ثمانية أسباب تجعلنا نبدأ كتابة يوميات
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

لماذا اليوميات تساعدنا على أن نفهم أنفسنا وأن نضبط علاقاتنا مع أقربائنا وأن نصبح أكثر سعادة بقليل؟

تشير الأبحاث بأن استيعاب دماغنا لعملية الكتابة هي غير استيعابه لعملية التفكير والنطق. الكتابة تضبط الأفكار وتسرع التعلم. تسجيل المذكرات قد يصبح مصدر الإلهام والتحفيز. نحن نعرف ثمانية طرق على الأقل كيف نجعل حياتنا أفضل بواسطة مفكرة وقلم.

1. اكتبوا عما الذي تنتظرونه بفارغ الصبر

إن توقع أحداثاً ممتعة يجعل الإنسان أكثر سعادة. ابنوا مشاريعكم ولو مرة في الأسبوع، وعندما ستحتاجون إلى شحنة إضافية من المشاعر الايجابية انظروا ببساطة إلى تلك الأشياء الرائعة التي تتوقعونها.

مقتبس من كتاب شون أتشور"أفضلية السعادة. سبعة أسس النجاح وفقاً لنتائج أبحاث شركات من قائمة Fortune":

"في سير إحدى الأبحاث تم اكتشاف أن الناس الذين كانوا يفكرون عن المشاهدة المقبلة لفيلمهم المفضل زاد عندهم مستوى الأندورفين أي هرمونات السعادة بنسبة 27%. غالباً ما يكون العنصر الأكثر متعة في تصرف هذا أو ذاك هو الترقب. إذا لم يكن بوسعكم الذهاب إلى الإجازة الآن أو الالتقاء مع الأصدقاء في البار فضعوا علامة مناسبة في التقويم حتى لو تبقى لهذا التاريخ شهر أو سنة. وبعد ذلك كلما احتجتم إلى التزود بالسعادة ذكروا أنفسكم بهذا".

2. دراسة نقاط قوتنا وضعفنا

أتريدون أن تعرفوا أنفسكم أفضل؟ اجعلوا التنبؤات على نجاحكم "على ورقة" وبعد ذلك قارنوا بين المسجلات والنتيجة الحقيقية. إنها طريقة ممتازة لتقدير مستوى قدراتكم وإلى كم بمقدروكم تحسينها.

هذه نصيحة من المعلم الإداري بيتر دروكر:

الطريقة الوحيدة لمعرفة نقاط قوتنا هي تحليل النتائج. كلما احتجتم إلى اتخاذ قرار هام دونوا توقعاتكم عما سيحدث مقبلاً. بعد مضي عام قارنوا بين النتائج الواقعية والتوقعات، فأية نتائج بمقدوركم التوصل إليها؟ ما هي القدرات التي تحتاجونها لأجل التوصل إلى نتيجة مرغوبة؟ ما الذي يعيقكم؟ عند تحديد قدرتكم على كمال الذات لا تهدروا وقتكم لاكتساب المهارات في المجالات التي لا تعرفونها جيداً، بدلاً من ذلك ركزوا على نقاط قوتكم واعملوا بها.

3. دونوا أهدافكم

كل إنسان له أهدافه ولكن قل من يدونها، ويرجح أن سبب ذلك هو علاقتنا الجدية جداً تجاه ذلك. لا يجب إعداد استراتيجية كاملة بل عينوا الأهداف الإرشادية. إنها قد تتغير، ولكن حينما ستشعرون أنفسكم ضائعين ستجدون بواسطتها الطريق الصحيح.

الاحتمال الأكبر أنكم ستوصلون المشاريع إلى نهايتها هو تسجيلها. إذا أشرنا إلى عوائق محتملة وأساليب تجنبها فهذا سيعزز من ثقتكم وسيزيد من فرصة النجاح. على فكرة تؤكد الأبحاث العلمية أنه عند تدوينكم لأغراضكم يجوز أن تصبحوا أكثر سعادة وحتى أقوى صحة.

4. دونوا أفكاركم

كثير من كبار العباقرة كانوا يدونون ملاحظات. الأفكار اللماعة نادراً ما كنت تخلق بغتة، بل الأرجح أنها كانت تحمل فترة وفي سير العملية كان المؤلفون يحتاجون إلى أن يتخذوا شكلاً معيناً لأفكارهم بتسجيلها.

وهذا مقتبس من كتاب كيت سوير "الخط المتعرج هو الطريق الأقصر إلى الابتكار":

"يبدأ الابتكار بالرسم التخطيطي والمخططات الموجزة في المفكرات وفقط بعد هذا يبدأ خلق فكرة عظيمة. الميزة التي توحد كل الأشخاص المبدعين سواء الرسامين أو الممثلين أو العلماء هي عدد المرات حين يقاسمون العالم بأفكارهم وافتراضاتهم الأولى على شكل مسودات وتعابير مرتجلة ومراقبات واقتباسات من حوارات ونماذج أولية التي صمموها. الإبداعات العظيمة لا تخلق على شكل استنارة كبيرة واحدة بل تتشكل بطريقة التغيرات التدريجية والتعرجات بدرجة عمل منشئيها مع تلك الأفكار التي قاسموها مع العالم".

ظهرت فكرة؟ هل هي رائعة أم ليست كثيراً؟ لا يهم، ولكن دونوها. كثيرا ما تصبح الأفكار المقدمة جيدة إذا عملتم معها جيداً.

5. سجلوا كل ما يقلقكم

البيان الكتابي للمشكلات يساعد على تخفيف القلق والرفع من فعاليتكم. التفكير عن العمل يقلقكم حتى خارج المكتب؟ أنشئوا خطة كيف ستتغلبون على المشاكل قبل الذهاب إلى البيت. تشير الأبحاث بأن مناقشة حادث غير سار لن ينقذكم من الاضطراب، أما الوصف الكتابي فقد يساعد. ربما كان الأمر مضحكاً ولكن إذا خصصتم الوقت للقلق فستتغلبون عليه أسرع.

6. الكتابة عن علاقاتكم

تدوين ملاحظات عن العلاقات تقدر على تحسينها، وهذا ما يؤكد عليه البحث الذي كان حين إجرائه وخلال ثلاثة أيام كان شخص من كل 86 زوج يكتب إما عن أفكاره ومشاعره تجاه العلاقات وإما عن الأمور اليومية. في النتيجة كل المشاركين الذين كتبوا عن العلاقات رفعوا احتمال الحفاظ عليها.

7. تدوين كل جيد حدث معكم

أستاذ جامعة بنسلفانيا مارتين سيليغمان الذي طور هذه التقنية يسميها "تقنية البركات الثلاث ". تم برهان غير مرة أنها تساعد الناس على تغيير نظرهم تجاه حياتهم إلى الأفضل. وينصح سيليغمان في كتابه "سبيل الازدهار. المفهوم الجديد للسعادة واليسر" ما يلي:

"نفذوا هذا التمرين خلال أسبوع قبل النوم بعشر دقائق. سجلوا ما هو السار الذي حدث خلال النهار (ثلاث لحظات فرح) ولماذا حدث هذا. يجوز تدوين اليوميات في دفتر أو على جهاز كمبيوتر، المهم أن تكون لديكم يوميات. يجوز أن تكتبوا عن أشياء تافهة (مثلاً "اليوم حين كان زوجي في طريقه إلى البيت اشترى لي نوعي المفضل من المثلجات") أو عن أشياء هامة (مثلاً "لقد ولدت أختي صبياً سليماً"). بعد كل تدوين يجب الرد على السؤال: "لماذا حدث ذلك؟" فقط جربوا. هذا لن يأخذ من وقتكم إلا دقيقة كل مساء".

8. تسجيل قصة حياتكم

حاولوا أن تفكروا عن قصة حياتكم كما لو أنها قصة قابلة للتعديل. وهذا لن يجلعها أكثر متعة حسب بل وستساعدكم على التحكم بها. يروي تيموتي ويلسون مؤلف كتاب " تحويل المكالمات: علم جديد عجيب للتغيرات النفسية" كيف بإمكان لعملية "التعديل" أن تحسن الحياة:

"حين يعطون للناس المعلومات التي تدفعهم نحو تغيير نظرهم تجاه أنفسهم وأسباب تصرفاتهم أنا أسمي هذا بـ"التحفيز على كتابة التاريخ". مثال على ذلك البحث الذي أجريته مع طلاب الكلية منذ سنوات كثيرة. شارك في ذلك الطلاب المقصرين في دراستهم. كانوا ضمن إطار الاختبار يقرؤون عن الطلاب الذين كانوا في بادئ الأمر ضعاف في دراستهم ولكن بعد ذلك أتقنوا تفوقوا في الدراسة. بكلمة أخرى لقد حفزنا الطلاب على تغيير نظرهم تجاه مشكلاتهم الدراسية فينسبونها ليس إلى عجزهم عن الدراسة في الكلية وإنما إلى أنهم يجب عليهم فقط التعود على محيط جديد. كل الطلاب الذين نالوا هذا الدافع الإعلامي جاؤوا بنتائج أفضل في السنة القادمة بالمقارنة مع المجموعة المراقبة".

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق