الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

نشر مارك مانسون، مؤلف العديد من المقالات والمدون ورجل الأعمال، قبل عيد ميلاده الثلاثين استطلاعاً في صفحته يسأل فيه عن النصيحة التي يحب من تجاوزوا السابعة والثلاثين أن يعطوها للشباب. فاجأته النتيجة عندما حصل على أكثر من 600 رد، وكل واحد منها تفصيلي ومتعقّل. وها هي أكثر الدروس تكراراً التي يريد الجيل الأكبر لها أن تصل إلى الشباب.

1. ابدأ بالاهتمام بتقاعدك منذ الآن

كانت النصيحة الأشيع أن تبدأ فوراً بالتفكير عن مصادر دخلك بعد أن تتقاعد، وقد وردت في كل الرسائل تقريباً.

وهذا بعضٌ من التوصيات المفيدة:

  • سدد ديونك في أبكر وقت ممكن، ويجب أن يكون هذا على رأس أولوياتك.
  • يجب أن يكون لديك «وسادة أمان مالية»، فهناك العديد من القصص المحزنة عندما يؤدي مرض أو طلاق أو قرار خاطئ في الأعمال إلى الإفلاس.
  • انفق بطريقة رشيدة. لا تشتر عقاراً لا تتحمل تسديد أقساطه وفوائده.
  • لا تستثمر في المجالات التي لا تفقه فيها.

يرى أحد القراء أنه عندما يتجاوز دينك 10٪ من دخلك السنوي يجب أن يشعل مصباح أحمر في رأسك: عليك بالاقتصاد في النفقات وتسديد الديون والابتداء بادخار المال. ويكتب آخر: «حبذا لو أنني ادخرت أكثر ليومي الأسود لأن ثمة نفقات غير متوقعة كادت تفلسني؛ كما كان يجب علي الاهتمام أكثر بحالة حسابي التقاعدي، فحسابي الحالي متواضع».

2. فكر في صحتك اليوم قبل الغد

توم، 55 سنة: «إن تقبُّل العمر يتأخر 10−15 سنة مقارنةً بالواقع. الصحة تذهب أسرع مما نتصور، لكننا لا نشعر بهذا لأننا نرفض تصديقه».

يعرف الجميع عن ضرورة المحافظة على الصحة. طبعاً، يجب أن تنام أكثر وتتغذى أفضل وتمارس الرياضة وغيره من الأمور، ولكننا نكتفي بمعرفة بهذه الأشياء دون أن نطبق شيئاً من هذه القائمة. ولكن الوضع هنا يشبه التقاعد: الصحة يجب الاهتمام بها الآن وعدم التوقف عن ذلك.

جسمك لا يخرب فجأة، بل تجري هذه العملية تدريجياً وباستمرار لذا لا تشعر بها. اعتن بنفسك قبل أن تقطع الأربعين، إذ يمكن ويجب إبطاء تخرُّب الجسم.

3. لا تنفق وقتك على من يعاملونك معاملة سيئة

تأتي في المرتبة الثالثة بعد المال والصحة النصيحة ممن أدركوا من تجربتهم أهمية بناء حدود شخصية متينة وقضاء وقت أكثر مع الناس الطيبين والمحبوبين.

غالباً ما يقبل الناس خرق حدودهم الشخصية خوفاً من إيذاء مشاعر الآخر أو أملاً بتغييره نحو الأحسن أو يسعون إلى تحسين معاملة الآخر لهم. هذا لا يجدي في كل الحالات، وأحياناً يؤدي إلى تفاقم المشكلة. كتب أحد القراء:

«الأنانية تختلف عن الاهتمام بمصلحتك، وأحياناً تضطر إلى القسوة لتكون خيّراً».

ونصحت فتاة أخرى: «تعلم أن تتجنب الناس والأعمال والظروف التي لا تهمك».

يتصور الشباب أن الفرص أمامهم كثيرة وخبرتهم قليلة، فيمكن أن يتعلقوا بأي شخص، حتى لو لم يفعل شيئاً ليستحق ذلك. ولكن في الثلاثين ينبغي أن تدرك أن الناس حولك كثيرون، أما العلاقات الطيبة فنادرة، ولا داعي لإنفاق الوقت على الجميع.

4. كن طيباً نحو الناس الذين يهمونك

ومع التذكير بضرورة الحد من معاشرة من يزعجونك ينصح الكثيرون من القراء بتخصيص وقت أكثر للأسرة والأقارب والأصدقاء، وإليكم مثالان:

«أظن أنني كنت أحياناً أعتبر العلاقات بديهية ومفروغ منها ثم خسرت الشخص. هذه الأمور تحدث من حين إلى آخر، ويمكن أن تؤثر على المقربين».

«أعط حق القيمة لمن حولك. يمكن استرجاع المال والعمل، ولكن لا يمكن تعويض ما فات من الوقت».

5. لا يمكن تحقيق كل شيء، لذا يجب التركيز على الأكثر أهمية

نحلم كثيراً ونحن شباب ونعتقد أن وقت الدنيا كله متاح لنا، وعندما نبدأ مشروعاً جديداً نتصور أنه مجرد واحد من المشاريع الكثيرة التي سننجزها. ثم يمر 10 سنوات نحاول خلالها النجاح في هذا العمل الوحيد، وفي النهاية تسأل نفسك: لماذا أتحول إلى شيء آخر ما دام بين يدي شيء أهتم به فعلاً؟

كتب بعض القراء أن أغلب الناس يختارون مهنتهم في عمر مبكر بصورة اعتباطية إلى حد بعيد، وكثيراً ما يتبين أن خيارهم كان خاطئاً، مثله مثل الكثير من قرارات المراهقة والشباب. تمضى سنوات قبل أن ندرك ما الذي نجيده فعلاً؛ ولذلك، فمن الأفضل التركيز منذ البداية على نقاط القوة الموجودة لديك بدل محاولة حمل بطيختين بكل يد، وتطوير النقاط القوية مدى العمر.

6. لا تخف من المخاطرة، فكل شيء يمكن تغييره

يعتقد أغلب الناس في الثلاثين أن مسيرتهم المهنية قد تمت واستقرت. وفي الوقت نفسه، لا شيء يمنعك أن تبدأ كل شيء من جديد في أي وقت. يتحسر الكثيرون أنهم يعملون في المجال الخطأ. وما أبشع أن تستيقظ يوماً وتدرك أنك أصبحت في الأربعين وأنت في أزمة منتصف العمر، وقد أدركت المشكلة منذ 10 سنوات ولم تفعل شيئاً لحلها.

يتحدث الكثيرون من القراء عن ضغط المجتمع، وأن في الثلاثين يفترض أن يستقر المرء بعد أن تحددت أمور مهنته وأسرته وانحلت مشاكله المالية. هذا صحيح، ولكن هناك استثناءات، إذ حذر عشرات القراء من أن توقعات الغير قد تمنعك من المجازفة لتبدأ كل شيء من جديد. وطرح أحدهم يوماً فكرة صحيحة: «يلجأ جميع البالغين إلى الارتجال». وهذا ما كتبته واحدة من القارئات:

«لا تخافوا! في السنة القادمة سأبلغ الخمسين، ولم أبدأ إلا مؤخراً بتعلم معنى الحياة. أما عندما كنت في الثلاثين كان الخوف يقيدني ويؤثر على ثقتي بنفسي وزواجي ومهنتي، كنت أبقى أفكر فيما يقوله الآخرون عني وأنني قد أفشل أو أن النتيجة لن ترضيني. لو أتيحت لي فرصة جديدة لخاطرت أكثر».

7. يجب الاستمرار في النمو والتطور

بحوزتنا ثمة أداتين لا يمكن تعويضهما متى خسرناهما، هما الجسم والعقل. يترك أغلب الناس في الثلاثين التفكير في التطور، فهم مشغولون جداً. ولكن إذا كنت واحداً من القلة الذين يستمرون في تمرين العقل والجسم، ستسبق أندادك عندما تبلغ الأربعين.

يمكن أن تغير حياتك بعد الثلاثين، ويجب أن تستمر في العمل على تنمية نفسك. الكثير من القراء الذين عادوا إلى الدراسة بعد الثلاثين يعتبرون ذلك من أفضل ما قاموا به في حياتهم، وتحدث آخرون عن الدورات والسيمينارات التي ساعدتهم في مهنتهم، وفئة ثالثة بدأت بعمل خاص أو انتقلت إلى بلد آخر، وفئة أخرى مارست التأمل.

قال وورن بافت يوماً أن أفضل استثمار لنا هو عقلنا لأن المال يأتي ويذهب والعلاقات تأتي وتذهب، أما معارفك فتبقى معك إلى الأبد.

8. لا أحد يعرف ما يفعل، ويجب التسليم بهذا

ما دمت حياً، لن يمكنك أن تتكهن بما سيحصل لك بعد خمس سنوات. توقعاتك لن تتحقق تماماً. لذا توقف عن التكهن وعن التظاهر بأنك تستطيع التخطيط على المدى البعيد. ولا تقلق حول ما يجري الآن لأن كل شيء سيتغير. اترك الأمور تسير كما هي، وجازف لأنك لا يمكن أن تخسر ما لا تملكه. كما أن الشعور بالخسارة إنما هو في رأسك فقط.

أغلب ما يهمك الآن لن يبدو هاماً بعد 10 سنوات أو 20 سنة، وهذا طبيعي لأنك تنمو. حاول ألا تعير نفسك الأهمية الكبرى وابق منفتحاً لكل جديد.

9. استثمر في أسرتك، فهي جديرة بذلك

«اقض وقتاً أكثر مع والديك، فعندما لا تعود طفلاً تتغير العلاقات تماماً. طبعاً، سيبقى الوالدان يعتبرونك ولدهم أو بنتهم الصغيرة حتى يدركوا أنك شخص مستقل بالغ. كل الناس يشيخون ويموتون، فحاول أن تمضي ما تبقى لهم من العمر بأفضل شكل».

أكثر الردود انفعالاً كانت تتعلق بموضوع الأسرة، حيث كتب الجميع تقريباً عن ضرورة تجاوز المشاكل في التواصل مع الوالدين وإيجاد طريقة لبناء علاقات جيدة معهما. كتب أحد القراء:

«أنت أكبر من أن تلوم والديك على مصائبك: في العشرين قد ينفع ذلك، ويكفي أن تغادر البيت، أما في الثلاثين فيجب أن تمضي قدماً».

10. عامل نفسك بلطف واحترام

اقبل في نفسك قليلاً من الأنانية وافعل شيئاً من أجل نفسك كل يوم وكل شهر، أما مرة في السنة فيمكن أن تسمح لنفسك شيئاً مثيراً حقاً.

نادراً ما كان هذا الموضوع أساسياً في رسائل القراء، لكنه كان موجوداً بشكل أو بآخر في أغلبها. كتب أحدهم: «لن يفكر أحد بك وبحياتك»، واستطرد آخر: «الحياة ليست بسيطة، لذا الأفضل أن تتعلم كيف تحب نفسك الآن، فمع الزمن تصبح هذه المهمة أصعب».

Strawberry Cake Media Corp. © 2024 ما معنى Cookies هيئة التحرير أرشيف

ihodl.com - نشرة مصورة عن العملات المشفرة و الأسواق المالية.
نقوم كل يوم بنشر أفضل المقالات عن الأحداث الأخيرة للقراء المهتمين بالاقتصاد.