ما الذي يمكن تعلمه من الركض

ليس من الضرورة أن تركض الماراثون لتتعلم دروسا مهما تقدمها رياضة الركض.

أكثر من 42 ألف شخص خرجوا الأحد الماضي للمشاركة في الماراثون في نيويورك. بعضهم واجهوا صوتهم الداخلي الذي كان يصر على أنهم لن يصلوا إلى نقطة النهاية. البعض الآخر واجه مشاكل فيزيائية. لكن الأغلبية عرفت أشياء جديدة عن نفسها وعن الحياة.

أحيانا نضطر جميعا إلى ربط حذائنا بشدة لتجاوز سباق طويل بالمعنى الحرفي والمعنى المنقول. هذه بعض دروس "الماراثون" التي ستفيد الجميع.

الجسد والعقل يمكن أن يفعلا ما لا يمكن توقعه، على سبيل المثال تحمل ماراثون بطول 42 كيلومترا. أو مثلا إمضاء 42 عاما في زواج سعيد. عندما تتذكرون أصعب مهمة قمتم بها لا تنسوا أنكم استطعتم القيام بها. هذا أمر مهم جدا.

الحالة التي تسمى "الحائط" قد يسبها التعب الجسدي الذي يحدث بسبب انتهاء مواد كيميائية في الجسم. السبب هو نظام خاطئ للتمارين أو الأكل.

في الحياة أيضا يمكننا أن نواجه مشكلة ما إذا قمنا بالتدريب الخاطئ أو لم نقم بالتمرن بشكل جيد، ساعة إضافية من التدريب يمكن أن تؤدي نتائج باهرة. كما يجب أن ننام بشكل جيد. مفتاح النجاح يكمن في رعاية النفس.

لاعب الهوكي الكندي حدد هذه القاعدة على أفضل شكل عندما قال: "100% من الرميات التي لم يتم تنفيذها هي خارج المرمى". إذا لم تسجلوا في الماراثون لن تجتازوه أبدا. الخوف من الفشل هو أكبر فوبيا لدى البشرية، ربما هي التي لا تسمح لكم بالنجاح في جميع مجالات الحياة.

أحيانا أثناء الصعود تشعرون بثقل أقدامكم التي تتوسل إليكم بالتوقف. لكن إذا استطعتم تجاوز هذا الشعور سيكرمكم القدر بمنحدر عندما تشعرون بخفة جسدكم كأنكم تحلقون في الفضاء. ستفهمون أن الصعود استحق هذا عندما ستصعدون إلى أعلى.

عند اجتياز نقطة النهاية تشعرون بسعادة غامرة، خاصة عندما تتذكرون أن الغداء في انتظاركم. حتى لو أردتم فقط أن تسجلوا لنفسكم إنجازا آخر العملية بذاتها مهمة أيضا. فهي تعلمنا تحسين النتيجة وتثبت أننا نستطيع مواجهة المصاعب.

المشاركة بحد ذاتها تجعلكم أقوى.

كل من يركضون يحبون الركض لكن الأسباب التي أوصلتهم إلى هنا قد تكون مختلفة. هناك من يحاول أن يجتاز السباق خلال ساعتين وهناك من لا يريد الاستعجال ويتخيل أن كل كيلومتر اجتازه هو خطوة أخرى لمقاومة السرطان.

كلنا أناس وهذا يعني أن لدينا الكثير ما نشترك فيه (من المهم أن نتذكر هذا عندما نريد أن نعتبر شخصا ما عدوا لنا).

فاوجدا سينخ ركض الماراثون عندما بلغ 101 عاما. فهل ستسمحون لعدة تجاعيد حول العيون أن تمنعكم عن الإنجازات؟ طبعا لا.

تنفسوا، تنفسوا، تنفسوا، تنفسوا. هذا يعطيكم الحياة.