الفكرة لا قيمة لها
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

تتخذ أفكار مكان الصدارة على قاعدة الثقافة الحديثة. ومع ذلك، وفقا لمديرة تصميم المنتجات في الفيسبوك جولي تشو الأفكار بحد ذاتها لا قيمة لها.

لدى كل شخص مرتبط بأي شكل من الأشكال بالإبداع فكرة عن ماهية الشخص الذي يقوم بتوليد الأفكار.

صباح الإثنين يدخل إلى المكتب بخفة الريشة. عقله مثل زهرة اللوتس المزهرة. وتولد فكرة جديدة! وإنها رائعة، واعدة و رائعة! إنها مجرد خرجت إلى حيز الوجود، و لا تزال خطوطها غامضة وضبابية، ولكن الشخص الذي يخترع الأفكار، لا يراها فقط بل يمكن أن يتذوقها و يلمسها: إنها نص مكتوب بشكل مثالي تماما، إنها إنتاج مؤثر، إنها مفهوم يتحدى الخيال. هذه الفكرة لها أرجل! يبقى فقط أن يزيد هذان الساقان قوتهم، ويقفان على الأرض، ويهرعان إلى الأمام حيث يطمس الخط الفاصل بين الخيال والواقع.

وهكذا الشخص الذي يخترع الأفكار، يجمع فريقه الرائع ويعطيه فكرة ويقول: «إلى الأمام! ». يأخذ هذا الفريق الموهوب بشكل لا يصدق الفكرة و يوصلها إلى المختبر. يضيف للفكرة ظلالا وعمقا و لمعانا، ويرشها بغبار الجنيات وها هي على قيد الحياة، على قيد الحياة! بالتأكيد، بفضل هذه الرواية الجديدة، والأفلام، والتصميم، والمنتج، والخدمة، والقانون، أوالعملية أي كل هذه الأفكار التي اكتسبت أرضية الواقع تحسن العالم قليلا.

يرمي الناس القبعات في الهواء: «إن الفكرة التي خطرت للشخص الذي يخترع الأفكار رائعة! ». والشخص الذي يخترع الأفكار، يشعر بإطراء شديد ويقرر الرحيل مؤقتا إلى زاوية مجهولة على كوكب الأرض للإلهام، ليعرض للعالم فكرة جديدة رائعة أخرى.

لقد جربت دور الشخص الذي يخترع الأفكار لأول مرة في الصف السادس. جنبا إلى جنب مع أفضل صديقاتي قررنا أن نبدأ كتابة كتاب. بعد المدرسة كنا نجلس أمام الطاولة، ونخرج الدفاتر والأقلام المفضلة ونسجل كلمة «فكرة» في الجزء العلوي من الصفحة.

كانت الأفكار تنبع كالنهر، واحدة أفضل من الآخرى:

  • فتاة تعيش في خليج أزرق مشع، تحضنها أسرة من الدلافين (أوحانا ماوكلي).
  • يذهب الجان والجنيات للبحث عن كريستال متوهج ضخم لإنقاذ سكان القرية وفي الوقت نفسه كان علينا أن نقرر بوضوح من يصاحب كل منهم (ألهمنا بFinal Fantasy وديفيد إيدينغس).
  • الفتاة تلتقط نمرا أبيضا بعيون زرقاء براقة وتصبح نجمة الصف (ألهمنا بأحلامنا الغير الواقعية. ونعم، في ذلك الحين كنا نحب كلمة «براقة»).

لأيام كثيرة كنا نسجل عشرات أو حتى مئات الأفكار إلى الدفتر المحمول. وبدت في بعض الأحيان رائعة لدرجة أننا كنا نطير المنزل على الأجنحة. كنت أهلع إلى الغرفة عندما كانت الفكرة جاهزة للانفجار في عمق نفسي أفتح Word وأبدأ بالنقر على لوحة المفاتيح.

أقصى ما كنت قادرة على كتابته هو 60 صفحة. الجنيات والجان كانوا على استعداد لمغادرة القرية والدخول إلى غابة مظلمة، حيث كانوا سيكتشفوان في جذور شجرة لغزا مكتوبا على برشمان مجعد.

في ثقافة اليوم وضعت الأفكار الإبداعية على قاعدة التمثال. يناقش التقنيون أحدث الابتكارات التكنولوجية (البث الحي! الطائرات بدون طيار!). في صناعة السينما ودور النشر تطير من كمبيوتر محمول إلى كمبيوتر محمول آخر الآلاف من الرسائل حول ما هو النوع الأدبي المدرج الآن (الخيال!)، وما هو النوع الغير المدرج (مصاصو الدماء). ابحث في جوجل عن «فكرة عظيمة جديدة» و سوف يعطيك 300 مليون صفحة، وكثير منها هي مدونات حول كيفية النجاح في الحياة. أثناء المقابلة يحب أصحاب العمل اختبار القدرات الإبداعية للمتقدمين. وحتى في الحفلات يفضل الناس التجمع حول الأشخاص غير المكلولين و الساحرين الذين يخترعون الأفكار بشكل غريزي.

و لكن، أولئك الذين غالبا سيدعوهم شخص ما بالأشخاص الذين يخترعون الأفكار يعرفون جيدا: الفكرة في حد ذاتها لا قيمة لها.

  • «هاري بوتر»- ليس أول كتاب عن الصبي الساحر.
  • جوجل - ليس محرك البحث الأول.
  • على مدى نصف قرن ونحن نعرف كيفية الوقاية من الملاريا وكيفية التعامل معها. ومع ذلك كل عام يصاب بها 200 مليون شخص.
  • لقد نشأنا مع الأدوات في أيدينا، وشهدنا صعود وسقوط عددا لا يحصى من التقنيات وفي الوقت نفسه 2/3 من سكان العالم لا يحصلون على شبكة الإنترنت.

الأفكار هي مثل الحلوى: مشرقة، لذيذ، وتريد أن تبتلعها. لكن الفكرة هي أسهل جزء من المشكلة. ما يبدأ بعد ولادة الأفكار هو ما علينا التحدث عنه. التنفيذ. لماذا لا يكتب أحد شيء حيال ذلك؟

قصيدة للشخص الذي ينفذ الأفكار

  • يعلم أنه من أجل تحقيق شيء يتطلب العمل الشاق والمثابرة.
  • يقدر عملية تنفيذ الفكرة.
  • يقدر الأشخاص الذين يؤدون هذه العملية بجودة.
  • يعرف أن هذا لا يكفي ببساطة أن يلهم الآخرين بفكرته بل من الضروري أن يكونوا على استعداد لتنفيذها. وهذا يتطلب التخطيط واسترجاع المعلومات والتفكير النقدي والمثابرة.
  • يعمل على التفاصيل يوميا و بعناية.
  • لن يطري على نفسه إذا اخترع فكرة جيدة. فقط تنفيذ الأفكار يستحق الثناء .
  • لن يحيد عن الهدف حتى إذا ظن أحد أن فكرته فاشلة.
  • كل يوم يقوم بالعمل الصعب، الممل، والمشابه، و المتعب فقط لتحقيق هذه الفكرة.

يا له من إنسان!

كيف يختلف عن الشخص الذي يخترع الأفكار؟

الجان والجنيات من قصتي لم يصلوا إلى الغابة. ولكن في قصص صديقتي كانت تنتظرهم الكثير من المغامرات. كانت تكتب في إجازة عند أقاربها على الجانب الآخر من الكوكب. وكانت تكتب بعد المدرسة، بعد الانتهاء من الواجبات المنزلية. وكانت تكتب في عطلة الأسبوع، عندما كنا جميعا نتمتع بسعادة بوقت فراغنا.

كانت قصة واحدة تستغرق عدة أشهر، لأن الكتابة لم تكن سهلة. رأيت كيف تكتب وتعيد كتابة المشاهد. رأيت كيف كانت تمحي بطل واحد وتستبدله بآخر صفحة بعد صفحة بدقة الجراح. رأيت قصتها تغير الشكل بالكامل كيف كانت تعمل على كل التفاصيل، وتخلق شيئا جديدا تماما. إنها مثل محاولة لسحب خيط من لون معين من وشاح متماسك تماما.

ولكن صديقتي هي من الأشخاص الذين ينفذون الأفكار، حتى بعد العديد من السنوات أستمتع بقراءة قصصها.

وليس أنا فقط. في الواقع كثيرون يستمتعون بذلك. كتب ماري لو (أفضل صديقة لي) تصبح دائما الأكثر مبيعا.

لا شيء يلهم أكثر من الفكرة الجيدة. ولكن إذا لم تحاول تنفيذها، لن يحدث شيء.

المصدر: Medium

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق