هل صحيح أنه لكي تصبح مليارديرا لا تحتاج إلى التعلم.
إذا كنت تريد أن تصبح مليارديرا (ومن لا يريد) ليس من الملزم أن تتزوج من إحدى أصحاب المليارات، يكفيك أن تختار التخصص والجامعة بشكل صحيح.
جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة JPMorgan Chase & Co. انضم مؤخرا إلى نادي أصحاب المليارات، كما يوضح في مؤشر المليارديرات "بلومبرغ". أساس ثروته هي أسهم بنك جي بي مورغان تشيس بمبلغ قدره 485 مليون دولار في محفظة الاستثمار والذي تأخذ أوراق سيتي جروب نسبة كبيرة منه .
بخلاف العديد من أصحاب المليارات، دايمون لا يقوم بإدارة صندوق التحوط. كونه في منصب مدير في JPM ساعد البنك على الصمود أثناء الأزمة المالية وانهيار الأسعار في السوق العقارية وفي عام 2012، فضيحة "حوت لندن" الذي كلف البنك مليارات الدولارات ( برونو ميشيل تاجر في جي بي مورجان التاجر الذي فقد ما لا يقل عن 6.2 مليار دولار).
اليوم هناك ملياردير واحد لكل 3 ملايين شخص على الكوكب.عدد السكان المحظوظين قليل ولكن ذلك لا ينطبق على نفوذهم. وفقا لبيانات الشركة الاستشارية الخاصة Wealth-X ، يتحكم المليارديرية بما يقارب من 4% من الثروة العالمية. من عام 2011 إلى عام 2013 نسب لهم 40% من إجمالي نمو الثروة من بين جميع الأثرياء في العالم (الذين تتجاوز ثروتهم الـ 30 مليون دولار)، على الرغم من أنهم يشكلون 1% فقط من إجمالي المجموعة. من يوليو عام 2013 إلى يونيو عام 2014 ازداد عدد المليارديرية بنسبة 7% ووصل إلى الحد الأقصى لأي زمن وهو 2325 شخصا. يؤكد جوناثان واي، أستاذ في علم النفس في جامعة ديوك:
ديمون هو أحد "الفقراء" من بين أصحاب المليارات. ويرجع ذلك على الأرجح لاختياره المهني".
واي مؤلف كتاب "دراسة الناس الأثرياء ذات النفوذ: تعليم الخصائص المعرفية والفروق الجنسية" (Investigating the World’s Rich And Powerful: Education, Cognitive Ability, and Sex Differences) الذي نشر في العام الماضي في المجلة الأكاديمية Intelligence. يقول:
"من ناحية أخرى يمكن لدايمون أن يزيد من ثروته من خلال قنوات جي بي مورغان تشيس ومن خلال السعي إلى تطوير البنك بدلا من إنشاء صندوق الاستثمار".
يشير بحث الدكتور واي إلى أن الحصول على التعليم العالي من إحدى المؤسسات التعليمية النخبة في الولايات المتحدة الأمريكية يساعد على الثراء وكذلك الصداقات مع زعماء العالم. قام بجمع إحصاءات عن 1426 مليارديرا حول العالم ، عن231 من أكثر الأشخاص نفوذا من قبل مجلة فوربس وعن 2624 من المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. اتضح أن جميعهم متعلمون وأذكياء جدا، منهم حوالي 34% من أصحاب المليارات، 31% من "الذين حصلوا على ثروتهم بنفسهم"، 71% من الرجال ذو النفوذ ، 58% من النساء ذوات النفوذ و 55% من المشاركين في منتدى دافوس قد تخرجوا من مؤسسات تعليم النخبة.
وجد واي أن العديد من المليارديرية والمشاركين في المنتدى قد اتخذوا مسار إدارة الأعمال والعلوم وتلقوا تعليمهم في مجال التكنولوجيا والهندسة والرياضيات.اتضح في هذه الطبقة لأغنى الناس في العالم أن التعليم الأفضل والفرص الأفضل مرتبطان بالثراء حتى في حالة "الذين قد أصبحوا مليارديرية بأنفسهم". غير أن هذا الارتباط لم يلاحظ في الصين وروسيا. اتضح أن النساء ما زال موقفهن ضعيفا من بين جميع الفئات ولا سيما في أوساط أصحاب المليارات، تمثلن نسبة 38.5% من العدد الإجمالي.نخبة العالم جميعها قد خرجت من بين الناس الموهوبين أكاديميا، من المرجح ضم العديد منهم حسب قدراتهم إلى فئة الـ 1% من الموهوبين.
دراسات أخرى تدعم استنتاجات الدكتور. من بين100 أغنى مليارديرا في العالم، 68% حاصلين على شهادة جامعية. 22% قد درسوا الهندسة، 12% تخصصات الأعمال ، 9% العلوم الإنسانية و 8% الاقتصاد. دايمون درس علم النفس والاقتصاد في جامعة تافتس وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد حيث درس الرئيس أوباما القانون ودرس مارك زوكربيرج قبل فصله، علم النفس وعلوم الكمبيوتر.
الجامعات هي أحد السبل الرئيسية للمليارديرية المحتملين.
قامت شركة Wealth-X بترتيب مدارس الأعمال حسب عدد المليارديرية الخريجين في يناير من العام الحالي. هارفارد تحتل المركز الأول بثقة. برنامج الماجستير في إدارة الأعمال في هذه الجامعة أنتج أكثر بثلاث مرات من المليارديرية (64) مما أنتجت جامعة ستانفورد (23) التي تحتل المركز الثاني. تليها جامعة كولومبيا (14)، جامعات بنسلفانيا (12) وشيكاغو (10).
كما أنه من الجيد أن تكون أمريكيا. في أوروبا هناك أكبر عدد من المليارديرية (775) لكن تبقى الولايات المتحدة هي الرائدة من بين البلدان (609). وفقا لبيانات Wealth-X حصة الملياراديرية في الولايات المتحدة تشكل نسبة 25% من أغنى الناس في العالم. كما أن الولايات المتحدة هي الرائدة في عدد المليارديرية لعام 2014 حين زادت أعدادهم بنسبة 57 شخصا. يوجد في آسيا 560 من المليارديرية ولديهم نسبة 30% من الزيادة العالمية في ثروة أغنى الناس في العالم. يليهما الشرق الأوسط (154) ،أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (153)، إفريقيا (40) والمحيط الهادئ (34).