بني الفنان ذات أصل برازيلي فيك مونيز قارب طوله 14 متراً مغطى بأجزاء من المقالات الإخبارية من أجل رفع مستوى الوعي حول مئات المهاجرين الذين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا.
جاء مونيز بفكرة لصنع قطعة فنية ضخمة في أواخر نوفمبر، بعد أن قررت إيطاليا التخلص التدريجي من العملية الضخمة لبحث وإنقاذ المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط ولم يرغب الاتحاد الأوروبي استبدال المشروع بالكامل. إن التثبيت الفني، الذي سيتم عرضه في مطلع الشهر المقبل في البندقية في إيطاليا، يتبع أعقاب سلسلة من الحوادث المميتة في البحر في الأسابيع الأخيرة.
"اعتقدت أنهم يخففون جهودهم لإنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط "، لذلك أريد أن أذكر الناس بالمآسي التي وقعت والتي يمكن أن تحدث مرة أخرى" قال مونيز مشيرا إلى استجابة الاتحاد الأوروبي للأزمة.
سيتم عرض القارب في معرض Venice Biennale، و هو واحد من المعارض الفنية الأكثر شهرة في العالم، ويبدأ في أوائل شهر مايو. وفيما يلي نموذج لما سيبدو عليه القارب عندما سيعرضه مونيز يوم 5 مايو.
النموذج عبارة عن قارب خشبي و ورقي كلاسيكي، الذي ستغطيته أجزاء من أخبار عن حطام سفن المهاجرين. وقد سمي القارب لامبيدوسا على إسم الجزيرة الايطالية الجنوبية حيث يستقر العديد من المهاجرين.
سيظهر القارب في مواقع مختلفة في جميع أنحاء البندقية حتى سبتمبر، وغالبا ما سيقف جنبا إلى جنب مع يخوت الأغنياء في المدينة. وإيطاليا هي نقطة التوجه الأكثر شعبية بالنسبة للمهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط بسبب قربها من شمال إفريقيا.
وخطف معبر البحر الأبيض المتوسط حياة أكثر من 3.500 شخص العام الماضي، وقد خطف بالفعل حياة أكثر من 1.700 شخصا حتى الآن هذا العام. وكثيرا ما يطلق عليه إسم الرحلة الأكثر سفكاً لدماء المهاجرين في العالم.
هذا العام "الأدمى" على وتيرة تحطيم الأرقام القياسية، سواء من حيث عدد الأشخاص الذين يحاولون عبور البحر أو عدد الأشخاص الذين يموتون عندما تنقلب القوارب المكتظة والمتهالكة، وتخلق الضغط المكثف الذي على الاتحاد الأوروبي الرد عليه. ذكرت رويترز أن الاتحاد أعلن يوم الخميس أنه سيزيد التمويل لعمليات الإنقاذ بثلاثة أضعاف ولكن المنتقدين يقولون أن الجهود لا تزال لا تطابق برنامج إيطاليا السابق.
زاد تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2011 عندما حدث الربيع العربي، سلسلة من الاحتجاجات الشعبية المؤيدة للديمقراطية التي هزت دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في عام 2014 قدم معظم المهاجرين من سوريا وإريتريا.
تم استخدام رمز القارب الورقي أيضا في اجتماع حاشد أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل يوم الإثنين.
مونيز الذي كان مهاجرا غير شرعي في الولايات المتحدة لمدة عشر سنوات بعد مغادرته البرازيل في عام 1982، يأمل أن يعقد مزاداً فنياً في وقت لاحق من هذا العام لجمع أموال لجمعية خيرية إيطالية تعمل مع المهاجرين الذين وصلوا حديثا.
"لقد كنت أعاني من نفس المصاعب، كان علي أن أعمل ليلا ونهارا وأقوم بوظائف يدفع مقابلها مبلغ تحت الحد الأدنى للأجور. عملت كعامل نظافة وعامل في محطة وقود "."بطريقة ما تجاوزت كل هذا وأصبحت ذخرا للبلد ومواطناً قانونياً".