مجموعة صور فريدة من طائرات بدون طيار.
غدت الطائرات بدون طيار في زماننا مستخدمة في كل مكان، من ساحة المعركة إلى المناطق الريفية النائية. إن إمكانيات وسيناريوهات استخدام الطائرات بدون طيار واسعة للغاية ولم يجرَّب إلا القليل منها.
التصوير الضوئي من أكثر طرائق استخدام الطائرات بدون طيار إثارة للاهتمام، ويعرف المصور أموس تشابل هذا أفضل من الكثيرين. حالما أتيحت الطائرات بدون طيار للمستهلك، أدرك تشابل أن هذا هو حلمه، فاشترى واحدة وتعلم قيادتها، ثم شرع يسافر حول العالم يصور المعالم قبل أن يصبح ذلك محظوراً قانوناً. يقول تشابل:
«مرّت في البداية فترة حوالي سنة ونصف كان يمكن خلالها التحليق في أي مكان، وكان الجميع يفرح. وأنا سعيد أنني استغللت هذا الوقت».
أما الآن فقد أصبح استعمال الطائرات بدون طيار في الكثير من هذه الأماكن غير قانوني، مما جعل مجموعة الصور فريدة. عرض تشابل الكثير منها لنا وروى لنا كيف التقطها.
تشابل التقط صورا لأكثر المعالم شهرة. من تاج محل إلى الكرملين.
في الصباح الباكر. أول مجموعة من السياح تعبر بوابة تاج محل.
في سنة 2013، عندما ظهرت في السوق الطائرات بدون طيار التجارية، كان تشابل يدرس كل طائرة تطرح في السوق.
برشلونة، إسبانيا
وأخيراً طرحت الشركة الصينية DJI الطراز Phantom فأدرك تشابل أن هذا ما يريده فعلاً.
كاتدرائية القلب المقدس في ضباب الفجر، باريس
كانت Phantom تسمح برفع الكاميرا إلى ارتفاع 120 متراً والتقاط حوالي 100 صورة في كل تحليق.
منظر منارة فيتوريا وخليج تريست أثناء الغروب، إيطاليا.
بدأ تشابل العمل دون إضاعة الوقت: بدأ بالسفر وتصوير المعالم بتكليف من الوكالات والمكاتب السياحية وغيرهم من العملاء. في الصورة التالية فندق أوكرانيا في موسكو.
فندق أوكرانيا أثناء الغسق، موسكو
حلقت طائرته حول كنيسة الدم المراق في بطرسبورغ.
كاتدرائية الدم المراق صباحاً في الخريف، سانت بطرسبرغ
وهذا منظرالكنيسة أثناء الغروب.
تم بناء هذه الكنيسة كضريح للقيصر المقتول ولم يفترض أن تكون دار عبادة للعموم. وهي في الحاضر مفتوحة للعموم، وفيها متحف، وبداخله يحفظ الجزء من الرصيف الذي وقع عليه الإمبراطور وقد أصيب بجرح قاتل.
زارت طائرة تشابل اسطنبول أيضاً وحلقت فوق جامع السلطان أحمد
اسطنبولومآذنه كصواري سفينة تبحر في بحر المرمرة
كان تشابل في البداية يطلق الطائرة في أماكن مكتظة بالناس، لكن سرعان ما أدرك أن هذا قد يكون خطراً.
الأرض في «الهضبة 3» كما يسميها السكان المحليون لأحياء مومبايالفقيرة ليست أغلى من الأرض حولها، فالإطلالة لا تعوض عن غياب مياه الشرب.
كانت الطائرة الأولى معيبة، حيث كانت مروحتها تتوقف أحياناً أثناء الطيران.
استجمام الروس على شاطئ أبخازيا
تحطمت طائرة تشابل الثانية أثناء التصوير التجاري مؤخراً بعد أن اضطر إلى استخدام طراز لا يعرفه، حيث ارتفعت الطائرة حوالي 30 متراً وانقطع الاتصال بها، وعثر تشابل عليها بعد بحث طويل وقد تحطمت تماماً. وقد افترض تشابل أن المشكلة سببها تشويش من أمواج WiFi.
الإرميتاج، روسيا
تشابل طيار ماهر لديه أكثر من ألف طلعة، ومع ذلك فهو مستعد للمفاجآت كل مرة
الفجر والحمام على معبد اللوتس البهائي الذي بناه الشتات الإيراني في نيو دلهي، الهند
طبعاً، الطائرات بدون طيار كانت أحياناً ترعب الناس. يقول تشابل: «لم تعد الطائرات شيئاً جديداً فأصبحت مصدر إزعاج».
قوارب صيد عند مدخل ساسون دوك في مومباي، الهند
صار تشابل الآن يتجنب الناس قدر الإمكان: «أطلق الطائرات عند الفجر أو في أماكن نائية لا أزعج فيها أحداً».
تمثال ملاك في أعلى عمود ألكساندر في سانت بطرسبورغ. تم نصب هذا العمود من الغرانيت كتلته 600 طن بمناسبة انتصار روسيا على نابليون. تطلب نصبه قوة ألفي جندي. العمود غير مثبت بقاعدته ويبقى ثابتاً بفعل وزنه فقط.
أحياناً تنجح الصور عند التقاطها من ارتفاع منخفض. هذه صورة لاثنين من مصارعي كشتي. تجري المباراة في هذه المصارعة الهندية العريقة في حفرة حفرها المتصارعان.
حفر متصارعا كشتي هذه الحفرة منذ ساعتين فقط
في أحيان كثيرة يوجه تشابل طائرته أثناء التصوير في مستوى أعلى بقليل من ارتفاع رأسه.
نهر كورا يتلوى عابراً تبيليسيعاصمة جورجيا
يصور تشابل دون أن يرى ما الصور التي تلتقطها طائرته، ومن أصل مئة صورة ينجح 10−20 صورة فقط.
العامل والمزارعة يسيران نحو المستقبل. أنشئ هذا التمثال من أجل جناح الاتحاد السوفييتي في المعرض العالمي في باريس في سنة 1937، وهو موجود حالياً في شمال موسكو.
كاتدرائية المسيح المخلص على ضفة نهر موسكو
في الفجر
وهذه صورة من جانب آخر تظهر تفاصيل معمارية أكثر.
كاتدرائية المسيح المخلص مرة أخرى
لا ينزعج تشابل من انتظار النتائج، فيقول: «التشويق في أنك لا تعرف ما الذي التقطته حتى تهبط الطائرة وتمسك الكاميرا بيدك».
عمود كاتسخي في جورجيا. عاش هنا ناسك خلال آخر 20 سنة «ليتقرب من الله».
الطائرة بدون طيار أفضل بكثير من الرحلات بالطائرة العادية أو الهليكوبتر لأنك تستطيع إجراء تجارب مع الطقس.
كاتدرائية بطرس وبولص في بيترهوف قرب سانت بطرسبورغ. في خلفية الصورة يظهر القصر والحديقة، وبعدهما خليج فنلندا في الضباب. خلال الحرب العالمية الثانية احتلت القوات النازية بيترهوف ودمرته تماماً أثناء تقهقرها
لا تستأجر هليكوبتر عادةً إلا أثناء الطقس الجيد.
حصن نجمي الشكل في بورتانيا، هولندا. تحول الحصن بعد مضي ثلاثة قرون على آخر ضربة مدفعية عليه إلى متحف، ويقع حالياً في مركز قرية زراعية صغيرة في شرق هولندا. تم بناء جدرانه الثخينة المنخفضة لاتقاء نيران المدفعية.
يروي تشابل: «ونتيجة ذلك أغلب الصور الجوية متشابهة: الشمس والسماء الزرقاء يعطيان نتائج مملة. التقطتُ أفضل صوري في ظروف جوية غير معتادة. غالباً ما تحتاج إلى عدة طلعات لتحصل على نتيجة، واستخدام هليكوبتر لهذا الغرض تكلفته باهظة».
غيمة تمر بين أعمدة كنيسة القلب الأقدس الواقع على تلة عالية تشرف على برشلونة في إسبانيا. بعد عشرين دقيقة بدأت في المدينة عاصفة رعدية.
كان بحوزة تشابل سنة ونصف قبل أن يمنع استخدام الطائرات بدون طيار في الكثير من بقاع العالم، وقد استطاع الاستفادة من هذا الوقت.
أحواض بناء السفن التابعة لأركان البحرية في سانت بطرسبورغ
«كنت أسعى لتصوير كل شيء خلال السنة التي كان العالم خلالها مفتوحاً، أكثر المواقع جمالاً».
كاتدرائية بطرس وبولص في قلعة بطرس وبولص في سانت بطرسبورغ
«أما الآن فقد أغلقت نافذة الفرص».
مبنى كلية مدمر في غالي الأبخازية قرب «الحدود» مع جورجيا. كان أبناء الإثنية الجورجية يشكلون قبل الحرب 96٪ من السكان هنا. أغلبهم نزحوا أو طردوا من بيوتهم بعد انتهاء العمليات العسكرية، واليوم غالي موقع أبنية مهجورة وحقول تغطيها الأعشاب البرية.
منعت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية في سنة 2014 استخدام الطائرات بدون طيار لأغراض تجارية، بما فيه من أجل التصوير، وتبعتها في ذلك دول أخرى.
تمثال الحرية يشرف على بودابست. تم بناؤه في سنة 1947 من قبل الحكومة الشيوعية الجديدة على شرف «الأبطال المحررين السوفييت». فور انهيار الاتحاد السوفييتي تم تصحيح الكتابة: «ذكرى جميع من ضحوا بحياتهم من أجل استقلال هنغاريا وحريتها وازدهارها».
امتنعت السلطات الروسية عن منح تشابل إذن التحليق فوق الكرملين لأنه أجنبي.
لكنه فعلها رغم ذلك. وجد نقطة مخفية عن أنظار الشرطة وعلى مدى يومين كان ينتظر الفترة التي تغطي فيها ضجة حركة المرور صوت مراوح طائرته وقام بالتصوير.
قصر بيترهوف الواقع على مرتفع يشرف على البحر على مسافة 19 كم عن مركز سانت بطرسبورغ
يحكي تشابل: «في نهاية التصوير أمسكت طائرتي وهربت بين الجادات. طبعاً، كنت أجازف، لكني ما استطعت تفويت إمكانية تصوير هذه الأماكن الأثرية».
المسجد الجامع قلب الإسلام في الهند. تم تشييد هذا البناء من الحجر الرملي الأحمر بأمر من نفس الإمبراطور من إمبراطورية المغول الذي أمر ببناء تاج محل.
يحلم تشابل بالتصوير في إيران، ولكن في الحاضر لا تسمح القوانين له بذلك.
الأحياء الفقيرة في شمال مومباي
«استطعت الحصول على البريد الإلكتروني المباشر لوزير السياحة الإيراني، لكني لم أتلق أي رد منه».
تمثال ملاك في أعلى عمود ألكساندر
يقول تشابل: «لا يزال هناك أماكن عديدة يمكن استخدام هذه التكنولوجيا فيها بصورة قانونية تماماً للحصول على صور رائعة جديدة». يخطط بعد شهرين للتصوير في صحراء قرغيزستان.
الناس يتجولون على الأوراق المتساقطة في الحديقة الصيفية، أقدم حديقة في مركز سانت بطرسبورغ
يؤكد تشابل أنه يؤيد تماماً التقييدات الصارمة، لكننا نرغب ونحن ننظر إلى صوره أن يكون لديه إمكانية الاستمرار.
تاج محل ونهر يمونا الذي ينبع من جبال الهيمالايا
فالصور الجوية تسمح للمشاهدين بمشاهدة مساحات كبيرة بنظرة واحدة…
قصر بودا في 20 أغسطس. البارجة في وسط الدانوب محملة بالألعاب النارية التي تطلق ليلاً بمناسبة العيد الوطني، يوم تأسيس هنغاريا.
… وفي الليل كما في النهار.
قصر بودا من جديد
يقول تشابل: «المناظر من الأعلى شيقة حقاً، وتجد في الصور كماً هائلاً من معلومات جديدة»
جناح «إرميتاج» في ضواحي سانت بطرسبورغ في سديم الفجر. هذا الجناح الصغير الأنيق مثال على أسلوب «ديكادانس» («الانحطاط») الذي حظي بانتشار في الحقبة التي سبقت سقوط النظام القيصري. اشتهر هذا المكان بالسهرات التي كانت تجرى فيه، وخلالها كانت الموائد المليئة بالمآكل ترتفع فجأة من تحت الأرض