خطاب عن مبادئ القيادة والإدارة الذي قرئ على الخريجين من جامعة دلهي.
اجاي بانغا وهو الرئيس التنفيذي ورئيس شركة ماستركارد ولد في الهند ودرس في جامعة دلهي و تخرج من المعهد الهندي للإدارة في أحمد أباد وهي أعرق كلية لإدارة الأعمال في البلاد.
اجاي بانغا هو الآن في عمر ال 54. بدأ مسيرته المهنية كمتدرب في قسم نستله الهندي وعمل لدى الشركة لمدة 13 عاما. في عام 2014 كان هو الهندي الوحيد الذي قد أدرج في قائمة أفضل المدراء في العالم من قبل مجلة جامعة هارفارد. في فبراير من هذا العام قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعيين بانغا في لجنة التجارة و التنمية لأحد المناصب الرئيسية في الإدارة الرئاسية. وهو أيضا عضو في مجلس الأعمال بين الولايات المتحدة والهند .
بمناسبة الذكرى السنوية للجامعة التي تخرج منها في عام 1981 ألقى بانغا خطابا حول مبادئ القيادة والإدارة. أدناه نسخة محررة من خطابه.
"عندما تخرجت من الجامعة للتو كنت شابا في ال 21 من العمر فقط. لم يكن لدي أي فكرة عن ما سأقوم به بعد ذلك لقد أردت فقط أن أبدأ العمل في الشركة الدولية الكبيرة نستله. وكانت هذه هي خطتي العظيمة: أن أصبح جزءا من شيء جيد وعالمي وأن أقوم بالشيء الذي يعجبني. هذا كل شيء. لذلك لا داعي للذعر إذا كانت خطتك حول ما ستقوم به في حياتك غير مفصلة. قد توجد فكرة مجردة لدى الجميع. والعنصر الحاسم الوحيد هو أفعالك.
الآن أود أن أتحدث عن الإدارة. كل واحد منكم لديه القدرة على أن يصبح قائدا، يجب عليك فقط أن تحققها بشكل صحيح. سوف أشارك أفكاري حول كيفية تحقيق هذا.
1. التصرف بسرعة
في العالم الحديث تتطور التكنولوجيا بسرعة لا تصدق، تظهر أشياء جديدة باستمرار ولذلك لا يمكنك الاسترخاء. بسبب رغبتي في التصرف السريع دائما أقول لزملائي: "إذا كنت آت إلي بأخبار جيدة، فاصعد على السلالم وإذا كانت سيئة فاستخدم المصعد". أحتاج إلى المعلومات فورا حتى أتمكن من الاستجابة بسرعة.
2. الحفاظ على التوازن
يعتقد الكثيرون أن الحفاظ على الهدوء هو أمر مستحيل عندما يتطلب الأمر إيجاد حل بشكل سريع. إن هذا هو خطأ كبير. تحتاج إلى أن تكون صبورا بما يكفي للاستماع إلى جميع الأطراف و في نفس الوقت سريعا بما يكفي لاتخاذ قرار و التصرف على أساسه.
3. امتلاك الشجاعة لإدراك المخاطر
لا يكاد لن يكون لديك في أي وقت مضى معلومات كاملة حول ما يحدث. في هذه الحالة يجب أن تكون قادرا على الموازنة بين الإيجابيات و السلبيات وأن تقوم بالمخاطرة بإدراك. "المخاطرة بإدراك" تعني اتخاذ قرار مع العلم أنه لديك معلومات غير كاملة. تحتاج إلى أن تكون متواضعا وأن تتعلم القليل من كل شخص. إن الشركة الكبيرة هي بمثابة تلقيح لأي شخص من غروره، فلقد كنت للتو أنت الأفضل في جامعتك وأما هنا فالجميع هم الأفضل. إن التوصل إلى التواضع هو في الواقع طقس من طقوس العبور.
4. امتلاك خاصية جنون الارتياب
أنا لا أقصد بذلك الخوف. فقط تحتاج باستمرار إلى أن تسأل نفسك: هل فاتني شيء؟ هل وراء هذه المشكلة تختبئ مشكلة أخرى؟ إذا كنت لا تسأل نفسك هذه الأسئلة ولا تتحقق من كل خطوة، لن تكون قادرا على تطوير مهارة الفحص الذاتي الضرورية لكي تصبح قائدا حقيقيا.
5.السعي لمنظورعالمي
أن تصبح قائدا عندما تكون محاطا بأشخاص بمظهر مختلف، يتحركون بشكل مختلف وخبرتهم مختلفة تماما عن خبرتك هو أسهل بكثير. عندما أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية أنا شخص مختلف عن الآخرين.أما في الهند فبالطبع لا. و لكن المسألة ليست حول مكان نشأتك وحول مظهرك. إن المسألة هي في ما تفعله وكيف تفعله. هذا هو جوهر التنوع.
لماذا التنوع أمر مهم جدا ؟الناس الشبيهون ببعضهم البعض والذين يفكرون بنفس الطريقة، يأتون إلى نفس الاستنتاجات ويرتكبون نفس الاخطاء. لمنع حدوث ذلك يجب أن نكون محاطين بأشخاص مختلفين تماما. فهذا يوسع آفاق العقل، يساعد على رؤية الأشياء من زاوية مختلفة، في خلق أفكار جديدة، تحديد نقاط الضعف ووضع كل شيء في موضع التساؤل. كلما كانت دائرة العلاقات أوسع كلما كانت آفاق العقل أوسع.
ابدي اهتماما أكثر للعالم الخارجي وقم بإنشاء جهات اتصال جديدة. حاول بأن تقوم في اللحظة التي تستقر فيها في وظيفتك الجديدة بإقامة روابط مع المنظمات الأخرى. استخدم أحداثا مثل المنتدى الاقتصادي الدولي كفرص لذلك. الفكرة هي أن تعمل باستمرار على توسيع آفاقك من خلال تجاوز حدود شركتك أو مؤسستك أو حتى دولتك الخاصة .
6. القيام بالأشياء الجيدة و إتمام ذلك بشكل جيد
وهذا أعلى مستوى من مستويات القيادة. الفكرة هي أن تفعل شيئا يهمك ويهم الآخرين وأن تدرك أن نجاحك مرتبط مباشرة بنجاح الآخرين. يقال في الكثير من الأحيان أنه قد تشعر بالوحدة عندما تحتل منصبا عاليا. قد يشعر بالوحدة فقط أولئك الذين يعملون من أجل مصالحهم فقط وليسوا قادرين على العمل في فريق".