نبحث في الإنترنت عن أسئلة ومناقشات شيقة، ونقدم لكم أكثرها طرافة. حدث في موقع شهير للأسئلة والأجوبة Quora نقاش حول كيفية التوصل إلى أعلى إنتاجية، وشاركنا رأيه أحد مؤسسي شركة Asana جاستين روزنشتاين.
أنا مطور برمجيات ومصمم ورائد أعمال، كما أنني أحد مؤسسي Asana، وهي برمجيات لرفع إنتاجية العمل ضمن الفريق، وتستخدمها شركات كبرى (مثل Uber وPinterest وDropbox). في السابق، عندما كنت مديراً تقنياً في Facebook، أنشأت أداةً لإدارة المهام المؤسساتية، ولا يزالون يستخدمونها حتى الآن.
أعتقد أن هذا يكفي لإثبات أن موضوع الإنتاجية يهمني منذ زمن لا بأس به.
إليكم بعض النصائح التي تبين أنها كانت الأهم بالنسبة لي. كل واحدة منها تتعلق بواحد من ثلاثة مجالات: محيطك وتفكيرك وطريقتك في العمل.
تحسين المحيط
تخلص من كل ما يمكن أن يلهيك
يتفق العلماء في أن «تعدد المهام» يعطي شعوراً بزيادة الإنتاجية، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الإنتاجية تنخفض في الواقع. البريد الإلكتروني مغري جداً، ولكن الالتهاء المستمر بقراءة الرسائل يشتت العقل، وقد تبين أن الوقت اللازم للعودة إلى التركيز على المهمة الجارية أطول مما يبدو. ومن ثم، عندما تحتاج إلى تركيز، قم بما يلي:
- انقل الهاتف إلى النظام الصامت
- أغلق جميع نوافذ متصفح الإنترنت التي لا علاقة لها بالمهمة الجارية.
- إذا كان جزء من عملك هو كتابة الرسائل الإلكترونية، غير الإعدادات بحيث تكتب الرسائل دون أن ترى البريد الوارد الجديد.
- عطل على الكمبيوتر إخطارات البريد الوارد.
- اخرج من جميع جلسات الدردشة.
جدْ وقتاً لتنظيم «التيار»
إذا كان عملك اليومي تقطعه باستمرار الاجتماعات واللقاءات، فمن الصعب الوصول إلى الحالة العقلية التي تمنحك الإنتاجية الحقيقية عندما تستطيع التعمق في حل المسائل المعقدة فعلاً.
- أضف إلى جدول أعمالك «اجتماعات» خلبية مدتها ثلاث ساعات أنت المشارك الوحيد فيها. عند تحديد مواعيد الاجتماعات يبتعد زملاؤك عن هذه الفترات فتستطيع العمل بلا انقطاع.
- إذا استطعت، اقنع الشركة كلها بتحديد يوم واحد في الأسبوع فقط بحيث لا يكون فيه أي اجتماعات أو مشاورات. في شركتنا Asana جعلنا أيام الأربعاء خالية من الاجتماعات.
- حدد ساعات اليوم التي تنجح فيها أكثر في تنفيذ مختلف أنماط المهام. قم بأعقد الأعمال عندما تكون في أوج أدائك. راقبت نشاطي وإنتاجيتي على مدى ستة أيام فعرفت أن «زمن السوبرمان» بالنسبة لي هو بين العاشرة صباحاً والظهر. اعرف «زمن السوبرمان» الخاص بك.
تمكَّن من أدواتك
كلما تمد يدك إلى فارة الكمبيوتر تتباطأ قليلاً وتخرج من التيار. يجب أن تسعى إلى العمل على الكمبيوتر بسرعة توافق سرعة تفكيرك. ولهذا الغرض عليك بالتعود على استعمال اختصارات لوحة المفاتيح إلى الأوامر التي تستخدمها عادة في التطبيقات الأكثر استعمالاً.
- كلما اضطررت إلى استخدام الفارة، تحقق إن كان هناك اختصار لوحة مفاتيح يقوم بالعملية نفسها.
- لكي تغير حجم النوافذ بسرعة دون اللجوء إلى الفارة استخدم SizeUp.
حسِّن تفكيرك
من كتبي المفضلة في هذا الموضوع كتاب طوني شوارتز «العيش بالطاقة الكاملة! التحكم بالطاقة مفتاح الفعالية العالية والصحة والسعادة». حتى عنوان الكتاب فيه تذكير هام.
خذ فترات راحة دورية
يُعتبَر أنه كلما عملنا أكثر أنجزنا أكثر، إلا أن هذا خطأ. الناس ليسوا روبوتات، ودماغنا يحتاج إلى انقطاع. تشير البحوث إلى أن استراحة 15 دقيقة بعد كل ساعة ونصف من العمل طريقة ناجعة تجعلك تنجز أكثر بعمل أقل.
تأمل واعتن ببدنك
- اشرب الماء. في بداية النهار أضع على مكتبي خمسة كؤوس ماء، وبنهاية النهار أكون قد شربتها كلها. تدلني كؤوس الماء على المكتب ما تبقى علي من عمل.
- اعتن بتغذيتك. وجبة غداء تغلب عليها السكريات يمكن أن تؤثر سلباً على طاقتك بعد الظهر.
- مارس الرياضة. ثبتت العلاقة بين التمارين البدنية مرتين في الأسبوع على الأقل وبين الإنتاجية.
- صم. لا تتناول الطعام يوماً واحداً كل شهر أو كل أسبوع.
- وبشكل عام، استفد من الوقت الذي لا تعمل فيه لشحن الطاقة، وبذلك تحصل على طاقة من أجل العمل.
تغلَّبْ على عادة تأجيل عمل اليوم إلى الغد. واجه الانزعاج
عندما أؤجل عملاً ما، فذلك ليس لأنني كسول بل لأن المهام ذات الأولوية العالية تجعلني أشعر بانزعاج خفيف (وقد لا يكون خفيفاً). وعندها يجب:
- أن تكون صريحاً مع نفسك بخصوص مصدر الانزعاج. سجل بصراحة (أو شارك صديقك) ما يجعل هذا العمل بالتحديد مزعجاً. لماذا يترافق بمثل هذه المشاعر؟
- أن تختار فعلاً بسيطاً واحداً لتنفيذ هذه المهمة.
- إذا لم تكن تستطيع في هذه اللحظة تحديداً مواجهة مخاوفك فابدأ بالمهمة التالية على قائمة الأولويات، ولكن لا تذهب إلى الفيسبوك. يسمي الأستاذ في جامعة ستانفورد جون بيري المعروف بإنتاجيته العالية هذه الطريقة «التأجيل المنظم».
حسِّن طريقة العمل
وضِّح الخطة
ينتج الجزء الأكبر من العمل غير المنتج عن سوء تحديد الأولويات، وبسبب ذلك لا يمكن معرفة ما المطلوب لتحقيق الهدف وما هي الأولويات.
- لا تفعل شيئاً حتى تفهم الخطوات التالية 100٪ وحتى يكتمل تنسيقها مع الفريق كله.
- ابدأ بالأساسيات. ما هو هدفنا؟ لماذا نريد تحقيقه؟ ما الخطوات اللازمة لتحقيقه؟ من المسؤول عن كل خطوة؟ ما ترتيب تنفيذ هذه الخطوات؟
ابحث عن حلفاء
يحب البعض العمل على انفراد، ولكن للأسف، عند حل المسائل المعقدة يصبح هذا صعباً عليّ، فأميل إلى الالتهاء.
- ابحث في الفريق عن شخص يحب التعاون. أحياناً تستغرق المهام التي تتطلب مني عمل يومين عند تنفيذها بالتعاون مع الزميل المناسب ساعتين. تشيع البرمجة المزدوجة في تطوير البرمجيات، ولكن هذه الطريقة مفيدة في كل المجالات.
- الطريقة الأخرى أن تتحدث مع نفسك باستخدام محرر نصوص أو مدونة: ابدأ بطرح الأسئلة اللازمة على نفسك وسجل الأجوبة. لدي خبرة محادثات طويلة ومثمرة جداً مع نفسي، عندما كنت ببساطة أسجل الأسئلة وأجيب عنها كتابياً.
حدد لنفسك أجلاً لتنفيذ المهمة وأخبر الآخرين به
استفد من الضغوط الاجتماعية كي تفيد العمل. إذا لم يحدَّد أجل لتنفيذ مهمة هامة فسوف أعد أحداً بأنني سأرسل له نسخة مساء الجمعة. طبعاً، لا أريد أن أظهر أمام زملائي بمظهر من لا يفي بوعوده، لذا سأبذل قصارى جهدي لتنفيذ العمل قبل يوم الجمعة.
استخدم برمجيات خاصة لمتابعة التقدم
لا غرابة في أنني أعتبر Asana أفضل برنامج من هذا النوع. فهو لا يسمح بمتابعة قائمة المهام فحسب، بل يعطي أدوات لإدارة عمل الفريق كله، ولن تحتاج إلى اجتماعات لا تنتهي لتفهم مهمة كل واحد، كما تسمح Asana بإجراء المراسلات بالتوازي مع العمل، فلا تحتاج إلى البحث عن المعلومات الضرورية في البريد.
حدد وقتاً لتقييم النتائج
اترك عدة دقائق في نهاية يوم العمل لكي تفهم ما الذي نجحت فيه تماماً، وما الذي لم تنجح فيه بالكامل. هل من سبيل لتحسين عملك في المرة القادمة؟ إذا استطعت أن ترفع فعاليتك 1٪ كل يوم، فستزداد إنتاجيتك في نهاية السنة 15 ضعفاً.