رسالتك في الحياة
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

كتبنا من قبل كيف تعثر على شغفك وكيف تنمي موهبتك، بل أننا حللنا ما تكره أن تصير. ولكن هذا الموضوع واسع جداً، ولذا ننشر بكل سرور نصاً ممتازاً آخر موضوعه كيف تفهم ما تريده من حياتك عموماً، وما السبيل للوصول إلى ذلك.

بين كل المسائل التي تعذب من يريدون تغيير مسيرتهم المهنية، المسألة الأكثر تعقيداً هي: «كيف يمكنني أن أفهم ما الذي أحب أن أعمله بالفعل كي أبني على ذلك مسيرة مهنية ناجحة؟» كلنا نريد أن نعمل في مجال نحبه، ولكن قلة من يجرؤون أن يرهنوا كل شيء ويضحوا بكل شيء من أجل هذا الهدف.

نقترح عليك ستة طرائق لتحديد ما هو العمل الكفيل بجعلك سعيداً والذي سيعطيك لاحقاً الدخل المرغوب.

إذن، لكي تكتشف ما هي رسالتك، جرب ما يلي:

1. لا تفكر من أنت اليوم، إنما فكر بذاتك الدائمة

إن «الأنا» الحقيقية (أي ما يهمنا حقاً، ما نسعى إليه، ما يدفعنا نحو الأمام) تتظاهر باكراً عادةً. يستطيع كل شخص تقريباً، إذا رجع إلى ذكرياته عن عمر المراهقة بل حتى الطفولة، أن يتذكر تلميحات صريحة أو خفية حول الأمور التي تجعله سعيداً. حتى لو كبت أهلك مواهبك وأحلامك، لا تزال تعرفها في أعماق نفسك. ولكن للأسف كثيراً ما نعجز عن كشف هذه التلميحات لأننا لا نعتبر في أحيان كثيرة مقدراتنا وميولنا واهتماماتنا فريدة وهامة.

النصيحة: لكي تصل إلى الإلهام من ذلك الجزء من ذاتك الذي يمكن أن نسميه «الأنا» الحقيقية، اقضٍ بعض الوقت في جرد كل ما كنت تحبه في أيام الطفولة والمراهقة. ثم فكر ملياً في ما بقي كما هو، أي لا يزال يهمك ويجذبك. ثم فكر بعدة طرائق من أجل تطبيق هذه الميول في أحد المجالات الهامة لحياتك.

2. اكتشف المهارات التي تحب استعمالها

حتى لو كنت أكثر مهارةً من غيرك في مجال معين، هذا لا يعني أن عليك الانطلاق من ذلك في مسيرتك المهنية. مثلاً، البراعة في تجهيز التقارير مهارة مفيدة، لكن ذلك لا يعني أن عليك أن تمتهن كتابة التقارير.

النصيحة: تذكر جميع الأعمال التي حصل أنك قمت بها: ما هي الأعمال التي أحببتها والتي كرهتها، وأكبر إنجازاتك، والدروس التي تعلمتها بصعوبة بالغة، وأي من هذه التجارب تود التوسع بها في مسيرتك المهنية الحالية. ثم أجر دراسة نقدية صغيرة لتحديد المهن والسبل المهنية التي تسمح لك بتطبيق تلك المهارات والمواهب التي تستمتع باستخدامها.

3. حدد من تريد مساعدتهم

حاول أن تدرك أن مهاراتك في التسويق والتواصل يمكن استخدامها لتفيد الآخرين. يشعر الكثيرون من العاملين في الشركات الكبرى أنهم يهدرون الوقت في إنتاج منتجات لا فائدة منها، أي لا تجلب أي فائدة حقيقية لعالمنا. كل ما يفترض أن يهمهم هو المكسب، ولكن الكثيرين يسعون إلى عمل لا تقتصر المكاسب فيه على مجرد المال.

لقد اكتشفت، على الأغلب، أنك لا يمكن أن تستمتع بحياتك المهنية إلا إذا كنت مقتنعاً بالأهداف التي تعمل من أجلها؛ وبدونها تشعر أنك تنفق ذاتك هباء، فتبقى ضائعاً وتعيساً.

النصيحة: حدد بأكبر دقة ممكنة تستطيع تحقيقها، من تريد أن تساعدهم وما هي أهدافك من عملك، ثم استخدم كل محيطك وبيئتك لتجد دوراً يعطيك إمكانية تحقيق هذه الأهداف في أهم المجالات بالنسبة لك.

إذن، كيف يمكن بناء مسيرة مهنية مجزية انطلاقاً من الأمور التي تستهويك؟

يعتقد ملايين الناس اليوم أن اتباع الأهواء لا يؤدي سوى إلى الخسارة والدمار. لنتفق منذ البداية: إن هذا التصور هو خطأ وضلال. إن ما يستهويك حقاً لن يودي بك إلى الفشل أبداً، بشرط أن تفعل كل شيء بالطريقة الصحيحة، وإليك ثلاث خطوات هامة نحو الهدف:

4. اعرف كيف يمكنك تحويل موهبتك إلى نقد

يعتقد الموهوبون لاشعورياً في أحيان كثيرة أن العالم عنده «واجبات» تجاههم ما داموا موهوبين إلى هذه الدرجة. إلا أن الحياة تختلف عن هذا التصور: عليك أولاً أن تكتشف مواضع موهبتك، ثم تشرح للعالم أهمية ذلك، ثم تجد كيف يمكن أن تفيد موهبتك الناس، وعندها يكافئك الناس (والمؤسسات) بسخاء ورضا مقابل عملك ما دام يساعدهم على تحقيق هدفهم ورؤيتهم.

النصيحة: لا يكفي أن تكون بارعاً في شيء ما. اقض بعض الوقت لتحدد كيف يمكن أن تكون مواهبك مفيدة للآخرين؛ ابدأ فوراً وحدد 30 طريقة جديدة لاستخدام مواهبك كي تساعد الآخرين في أن ينجحوا وتساعد المؤسسات كي تنمو وتزدهر. ثم ابدأ بمشاركة رؤيتك مع أصدقائك واطلب منهم أن يعرفوك على شخص يمكن أن تستفيد منه.

5. ابق واثقاً من نفسك كي تحصل على أجر تستحقه

لا يمكن اتخاذ القرارات الصائبة والقيام بالأفعال الضرورية فيما يتعلق بالنقود والمكافآت بلا ثقة بالنفس. لا يولد أحد واثقاً من نفسه بل تتولد الثقة عن الأفعال الحاسمة. ولكي تبني مسيرة مهنية مجزية يجب أن تكون واثقاً عند التواصل مع الغير، وأن تكون ثقتك بنفسك ملائمة، أي خالية من التكبر والأنانية من جهة وفي الوقت نفسه يجب أن تُفهِم الآخرين لماذا يستفيدون من توظيفك ومن مهاراتك الخاصة أنت تحديداً. إذا لم تكن قادراً على التعبير عن أفكارك بجرأة وثقة لتوضح ما تتميز به عن منافسيك وأهمية ما تفعله فلن تستطيع المضي قدماً لتأمين الدخل الكافي، فتكسب أقل مما تستحق.

النصيحة: اقرأ أولاً الكتاب الممتاز بقلم بيغي كلاوس «التباهي! فن التزمير بلا نفير» (BRAG: The Art of Tooting Your Own Horn Without Blowing It) وألِّف «خطابات مادحة» خاصة بك لتساعدك في تقديم نفسك لغيرك وتشرح لهم لماذا عملك هام بالنسبة لهم. وإذا شعرت أن مهاراتك لم تصل إلى المستوى الكافي بعد، فاقطع لنفسك وعداً بأن تفعل شيئاً في هذه السنة لتصل إلى المستوى التالي من المعارف.

6. إذا وصلت إلى طريق مسدود، فاطلب مساعدة من غيرك

إذا لم تستطع اتخاذ القرار الحاسم بعد، فمن المحتمل أن ثمة عمليات نفسية داخلية تعرقلك. الملايين من الناس لديهم عوائق مالية أو انفعالية و/أو رضوح نفسية بقيت من التجارب السابقة، ولا يستطيعون تجاوزها أو معالجتها.

النصيحة: إذا كنت تشعر بالتعاسة مهما كنت تعمل فقد حان وقت طلب المساعدة. في بعض الحالات يمكن أن يساعدك مدرب أعمال، وفي حالات أخرى معالج نفسي. ولا تنس أن للمعلمين والقدوات أهمية حاسمة. كما قال آينشتاين: «لا يمكن حل مشكلة في المستوى الذي ظهرت فيه. يجب أن تسمو فوقها، أن ترتفع إلى المستوى الأعلى». من الصعب أن ترى ما الذي يعيق وصولك إلى الحياة التي تصبو إليها، ولا سيما إذا كنت أنت العائق.

المصدر: Forbes

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق