هل تنصاع للغير بسهولة؟ نروي الآن كيف تكشف هذا العيب في نفسك وتتغلب عليه.
من أجل تحقيق النجاح من الضروري أن تعرف كيف تسلك مع الآخرين سلوكاً جيداً، فاللطف يساعد على المحافظة على العلاقات ويجذب الناس. إلا أن الحد بين اللطف وسهولة الانقياد رفيع جداً، وإذا كنت طيب القلب أكثر من المطلوب فستنتهي إلى حل مشاكل الآخرين ولن يراعي أحد مصالحك. إذا كنت تخشى التعبير عن رأيك والسعي إلى هدفك خوفاً من أن تظهر متعجرفاً أو أنانياً أو فظاً، فإنك تحط من قيمتك وتحد من مقدراتك.
وإليكم بعض من العادات المميزة للناس الذين يحاولون أن يكونوا لطفاء أكثر من اللازم مع الأخرين فيؤذون نفسهم.
1. الاسترضاء
تتراجع عن موقفك أو تغيره لأنك تخشى أن المحيطين بك لا يتفقون معك في أفكارك الحقيقية. لكي تكون ناجحاً يجب أن تكون ثابتاً فيما تؤمن به ولا تخاف من التعبير عنه بوضوح وصراحة.
لا تحاول أن تكسب الاستحسان بالاسترضاء بل توقع أن تعامَل باحترام. تعلم أشياءً جديدة وتعمق في مجال عملك لتشعر بثقة أكبر في نفسك عندما تتعامل مع الآخرين.
2. طلب استحسان الآخرين
حاجتك إلى استحسان الآخرين لك قد تتعبهم. لا تنتظر من الآخرين أنهم يستطيعون أن يمنحوك احترام الذات الذي تحتاج إليه. لن تحقق الكثير إذا بقيت تلعب أدواراً ثانوية. السبيل الحقيقي إلى النجاح يكمن في الثقة بالنفس والاستعداد لتكريس حياتك للهدف الذي اخترته لنفسك.
إذا شعرت بحاجة في الحصول على استحسان فاسأل نفسك: «ماذا أريد في الواقع؟». إن أهدافك و رغباتك لها أهمية، وإذا كانت تزعج بعض الناس، فهذه هي الحياة. الطريقة الوحيدة للحصول على ما ترغب هي أن تصرح مباشرةً بما تريد وتمضي إلى هدفك.
3. الرياء
إذا كنت تحاول باستمرار أن تقول ما يرضي الغير فقد يكون ذلك من علامات عدم ثقتك بنفسك. عندما تبدأ أحاديثك وتنهيها بالإطراء فقد يشعر الآخرون أنك تحاول التلاعب بهم. مثل هذا الإطراء كثيراً ما يخفي نفاقاً، ففي الواقع أنت تسعى إلى استرضاء الآخر لتتغلب على الشعور بالقلق، وهذا السبيل خاطئ.
إنما يحقق النجاح من يكون مستعداً للمجازفة وليس من يحاول استرضاء الآخرين.
4. رفض الانتقادات
رفض الانتقادات غالباً ما يعتبر علامة ضعف. ستصادف في حياتك أن بعض الناس قد لا يتفقون معك. إذا كانت جميع المصاعب تثير فيك الشعور بالقلق أو الأسى فلن تحقق النجاح. يجب أن تتعلم تقبّل النقد دون أن تتحطم معنوياتك، فلن يساعدك أحد في تحقيق النجاح من باب الشفقة.
النقد مصدر النمو وليس داعياً للانكماش.
5. الكذب
عندما تحاول استرضاء الناس فأنت بهذا تكاثر الغش، مثلاً، عندما توافق على رأي ظاهراً وتعارضه في صميمك. إذا كنت مجرد تتبع رأي الآخرين فلا أحد يعرفك على حقيقتك ولا يستطيع تقدير أفكارك وعالمك الداخلي. هذا النوع من الكذب ينجم عن الخوف والرغبة في أن تكون مثل الكل.
ولكن لا يستطيع أن يكون «مثل الكل» إلا الشخص الوضيع. من أراد أن يحقق شيئاً يضطر أحياناً إلى الانخراط في الخلافات وقول الحقيقة بصراحة، ولو كانت مزعجة.
6. الإدمان على العمل
تكمن أسبابه أحياناً في الرغبة الساحقة في إثبات قيمتك. وبالنتيجة تعمل أشياءً تكره أن تقوم بها لأنك تخاف اللوم على قلة النشاط. عندما يشعر الناس أنك تستميت لاسترضائهم لا يعودون يحترمونك. قم بعملك بلا أن تتوتر وليساهم الآخرون كلٌّ بحصته، فلن تستطيع قلب الجبال بمفردك.
تعلم الرفض بلا أن تشعر بالذنب. لا داعي أن تقبل عملاً لا تريد القيام به أو لا تؤمن بنجاحه. إن الأمور التي ترفضها هامة جداً، فهي تميزك عن الآخرين. بناء مثل هذه الحدود هو الطريقة التي تُفهِم بها الآخرين أين ينتهي عالمهم ويبدأ عالمك؛ أما إذا لم تبين لهم هذه الحدود فسوف يتعدون عليها.
7. الصمت
كل مرة لا تعبر فيها عن فكرتك أو رأيك أو لا تردّ على إهانة فإنك تحط من قيمتك في عيون الناس فلا يعودون يعتبرونك. لا تخجل من قول الحقيقة.
لكي تحقق شيئاً يجب أن تدرك أن الخلافات لا مفر منها في بعض الأحيان. تعلم الشجاعة في الدفاع عن رأيك، فهذا حقك. إذا كنت تخفي وجهة نظرك دائماً خوفاً من الرفض فلن يعرف أحد ما هي الأمور التي تفضلها. لا تحاول التوفيق بين أمور لا يمكن التوفيق بينها بل افصح عما تعتبره صحيحاً.
8. التردد
لا تستأذن عندما لا يكون هناك ضرورة للاستئذان. يحدث هذا عندما نحاول أن نبدو لبقين ومراعين للآخرين. في الواقع، بهذا نظهر وكأننا لا نستطيع اتخاذ القرارات والتصرف بناء عليها، وهذا مظهر أحمق ومخزي.
تعلم أن تكون شجاعاً وتتخذ القرارات حتى لو لم تكن متأكداً منها. عندما يرى الناس قراراً جريئاً يتبعونه. للتغلب على التردد يجب التعبير عن رأيك وعدم التراجع عنه.
9. عادة الاعتذار الدائم
إذا كنت تبدأ كل جملة تقولها بـ«عفواً» سيعتقد الناس أنك لا تحترم نفسك. لا داعي للاعتذار على وجودك. عندما تبدأ العبارة من «عذراً، ولكن» فأنت تسبق فكرتك بتوقع عدم الاستحسان. تعلم أن تبدأ الجملة من كلمة «اسمعوا!».
يجب أن تتحلى بالشجاعة الكافية لارتكاب الأخطاء. ما الفائدة من ستر شخصيتك والاكتفاء بمحاولات استرضاء الآخرين؟ عندما نتصرف هذا التصرف نصبح مزيفين. الناس الأحياء يرتكبون الأخطاء، والكمال لله، لذا لا داعي للاعتذار. العاقل يتعلم من أخطائه فيكتسب خبرة ثمينة.
10. الخجل
الخجل يقتل الدوافع إذ يقف الخوف بينك وبين أهدافك. الخجل طريق مسدود. عالم الأعمال قاسٍ، وإذا أظهرت الخجل فسيتفوق عليك منافسوك الأقل موهبةً منك لأنهم أكثر ثقةً بنفسهم.
لكي تمضي إلى الهناء تحتاج إلى الثقة بالنفس. كل إنسان طريقه في الحياة فريد، والخجل يحولنا من مسافرين متوجهين إلى تائهين بحثاً عن ملجأ آمن للجبناء. لتحقيق السعادة والنجاح يجب السعي إليهما. امض في طريقك ولا تحد عنه.
وتكمن المفارقة في أننا، حين نحاول استرضاء الآخرين نحصل على نتائج معاكسة لما نريد. لتحقيق النجاح في أي مجال يجب أن تدرك ما هي قناعاتك الشخصية. حاول أن تتغير بدل التشكك والتردد بحثاً عن الاستحسان. اعمل بجد واكتسب المعارف وامض إلى النجاح. يجب أن تصل إلى نقطة تكون فيها واثقاً من رأيك، وتستطيع في الوقت نفسه أن تحترم الرأي الآخر، حتى لو اختلف عن رأيك. إذا طرح أحدهم وجهة نظر معاكسة فذلك لا يعني أنه على صواب وأنت على خطأ. الطريق إلى النجاح يكون عبر إدراك الفروق. إنما ننمو خلال النقاشات مع الآخرين، والأفكار والابتكارات العظيمة لا تتولد إلا من خلال نقاش.
إذن، لا تنس أبداً: الحاجة إلى الاستحسان تقتل كل نجاح.