياناً يجب علينا أن نضبط اتجاه التقدم في ظل تغيير الظروف والفرص المتاحة".

إذا لا تحدث التغيرات يوصى برانسون "بالبحث عن طرق تُحمس كل الموظفين وجعلهم يفكروا كرجال الأعمال. أكثر مسؤولية يعني أكبر فعالية للعمل".

إن حلك دائماً صحيح ولكنه ليس أفضل في كل الحالات. كل الناس يرتكبون الأخطاء وأحسن أن تعترف بها.

الصدق الصفة التي ليست الأفضل فقط بل الوحيدة الممكنة كما لاحظ برانسون. عندما ترتكب الخطأ لا تفقد قوتك. ابحث عن المشكلة وقم بحلها.

يصف برانسون صورة "المدير" التقليدية كالعتيقة. إن المدير يعطي الأوامر والزعيم ينظم العمل. يقول برانسون:

"إذا يوجد قول يثيرغضبي فهو "نعم، طبعاً يا مدير!". في الحقيقة أحسن أن تقول "طبعاً، أنا غير موافق معك ولكن لن أجادل وسوف أفعل كما قلت لي".

ينظم الزعيم الجيد أفكاره ويتحمس الآخرين لطرح أفكارهم.