بيروت في ستينات القرن الماضي
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

أدى التدفق المفاجئ للأموال الأجنبية في خمسينات القرن الماضي إلى خلق منطقة من الرفاه في الشرق الأوسط على البحر المتوسط.

نشأت فنادق جديدة من فئة الخمس نجوم على شاطئ البحر وانتقلت النوادي الليلية إلى شارع فينيسيا (قيل لي أن كهوف دو روي كانت وكرا للإثم في تلك الفترة) وتم افتتاح مطاعم لخدمة المشاهير والملوك الذين بدؤوا يزورون المدينة.

في شارع الحمرا القريب من هذه المنطقة، كان المثقفون من الجامعة الأمريكية القريبة من بيروت والسياسيون والنشطاء اليساريون يتحدثون ويخططون للمستقبل وهم يدخنون السجائر التي لا تعد ولا تحصى في العشرات من المقاهي التي أنشئت في الخمسينات و الستينات من القرن الماضي.

المقاهي الأكثر شعبية وهي مقهى Wimpy و the Horseshoe، وكافيه دي باريسمنذ تحولت إلى سلاسل من المقاهي العالمية، ولكن ما لا تزال واحدة من المناطق الأكثر حيوية في بيروت مليئة بالمدخنين في الهواء الطلق ومحبي قهوة الإسبريسو.

لا يزال من الممكن زيارة بعض المناطق المعروفة من ستينات القرن الماضي في بيروت للتشمس وشرب الكوكتيل، وتخيل أن هذان هما حقا بريجيت باردو وعمر الشريف اللذان تراهما أمام الطاولة في الزاوية.

نادي اليخوت و البحارة سان جورج

فندق السان جورج في بيروت في تلك الفترة

كان سان جورج أول نادي شاطئي افتتح على ساحل بيروت في ثلاثينات القرن الماضي، وكان الفندق المرافق به هو المضيف لسياح بيروت الأكثر تميزا، بما في ذلك باردو، بيتر أوتول (أثناء استراحته من تصوير فيلم «لورانس العرب» في الأردن )، ملك مصر فاروق والكثيرون الآخرون.

كان مطعم و بار الفندق مع شرفته الهلالية يطل على المسبح والشاطئ أدناه وكان نقطة استقرار للمراسلين الأجانب في المدينة، سواء المقيمين أو العابرين، وكانوا يبحثون عن قصص مثيرة للاهتمام أو عن الاستراحة من حياة التقشف في أماكن أخرى في الشرق الأوسط الذي كان لا يزال في طور النمو.

وفي وقت لاحق حاز البار على سمعة كونه عش الجواسيس.

يقال أن كيم فيلبي، الضابط الشهير البريطاني لـMI6 الذي تجسس لحساب السوفيت لأكثر من 30 عاما، كان يذهب إلى هناك بعد ظهر كل يوم لشرب خمس أو ست كوكتيلات قبل الذهاب مترنجاً إلى شقته في شارع القنطاري القريب منه.

للأسف تاريخه هو الشيء الأكثر إثارة للاهتمام حول سانت جورج اليوم.

وقد تم التهام الفندق خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، والنزاع القانوني المستمر مع شركة التنمية والبناء العملاقة سوليدير التي تدعمها الحكومة التي قامت ببذل جهود لإعادة الإعمار.

صاحبها فادي خوري، الذي يدير الفندق بعد والده يعترف بأن الحفاظ على الماضي ليس الأولوية في الوقت الحاضر.

«أنا منشغل في المعركة القانونية بشكل كبير»، ويضيف: «من الصعب بالنسبة لي أن أتذكر التاريخ».

لافتة من خمسة طوابق على الفندق تحتوي على كتابة «أوقفوا سوليدير» تلقي بظلالها على المسابح الجميلة والبار حيث يمكنك رؤية جنود الأمم المتحدة مفتولي العضلات والمتعاقدين الأمنيين الخاصين يتشمسون في أيام الإجازات.

ومع ذلك تناول الشراب في مكان ما من الشاطئ الذي ساهم في ستينات القرن الماضي في كسب بيروت سمعة البراقة والمتعة يستحق هذه الزيارة.

يقع نادي اليخوت و البحارة سان جورج في عين المريسة، في نهاية مجمع الزيتونة باي. سعر الدخول 27 دولارا في عطلة نهاية الأسبوع.

تمتع بالمعكرونة من الماضي: Spaghetteria Italiana

Spaghetteria Italiana

في شارع جانبي في عين المريسة بعيدا عن صخب الكورنيش، يقع مطعم المعكرونة الإيطالية في وسط الحي الذي كان الأكثر ازدحاماً في بيروت.

تطوقه الفنادق الفخمة والشقق المفروشة والسفارتين الفرنسية والأمريكية السابقة والنوادي الليلية والحانات التي لا تعد ولا تحصى في مكان قريب شارع فينيسيا، كانت كراسي المطعم الإيطالي الكلاسيكي مملوءة بالسياسيين والصحفيين والسياح ليلة بعد ليلة.

والأهم من ذلك أن مالكه فيتوريو بلاسنتي كان من أحد المشتريين الدائمين في الحي ، يقول محمد النصولي أحد سكان عين المريسة المقيم هنا لفترة طويلة و هو يشرب أثناء فترة ما بعد الظهر إسبرسو و ينظرعلى الكورنيش، وأشجار النخيل المدمرة بالرصاص والبحر الأبيض المتوسط ​​أمامه.

يقول المالك الحالي سامي غضبان أن المطعم بقي مفتوحاً طوال فترة الحرب الأهلية لخدمة الحي.

وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يأكل وجبة غداءنا في عام 1977 عندما اكتشف أن والده كمال قد «استشهد» و هي قصة رواها السياسي في سلسلة من التغريدات التذكارية الشهر الماضي.

«الرفيق وليد لا يزال زبونا دائماً»، يقول غضبان بفخر، تماما مثل مراسل بيروت روبرت فيسك، الذي عاش في الحي لعدة عقود.

يقع Spaghetteria Italiana في عين المريسة، في شارع عين المريسة خلف المسجد.

النادي الرياضي

لقد تغير نادي بيروت الرياضي قليلا منذ افتتاحه

سمي نادي سبورتينغ كلاب نسبة للنادي في مونتي كارلو، وتأسست نسخة بيروت للنادي على الشاطئ في عام 1952 عندما حصل جورج أبو نصار على «كوخ صغير مع مقهى آراكيل وشريط صغير من الصخور على الواجهة البحرية».

أقام وليد أبو نصار جولة إلى الأطراف المترامية للمنطقة التي تضم العديد من المطاعم والمسابح والتراسات مع الستائر الصفراء المنقطة.

حيث تنتهي ألواح من الخرسانة المتقشفة تبدأ الصخور المسامية.

«هذه هي النقطة الغربية القصوى في لبنان»، يقول أبو نصار وهو ينظر على الأمواج المتلاطمة على صخور الحمامة بمجرد مترمن مكان تواجدنا.

وهي أيضا واحدة من الأماكن الأولى للتغريب.

عندما وصلت موضة الرياضة المائية و البشرة السمراء إلى بيروت في منتصف خمسينات القرن الماضي كان رجال الأعمال يتوقفون في «سبورتينغ» خلال النهار لتناول الغداء والسباحة قبل الذهاب إلى العمل. كان النادي لا يبعد أكثر من 10 دقائق عن المناطق التجارية الرئيسية في ذلك الوقت.

لم يكونوا هم الزوار الوحيدون هنا.

كان النادي يستضيف أيضا فرق تصوير الأفلام و الطيارين والمضيفات اللواتي عملن ضمن المحور الدولي الضخم الذي كان يمثله مطار بيروت في ذلك الوقت.

«كانت كل تلك المضيفات الشماليات سببا لرغبة عدد أكثر من الناس في الانضمام إلى النادي» يقول أبو نصار.

يقع النادي الرياضية في المنارة. سعر الدخول هو 18 دولار في عطلة نهاية الأسبوع.

حانة دوق ولينغتون

الخدمة وفقا للطراز القديم،حانة دوق ولينغتون

ظهرت الحانة في فندق Mayflower تحت تأثير موجة من الحب للعادات الإنجليزية في شارع الحمراء في أواخر الخمسينات و في ستينات القرن الماضي.

بالإضافة إلى دوق ولينغتون الذي حاز على إسمه بفضل المؤسس منير سماحة و كان ذات مرة حانة ضيقة في بهو الفندق الذي يقيم فيه، كان هناك العديد من الحانات الأخرى على الطراز الإنجليزي في منطقة الحمرا في ذلك الوقت.

حانة الدوق هي الوحيدة التي لا تزال قائمة.

بعد تأسسه في عام 1957 نالت الحانة شعبيتها على الفور بسبب الحشود من الأجانب والسياح الذين يتدفقون على المنطقة لقضاء وقت ممتع.

عندما ازدهرت الأعمال وسع سماحة الحانة إلى عدة غرف التي تحتلها الآن.

مع بار على شكل حرف U وطاولات خشبية وكراسي وأرائك تشيسترفيلد والمسدسات القديمة والشعارات على الجدران (وكذلك رؤساء الغزلان المحمولة)، لا يزال دوق ولينغتون يبدو وكأنه حانة إنجليزية تقليدية.

«الديكور هو بالضبط نفس ما كان عليه في الماضي»، يقول شريف و هو إبن سماحة أنه على الرغم من أن الحانة تجذب الآن حشدا مختلف النوع الذي يشعر بالحنين إلى أربعينات القرن الماضي.

قبل الحرب الأهلية كان الصحفيون يقفون جنبا إلى جنب مع المهندسين الأجانب العاملين في المدينة، فضلا عن (مرة أخرى ) المضيفات والطيارين الجدد من المطار المزدحم.

وكان سماحة محافظاً، يقول شريف، كان دائما يحي الزوار النظاميين ويعطيهم زجاجات بيرة Whitbread المستوردة خصيصا من المملكة المتحدة.

«أنا لا أريد أن أقول أنه كان زير نساء»، يتذكر شريف، ويضحك ، «ولكنه اعتاد على أن يكون متحدثا باهتمام مع مضيفات الطيران على وجه الخصوص».

تقع حانة دوق ولينغتون في فندق Mayflower في شارع يافت في الحمرا.

ادي صيد السمك بيبي عبد بيبلوس

نادي صيد السمك بيبي عبد بيبلوس

عند الجلوس مع روجير عابد في غرفة المعيشة المريحة لنادي صيد السمك من العصر العثماني في ميناء مدينة جبيل التاريخية على بعد 40 كيلومترا من بيروت، تحكى النكت بسرعة وتشوق و هو يقلب بإبهامه ألبوم صور الضيوف منذ العقود، الذي تأثر جزئيا بهواء البحر الرطب.

وفقا لعبد أبحر والده بيبي في الميناء الفينيقي القديم لجبيل في عام 1962 بعد أن جنى ثروة صغيرة من نادي على الشاطئ جنوب بيروت.

عندما نظر إلى كوخ صيد السمك القديم هذا، انسحر به لدرجة أنه اشتراه في نفس اللحظة.

وبعد بضعة أشهر، أعطاه صديقه مارلون براندو (تعرفا على بعضهما البعض بينما كان يعيش في أكابولكو، المكسيك) فكرة فتح مطعم خلال ليلة في حالة سكر في نادي صيد السمك في أوائل ستينات القرن الماضي، والتي انتهت ببقاء براندو هناك ونومه على الأريكة مغطا بسترته.

استنادا إلى صور الزوار المشاهير الجالسين في غرفة الطعام والشرفة مع طاولات ذات مفارش المائدة الملونة بالزهور الزرقاء والبيضاء لم يتغير الكثير منذ إفتتاح المطعم أبوابه.

يتناول الزوار الطعام المؤلف من الأسماك الطازجة والمقبلات والنبيذ اللبناني و يتمتعون بأشعة الشمس ونسيم البحر.

في الواقع، قد يكون المطعم أفضل الآن، للزوار على الأقل.

في فترة ازدهاره، كان هناك تدفق مستمر من الزوار في Chez Pepe.

الآن، في أحد أيام الأسبوع، وإذا كنت محظوظا سوف تكون موجوداً فقط أنت والأشباح.

يقع نادي صيد السمك بيبي عبد بيبلوس في الميناء القديم في جبيل، على بعد 42 كيلومترا شمال بيروت.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق