ما يجب أن تفكر به قبل الذهاب إلى كوبا
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

تحدث ريك ستيفز، خبير السفر ومؤلف كتاب Travel as a Political Act (السفر كعمل سياسي)، مع BuzzFeed News حول كيفية السفر بمسؤولية إلى أماكن معقدة اجتماعيا وسياسيا.

(علم كوبي معلق على مبنى في هافانا في 27 ديسمبر 2014. رويترز)‎

كوبا التي كانت محظورة منذ فترة طويلة لزيارات الأمركيين على وشك أن تصبح أسهل بكثير للزيارة، ولكن السؤال حول منفعة زيارتها يزداد تعقيداً.

من ناحية هذا البلد الإستوائي مشهور بجماله واستثنايته بين الثقافات في منطقة البحر الكاريبي، ومن جهة أخرى إنه لا يزال يحكم من قبل عائلة كاسترو وقد اتهم بانتهاكات حقوق الإنسان. ولا يزال مكانا صعبا، حتى لو أصبح الوصول إليه سهلاً.

ولكن بالنسبة لكاتب قصص الرحلات ريك ستيفزو هذا ليس سببا لعدم زيارة كوبا. اشتهر ستيفز بفضل أدلته السياحية الأوروبية و البرنامج التلفزيوني Rick Steves’ Europe و أيضا كمؤلف كتاب Travel as a Political Act.. الكتاب يتعمق في تعقيدات وإيجابيات السفر إلى الأماكن التي تعتبر صعبة تقليديا ويبنى على خبرات ستيفز في أمريكا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا وأماكن أخرى. كما تم ترشيح برنامجه عن إيران لجائزة إيمي، ومؤخرا كان يعمل بجهد على برنامج حول السفر إلى فلسطين.

و يدل كل ما ذكر أعلاه أن ستيفز الذي يخطط الآن لأول زيارة له لكوبا يعرف بضعة أشياء عن السفر إلى الأماكن التي تشتهر في الولايات المتحدة لتحدياتها أكثر من أماكنهم السياحية.

في ضوء قرار الولايات المتحدة لتخفيف القيود المفروضة على كوبا، تحدث ستيفز مع صحفيي BuzzFeed News عت كيفية زيارة الأماكن الصعبة، وعما يجب أن يعرفه الأميركيون، وكيف يمكن للسفر أن يجمع بين الناس المقسمين تاريخيا.

يعتقد ستيفز أنه من الناحية الأخلاقية السفر إلى الأماكن المعقدة بعلم كلا الجانبين حقائقا عن بعضهما البعض ويقضي على الحجج لصالح البقاء بعيداً تماما عن تلك المناطق.

"منذ سنوات ونحن نقوم بتنظيم رحل مجموعات سياحية إلى تركيا واستمر بعض الناس في القول لسنوات أنه لا ينبغي علي تشجيع السياحة إلى تركيا لأن حكومتها تقوم بانتهاكات حقوق الإنسان. لكن القيمة غير الملموسة لربط العلاقات بين الناس أهم بكثير من نواح عديدة".

«أنا فقط أعتقد أن أهمية تعرف الناس على الناس الأخرين تفوق أهمية مقاطعة بعض الحكومات التي تدعم قرارات سياسية سيئة. أعتقد أنه نوع من النفاق بالنسبة لنا أن ننزعج من حكومات الدول الأخرى دون أن ننظر إلى ما تفعله حكومتنا لأننا نفعل الكثير من الأشياء التي من شأنها أن تستحق المقاطعة أيضا ».

(القدس في 9 سبتمبر في 2013. AP سيباستيان شينر)

يملك ستيفز بعض النصائح العملية للمسافرين الذين يتطلعون إلى زيادة الآثار الإيجابية لرحلاتهم إلى أقصى حد: أنفق أموالك على الشركات المحلية.

«أشعر بشكل أفضل عندما أساهم على إبقاء أموالي داخل البلاد. ويمكن للمسافر الذكي أن يفعل ذلك بشكل جيد. توظيف مرشدين محليين هو شيء جميل. كل متهم يحاول كسب لقمة العيش لأسرته. إنه مجرد نوع من الاستهلاك المستنير عندما تستهلك الأشياء بطريقة تدعم بها الشركات الصغيرة التي يملكها السكان المحليون.

«عندما كنت في مصرذهبت إلى متجر للإسكافي وكان الإسكافي مسيحيا، إذا حكمنا من خلال التقويمات والملصقات المعلقة على الجدران. وكان من الأقباط المسيحيين. و في اليوم السابق أحرقت مجموعة من الإسلاميين كنيسة وقتلت مجموعة من المسيحيين.

"سنحت لي الفرصة للجلوس مع الإسكافي وتبين أن عائلته كانت في هذا المجتمع لألف سنة وكان يشعر تماما كجزء من الأسرة حتى ولو كان دينه مسيحي ودين زبائنه من كل الأماكن حوله الإسلام . و لو كنت مع مجموعة سياحية لم تتيح لي مثل هذه التجربة وقد أتيحت لي بفضل الدليل المحلي.

«إذا ذهبت إلى هافانا يمكنني أن أكتفي بدليل عن كوبا، ولكن سأحتاج إلى دليل سياحي لتفسيركل شيء بالنسبة لي وأخذي وراء الكواليس، ومعرفة مقدار ما يمكن أن أختبره من المغامرات دون الدخول إلى منطقة حيث قد أتورط بمخاطر لا ينبغي أن أتورط بها».

(ستيفزمع عائلة من المزارعين الزيتون الفلسطينيين بالقرب من الحديقة الوطنية في قرية بتير دين كانون)‎

عندما يقرر المسافرون مكان الرحلة، إنهم يختارون أيضا مقدار ما سيحصلون عليه من الرحلة. ووفقا لستيفز، اختيار دولة أكثر تعقيدا على سبيل المثال، مثل كوبا يمكن أن يعني الحصول على فوائد أكثر من الرحلة.

«إذا كنت تريد رحلة سهلة عليك أن تذهب إلى أورلاندو. أما إذا كنت ترغب في السفر حيث سيتم إخراجك من منطقة الراحة الخاصة بك واتصالك مع واقع هذا الكوكب اذهب إلى مكان ما يظنه بعض الناس صعبا. أنا لا أعتقد أن تلك الرحلة أكثر تكلفة كما لا أعتقد أن الرحلة إلى نيكاراغوا محفوفة بالمخاطر أكثر من الرحلة إلى بويرتو فالارتا أو مازاتلان. لديك خيار.

«يمكنك الاستلقاء على الشاطئ مع مجموعة من الأميركيين في منتجع خاص مع بوابات تحميك من الواقع. وليس هناك شيء خاطئ في هذا في حد ذاته، ولكن إذا أردت أن تفهم عالمنا بشكل أفضل هذه ليست وسيلة جيدة للقيام بذلك ».

(الناس يلعبون كرة القدم في الشارع في وسط مدينة هافانا يوم 22 ديسمبر، 2014. ألكسندر مينيغيني، وريترز)‎

حجته هي أن السفر «يقضي» على التعصب العرقي من خلال ربط الثقافات والكشف عن كيفية عيش الناس مع قيم مختلفة تماما. «وأشخاص آخرون ليس لديهم الحلم الأمريكي»، يقول ستيفز. «وتدرك بعد وهلة أن هذا شيء جميل».

«الشيء الجميل في السفر هو أنه يؤنس أجزاء مختلفة من الكوكب. أعني، إذا ذهبت إلى إسرائيل، ولم تعبر الجدار و تذهب إلى فلسطين،فأنت لا تعرف الأرض المقدسة. لا يوجد سوى عدد قليل جدا من الأميركيين الذين زاروا الأرض المقدسة حقا ورؤوا جانبي الجدار وتعرفوا على الثقافتين. قاموا بالذهاب إلى الخط المباشر من القدس الى بيت لحم لرؤية كنيسة المهد ثم صعدوا مرة أخرى إلى حافلتهم وهلعوا مرة أخرى إلى إسرائيل وتشكروا أنهم لم يخطفوا.

«أنا أعتقد أن هذه نظرة متعرضة بجنون العظمة وضيقة وأحادية الجانب عن الأراضي المقدسة. و لا يهم ما هي وجهات نظرك السياسية أو ما هي مفضلاتك، يريد المسافر الذكي أن يسمع كل من الروايات ويفسرها بعقل مفتوح ».

ويشمل «العمل السياسي» أثناء السفر، وفقا لستيفز، قسمين: زيارة مكان الأجنبي وتعلم شيء ما، ثم عرض هذه المعارف في المنزل والتعلم منها.

«إن العمل السياسي هو أن تعود إلى المنزل مع منظور أوسع. عد إلى المنزل مع عقلية تكون أكثر ميلا للاحتفال بالتنوع بدلا من الخوف منه، كن أكثر ميلا لبناء الجسور وأقل ميلا لبناء الجدران.

«إنك تصبح أقل خوفا وهذا هو أفضل الهدايا التذكارية: المنظور الأوسع. قم بالتعبير عن هذا الرأي في العالم الجديد كمواطن أمتنا العظيمة الديمقراطية، هذا ما يشمله عملك السياسي ».

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق