لا شك أننا جميعا نحلم بمادة سحرية، ولكل منا دوافعه وأهدافه لامتلاكها، بعضنا يرغب في الشفاء أو الثراء والبعض الأخر يريد أسلحة دمار وتنزيل الجن وأحضار الأرواح، فهل توجد حقا هذة المادة المسماة بالزئبق الأحمر؟ وما سر انتشارها؟
الزئبق الأحمر هي مادة خرافية لا وجود لها علميا، ذاع صيتها في القرن العشرين لعدة أسباب:
يُعتقد إن أول من روج إشاعة استخدام الزئبق الأحمر في صنع القنابل النووية كان جهاز المخابرات السوفيتي السابق المعروف اختصارا بال KGB ، حيث يُعتقد أن السوفيت روجوا لهذة الإشاعة للإيقاع بالعصابات الدولية، ولكي يسهل تتبع نشاطاتهم، فإن أردت شراء الزئبق الأحمر، فأنت تريد بلا شك الحصول علي أسلحة نووية، إذاً فكان لفظ الزئبق الأحمر مجرد فخ للإيقاع بالعصابات الخطرة.
وهذا ما صرح به مسؤولون رسميون بريطانيون: إن استخدام الزئبق الأحمر في صنع القنابل النووية
"كذبة سخيفة لا وجود لها".
ولكن من المثير للدهشة، أن صحيفة برافدا الروسية الشهيرة قد ذكرت عام 1993 استخدامات مشابهة، فذكرت استخدام الزئبق الأحمر كطلاء للطائرات للاختفاء من الرادار، وأيضا استخدامها في صنع رؤوس الصواريخ البالستية، ربما كانت تلك محاولة أخرى للإيقاع بعصابات المافيا التي انتشرت في روسيا في تسعينات القرن الماضي!
الزئبق الأحمر الفرعوني، صرح زاهي حواس عالم الفرعونيات المصري الشهير في حديث لصحيفة الشرق الأوسط، بأنه في أربعينات القرن الماضي قد عثر عالم الآثار المصري ذكي سعد علي سائل يميل لونه الى الاحمرار يخص مومياء "أمون تف نخت" قائد الجيش في عصر الأسرة "27"، وهذه المقبرة قد وجدت سليمة ولم تصل إليها أيدي لصوص الآثار، ولكن بتحليل هذا السائل وجد أنه ليس له علاقة بالزئبق على الإطلاق، فهو مجرد سوائل آدمية وأملاح ومواد أخرى كانت تستخدم في التحنيط كالصمغ.
أشهر قصص النصب والدجل تحت مسمي الزئبق الأحمر
قصص النصب باستخدام الزئبق الأحمر بالآلاف، فيكاد لا يمر يوم، من دون أن نقرأ في الصحف عن دجال يستخدم الزئبق الأحمر في إخراج الكنوز وتحضير الأرواح أو توليد الدولارات وشفاء الأمراض، إليكم أشهر هذة القصص:
اشترى ثري عربي مرموق زجاجة من دجال بمبلغ 27 مليون دولار، وقد أوهمه الدجال أنها لمومياء فرعونية ملكية يمكنك بها الشفاء من الأمراض، وبعد اكتشافه لعملية النصب حرر محضر (17768) بجمهورية مصر العربية.
قام دجال من الكاميرون بإيهام بعض المواطنين المصريين في قرية بمحافظة القليوبية بقدرته على توليد الدولارات، قام بعض شباب القرية بإحضار ألف دولار له لمضاعفة المبلغ وبالفعل قام الدجال بوضع الأموال في ماء وصب قليلا من مادة حمراء، أخبرهم أنها الزئبق الأحمر وبالفعل ضاعف الدولارات وأعطاهم ألفي دولار وطلب منهم الذهاب إلى البنك لصرفها، وسط ذهول الشباب أخذ الدولارات وبالفعل قاموا بتغيرهم في البنك، ذهب الشباب و جمعوا له كل الأموال، التي استطاعوا جمعها من جميع سكان القرية وكانت حوالي مائة ألف دولار، ولكن الدجال أخبرهم هذه المرة، إن المبلغ كبير و يحتاج لبعض أيام لإتمام المهمة، وبالفعل وافق أهالي القرية، وحتما هرب الدجال ولم يحصلوا حتي علي دولار واحد.
إن كان من الجميل توليد الأموال أو الشفاء من الأمراض بطرق سحرية، فإنه من الأجمل بلا شكل العمل من أجل ذلك على أرض الواقع والبعد عن الخيال وقصص الساحرة التي تطير فوق السحاب.