أنجح الوافدين في وادي السيليكون
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

عشرة مهاجرين من بلدان أخرى جاؤوا إلى الولايات المتحدة سعياً وراء الحلم الأمريكي فحققوه.

أنشئ أكثر من ثلث شركات التكنولوجيا الأمريكية من قبل أشخاص ولدوا خارج الولايات المتحدة، والكثيرون ممن يهاجرون إلى أمريكا سعياً وراء الحلم الأمريكي تستلهمهم قصصهم. ولكن عندما ننظر إلى نجاحهم اليوم من السهل أن ننسى العقبات التي اضطروا إلى تذليلها، من الحاجز اللغوي حتى المشاكل المالية.

لم تكن السنة الأولى التي قضاها سيرغي برين في الولايات المتحدة سهلة عليه

سيرغي برين، أحد مؤسسي Google

كان عمر سيرغي برين ست سنوات فقط عندما هاجرت أسرته من الاتحاد السوفييتي واستقرت في ولاية ماريلاند. تحكي أمه: أول ذكريات برين عن الحياة في الولايات المتحدة هي كيف كان جالساً في المقعد الخلفي للسيارة وهو ينظر مشدوهاً إلى الأعداد الهائلة من السيارات حوله.

تقول أن برين لم يستطع في البداية التكيف مع الوضع الجديد، وكان يخجل كثيراً ويتكلم الإنكليزية بلهجة فظيعة، فكانت سنته الأولى صعبة جداً:

«كنا نناقش ذلك باستمرار حينها. كان يقال لنا أن الأطفال يرتشفون الجديد كالإسفنج ويتعلمون اللغة فوراً ولا يصادفون مشاكل. في حالتنا كان الوضع مختلفاً».

صحيح أن برين لم يتكلم الإنكليزية بطلاقة منذ البداية، إلا أن هذا لم يمنعه من التسجيل في برنامج دكتوراه في جامعة ستانفورد ويلتقي هناك مع لاري بيج. والآن تبلغ قيمة مشروعهم 366 مليار دولار ورأس مال برين الشخصي يبلغ 30 مليار دولار.

ماكس ليفتشين تخلص من لهجته بفضل المسلسلات الأمريكية

ماكس ليفتشين، أحد مؤسسي Paypal، ولد في أوكرانيا لكنه انتقل إلى الولايات المتحدة وهو في السادسة عشرة من عمره.

يقول ليفتشين أن أسرته انتقلت إلى الولايات المتحدة في سنة 1991، ولم يكن لديهم مال، وكان يتكلم الإنكليزية بلهجة فظيعة. مع أن معرفته باللغة الإنكليزية كانت جيدة، كان ليفتشين يجهل التفاصيل الثقافية عندما كان في المدرسة.

وقد اختار المهاجر الشاب التلفزيون أداة لتساعده في الاندماج في المجتمع الجديد، وقد وجد جهاز تلفزيون رماه أحدهم في الشارع، فالتقطه وأصلحه. روى ليفتشين في مقابلة مع Silicon Business Journal Valley:

«وهكذا تخلصت من اللهجة وأجريت لنفسي دورة مكثفة في ثقافة البوب الأمريكية في التسعينات».

وفي سنة 1998، بعد سبع سنوات فقط من وصول ليفتشين إلى شيكاغو، أسس مع بيتر تيل وأيلون ماسك شركة PayPal التي اشترتها eBay في سنة 2002 مقابل 1.5 مليار دولار.

تشامات باليهابيتيا كان يعيش على الإعانات قبل أن يصبح مليارديراً

تشامات باليهابيتيا

ولد تشامات باليهابيتيا في سري لانكا وانتقل إلى كندا بعمر ست سنوات. لم يستطع أبوه بادئ الأمر أن يجد عملاً فكانت الأسرة تعيش فوق مصبغة على إعانة البطالة.

ولكن الحياة الصعبة كانت حافزاً على المزيد من العمل بالنسبة لباليهابيتيا. كان يقلب قائمة فوربس بالمليارديرات ويحلم أن يصبح واحداً منهم.

ولاحقاً، بعد أن حصل على شهادة في الهندسة من جامعة واترلو، سرعان ما أصبح في قائمة أكثر أصحاب المشاريع التكنولوجية الشباب نجاحاً.

وفي عمر 26 سنة كان أصغر نائب مدير في تاريخ AOL. لعب باليهابيتيا دوراً هاماً في نمو Facebook وكان من أوائل كبار مدرائها.

في سنة 2011 ترك Facebook وأسس شركة خاصة به للاستثمارات المغامرة Social+Capital Partnership، واحدة من أسرع الشركات نمواً بين الشركات المماثلة في وادي السيليكون.

كان يان كوم يعيش في طفولته من قسائم التموين، ولاحقاً باع WhatsApp مقابل 19 مليار دولار

يان كوم، أحد مؤسسي WhatsApp، ولد وترعرع في أوكرانيا. كانت أسرته تعيش في بيت ليس فيه مياه ساخنة.

كان عمر كوم 16 سنة فقط عندما انتقل مع أمه وجدته إلى الولايات المتحدة، حيث أقاموا في كاليفورينا في مدينة ماونتن فيو وعاشوا على قسائم تموينية. كان كوم يمسح الأرض في متجر أغذية محلي وأمه تعمل مربية. توفي والده في سنة 1997 قبل أن تسنح له فرصة زيارة ماونتن فيو. ماتت أمه بالسرطان في سنة 2000.

استطاع كوم رغم كل الصعوبات أن يتعلم أسس شبكات الكمبيوتر بدراسة كتاب مستعمل. في النهاية سجل في جامعة سان خوسيه، ثم وجد عملاً في Yahoo التي صار العامل الرابع والأربعين فيها.

في سنة 2009 أسس كوم تطبيق WhatsApp لتبادل الرسائل الفورية الذي اشترته Facebook لاحقاً مقابل 19 مليار دولار. تقدر ثروته الشخصية بـ7.2 مليار دولار.

عندما وصل جيري يانغ إلى الولايات المتحدة كان يعرف كلمة إنكليزية واحدة فقط

جيري يانغ، أحد مؤسسي Yahoo ومديرها العام السابق

ولد جيري يانغ، أحد مؤسسي Yahoo، في تايوان، وفي سنة 1976 عندما كان عمره ثماني سنوات انتقل إلى كاليفورنيا، إلى مدينة سان خوسيه. عند وصوله إلى البلد لم يكن يعرف إلا كلمة واحدة باللغة الإنكليزية، وهي «shoe» (أي «حذاء»). حسب ما يقول، احتاج إلى ثلاث سنوات ليتكلم بالإنكليزية بطلاقة.

إلا أن هذا لم يمنعه من الدراسة. حصل يانغ على شهادة بكالوريوس ثم ماجستير من جامعة ستانفورد في مجال هندسة الكهرباء، وهناك تعرف على ديفيد فيلو، وبعد ذلك أسسا Yahoo، وكانت ربما أكبر بوابة إنترنت في التسعينات.

وفي سنة 2009 ترك يانغ منصب مدير عام Yahoo، وفي سنة 2012 ترك الشركة. على كل، كان قد كسب نحو 1.15 مليار دولار ويستثمر بنشاط في شركات الوادي.

سانجاي مهروترا، أحد مؤسسي SanDisk في المستقبل، تم رفض طلبه بالحصول على الفيزا الأمريكية ثلاث مرات

سانجاي مهروترا، أحد مؤسسي SanDisk ومديرها العام

ولد مهروترا في الهند وترعرع فيها. وحالما بلغ الثامنة عشرة حصل على قبول في جامعة كاليفورينا في بيركلي، إلا أن قنصلية الولايات المتحدة في نيودلهي رفضت طلبه بالحصول على الفيزا ثلاث مرات، ولم تمنحه الفيزا إلا بعد مقابلة مع والده دامت 20 دقيقة.

وبالنتيجة تخرج مهروترا من بيركلي بشهادة ماجستير في الهندسة المعلوماتية والكهربائية، وفور تخرجه بدأ يعمل في Intel حيث التقى مع إيلي هراري، المؤسس الآخر لـSanDisk.

تأسست الشركة في سنة 1998، واليوم، بعد مضي 26 سنة، تبلغ قيمتها السوقية 18 مليار دولار وعدد العاملين لصالحها في كل أنحاء العالم وصل إلى 8.7 ألف شخص.

قضى تيان تزو السبعينات في قلب بروكلين

تيان تزو، مؤسس Zuora ومدير التسويق في Salesforce سابقاً، سكن في قلب بروكلين بعد أن انتقل مع أسرته من تايوان في سنة 1970

يحكي تزو أن خلال حياته في هذه المنطقة المليئة حينها بالمهاجرين والعصابات المحلية تعرض للنهب أكثر من مرة.

ومع ذلك، كان يدرس بكل جد ونشاط وحصل مع الزمن على شهادة هندسة من جامعة كورنيل.

بعد الدراسة بدأ تزو العمل في Oracle، وبعدها صار العامل الحادي عشر في Salesforce. تنقل بين عدد من المناصب الإدارية في هذه الشركة، ثم أسس في سنة 2007 شركة خاصة به اسمها Zuora.

منذ شهر فقط اجتذبت Zuora 115 مليون دولار من الاستثمارات، وقيمتها التقديرية تقترب من مليار دولار.

آندي غروف، الذي صار لاحقاً مدير Intel، كان يختفي من النازيين في بلده هنغاريا ثم عمل عدة سنوات في تنظيف الصحون

ولد أندي غروف في هنغاريا وقضى عدة سنوات وهو يختفي من النازيين. في سنة 1957 انتقل إلى الولايات المتحدة.

لم تكن بدايته في المكان الجديد سهلة، فالموارد المالية كانت محدودة ولغته الإنكليزية كانت ضعيفة. خلال سنوات دراسته الجامعية في نيويورك كان ينظف الصحون في مطعم، وصديقته وزوجته في المستقبل أيفا كستان كانت تعمل نادلة.

في النهاية كتب غروف أطروحة في مجال معدات الصناعات الكيميائية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ووجد عملاً في Fairchild Semiconductor. وفيما بعد شغل منصباً إدارياً في شركة Intel في السنوات الأولى لتأسيسها، وصار لاحقاً مديرها العام.

خلال السنوات العشرة التي ترأس خلالها الشركة، نمت Intel لتصبح أكبر منتج أنصاف النواقل وواحدة من أعظم شركات التكنولوجيا في العالم. وكان ستيف جوبز يسمي غروف محبوبه وكثيراً ما يستنصحه.

مايك كريغر، الذي صار مؤسس Instagram، كاد يعود إلى البرازيل بسبب خطأ في تشريعات الهجرة الأمريكية

لم يكن كريغر ينجح في الحصول على فيزا عمل، لذا طلب من شريكه كيفين سيستروم أن يبحث عن بديل له.

قدم كريغر، برازيلي الأصل، في سنة 2010 طلب فيزا H1B التي تسمح للأجانب بالعمل الشرعي في الولايات المتحدة. وبعد ثلاثة أشهر من المحاولات لم يحصل على جواب إيجابي فبدأ يجهز للعودة إلى البرازيل. يتذكر كريغر في مقابلة مع Bloomberg:

«كانت اللحظة الحاسمة تقترب، وأحياناً كنت أفكر أن أترك كل شيء وأقول: "يا كيفين، عليك أن تجد أحداً يمكنك توظيفه بلا مشاكل قانونية"».

في نهاية المطاف حصل كريغر على فيزا عمل وبدأ العمل على تطوير Instagram الذي فرغ من برمجته خلال بضعة أسابيع.

وأخيراً، اشترت شركة Facebook الخدمة في سنة 2012 مقابل مليار دولار، وفي الحاضر لديه حوالي 150 مليون مستخدم نشط من كل أنحاء العالم.

عندما نجح فينود دهام، «أبو Pentium» المستقبلي، في الوصول إلى الولايات المتحدة، كان في جيبه 8 دولارات فقط

يشتهر فينود دهام بأنه «أبو Pentium» وأحد موظفي Intel ومصمم أول رقيقة ذاكرة فلاش.

لكن يوماً ما كان طالباً فقيراً يناضل من أجل لقمة العيش. في السبعينات، عندما جاء دهام إلى الولايات المتحدة لأول مرة، كانت حكومة الهند تمنح السائحين الأجانب 8 دولارات.

استفاد دهام من قرض دراسي من المكتب الأجنبي بجامعة سينسيناتي، ثم وجد عمل مخبري مقابل 325 دولار. وبعد التخرج وجد دهام عملاً في إنتل، والباقي معروف.

ترأس فيما بعد شركة Silicon Spice التي بيعت في سنة 2002 مقابل 1.2 مليار دولار، وصار مستثمراً مغامراً.

قبل تأسيس شركته الخاصة التي بيعت لاحقاً مقابل 500 مليون دولار، كان كريستيان غيورغي سائق ليموزين في نيويورك

كريستيان غيورغي من Tidemark

تنتج شركة Tidemark برمجيات من أجل تحليل الأعمال، ومديرها العام كريستيان غيورغي رجل أعمال تتابعي باع مشروعه الرائد السابق لشركة SAP مقابل 500 مليون دولار.

كان غيورغي يوماً يعيش حياة مهاجر فقير ويعمل سائق ليموزين في نيويورك. في واحدة من رحلاته تعرف على أندرو ساكس، شريكه المستقبلي في الأعمال، الذي ساعده على بناء شركة بيعت بعد عدة سنوات لشركة Experian.

في بلده رومانيا كان غيورغي يبيع تسجيلات موسيقية وتعلم الإنكليزية من أغاني المطربين الأمريكان. وهناك أيضاً تعلم البرمجة وهو يكسر كودات الألعاب المقرصنة.

أما الآن فيعمل في Tidemark المشروع الرائد الذي جمع أكثر من 93 مليون من كبار المستثمرين: Andreessen Horowitz وGreylock Partners وRedpoint Ventures وغيرهم.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق