من يعمل في ماكدونالدز
REUTERS/Kim Kyung-Hoo
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة

عملت كايت نوركفي في شبكات مطاعم الوجبات السريعة أربع سنوات. كانت تخجل من عملها الجزء الأكبر من هذا الوقت. لكنها غيرت رأيها في النهاية وهذا هو السبب.

أمضيت أربع سنوات من 18 إلى 22 وأنا أعمل في ماكدونالدز. عملت خلال هذه السنوات بدوام كامل وبدوام جزئي ولم أستطع أن أجد عملا "أفضل". لم أستطع التطور في عملي هناك ولم أصبح مديرا ولم أنجز أي شيء قد يكون له معنى لحياتي.

في الواقع كنت أوافق الأفكار المتعارف عليها حول الموظفين العاديين في ماكدونالدز، هم أغبياء وتنابل.

رأيت هؤلاء مرات عديدة خلال عملي. وكيف كانت تتغير أوجه آباء أصدقائي عندما كنت أخبرهم أين أعمل. الأسئلة الحقيرة كـ" هل لا زلت تعملين في ماكدونالدز؟" أو " لن أستطيع أن أعمل في مكان كهذا أبدا". ونصائح أصدقائي "بعدم الذهاب إلى العمل اليوم" (لأن هذا ليس عملا حقيقيا).

كنت أشعر بتأثير العمل بنفسي. كنت عاملا سيئا للغاية. كنت بطيئة جدا وغير نشيطة وكنت أكره كل شيء. قررت أنني جيدة جدا بالنسبة لماكدونالدز. كنت دائما أبرر لنفسي: " يا لهذا العمل المقرف! لكنني أحتاج إلى المال". كنت أقرأ الكثير من الكتب وأحب الحديث عن الأمور المختلفة. لم أكن جاهزة لجهد فيزيائي.

لم أتطور بل لم أريد أن أتطور. لماذا يجب علي أن أنجح في أمر ليس من مستواي؟

بعد عدة سنوات تغيرت أفكاري.

بدأت أفتخر بعملي.

سألت نفسي ما أوجه الاختلاف بين ماكدونالدز والأماكن الأخرى التي يعمل فيها الطلاب؟ لماذا أرى عملي أسوأ من أعمال الآخرين؟

ربما لأنني أعمل في شركة ضخمة؟ لا، في هذه الحال كان الأشخاص استحوا أن يعترفوا أنهم يعملون في Warehouse أو Hannahs.

ربما لأن الشركة تتجنب الأخلاقيات؟ لكن Glassons و JayJays يستخدمون جهد العبيد.

ربما لأنني أعمل في شركة الوجبات السريعة؟ لكن العمل في Burger Fuel لا يعتبر سيئا لهذه الدرجة.

لأنه هنا لا تحتاج إلى ذكاء كبير؟ لا، العديد يعملون في مجال مبيعات التجزئة والاستقبال.

وعندها فهمت.

يُعتقد أن العمل في ماكدونالدز هو العمل لأشخاص لا يستطيعون القيام بأي شيء آخر. لاحظت أن الشركات التي توظف أشخاصا من دون خبرة توظف موظفين يشبهون زملائي.

عمل معي في ماكدونالدز معاقين وأشخاص بوزن زائد الذين لا يمكن تسميتهم بجذابين في المعنى التقليدي، أشخاص لا يتكلمون الإنكليزية وشباب من مختلف العروق. كانوا هم أساس الفريق وكان العديد يحترمونهم لأنهم أفضل الموظفين.

عندما دخلت إلى أماكن كـ Glassonsو Whitcoulls أو Starbucks شاهدت موظفين يشبهونني، شبابا تجاوزا العشرين، جذابين، بقامة رياضية ويتكلمون اللغة الإنكليزية.

هذا ما ولد هذه الأفكار لدي ولدى الآخرين عن عملي. كنت أناسب عملا "جيدا" في متجر ملابس. الأشخاص بمعطيات جيدة لا يجب أن يعملوا في ماكدونالدز بجانب من لن يستطيع بلوغ شيء أفضل حتى لو حاول.

إذا كنت فتاة بيضاء بعمر تجاوز العشرين وتعمل في ماكدونالدز فلن تثير إلا الضحكة لدى المحيطين. لكنني لا أعتقد أن هذا ما يكنه الآخرون للمعاقين وللنسوة اللواتي تجاوزن الأربعين أو للمهاجرين من أماكن بعيدة. لن يضحك أصدقائهم "متى ستجدين عملا مناسبا؟"، لأن بالنسبة لهم هذا العمل يوافق التوقعات.

الطعام في ماكدونالدز دسم ومقرف، لكن أنا وأصدقائي كنا نشعر بالإهانة ليس لأننا كنا نصنع الهمبرغر بل لأنني كنت أستحق شيئا أفضل. كان من المتوقع أنني أكثر اجتهادا ومهارات من زملائي. كنت أستحق "عملا جيدا". كان لدي حب للذات كبير.

تعلمت أن هذه الأفكار أسوأ بكثير من البطاطس المقلي لأنني لست أفضل من موظفي ماكدونالدز.

طبعا ربما لدي مهارات أخرى. لا أتميز بجسد رياضي ولم أتعود على ضغط كهذا. يناسبني عمل المكتب أكثر وهذا ليس لأنني أذكى أو أكثر مهارة من موظفي ماكدونالدز الآخرين.

هناك أنواع مختلفة من الأعمال، وحتى إن كنا نعتبر العمل الذي يقوم به الأشخاص الفاشلون كأنه غير مهم، هذا لا يجعله كذلك.

لا أجتهد في عملي كالعديد من زملائي الذين يعملون أحيانا لعشرين ساعة متواصلة، لكي يوفروا الهمبرغر للجميع.

لست ذكية كمديرنا الذي تحول إلى مدير حقيقي وعرف كيف يصلح جميع الآلات لكي لا تضطر للاتصال بالمصلحين.

لست منظمة كالذين يتوقعون كل أسبوع نسبة الطلب ويقومون بطلب المواد لآلاف الزبائن، وهم يعرفون أنه في حال خطئهم سيواجهون المدير الغاضب. الزبائن دائما مستعدون للصياح ورمي الكؤوس وشتم النادل في حال لم يجدوا الكاتشب. أنا لست هادئة كفاية لأتحمل هذا.

كل هذه الأشياء هي مهارات.

وإذا كنتم تعتقدون أنكم أفضل من هؤلاء لأنكم تعملون في مجال المبيعات أو تنظمون عمل خدمة الاستقبال، أنتم مخطئون.

الوقت الذي أمضيته ما ماكدونالدز لا يقدر بثمن. لا أريد مرة أخرى قلي البطاطس أو تجميع الهامبرغر لكنني تعلمت شيئا ما أهم. بدأت التخلص من التكبر ولم أعد أقدر الأشخاص حسب عملهم. لا أنقل كرهي للشركات الكبيرة على موظفيها. تعلمت تقاسم المشاعر.

إذا علي أن أخجل من عمل كهذا في مسيرتي المهنية فإني فعلا لا أفهم شيئا.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق