بيتك حيث قلبك؛ كما أنه يحفظ جميع الذكريات المؤلمة من الطفولة.
يسعى الكثيرون منا زيارة الأسرة خلال العطلة، ولكن لا يخفى على أحد أن هناك ثمة سبب لتركك بلدتك في الماضي. مثلاً، كثرة المواقف المزعجة التي عشتها في فترة الشباب.
ولكي تعيش اللقاء مع المكان الذي صاغك بالشكل الذي صرت إليه، استفد من نصائحنا، ونأمل أن كل شيء سيمضى على ما يرام.
تناول الغداء في المقهى الذي تحطم قلبك فيه أول مرة
أتذكر ماشا؟ تذكرها عندما تعض قطعة من بيتزا مع مرتديلا. حفل التخرج، وبعده الطريق المشترك إلى البيت. كان كل شيء حينها أول مرة، أما الآن فلم يعد إلا حلماً بعيداً انقطع هنا، في Pizza Hut.
اجتمع مع صديق انقطع التواصل معه منذ نصف سنة
لقد انقطع التواصل بينكم ولم تعد تسأل عنه منذ أشهر طويلة، ولكنه لا يزال هو نفسه، أليس كذلك؟ لا يهم كم من الوقت قد مضى، فهو صديقك كما كان. صحيح أنه انتقل للدراسة في كلية الاتصالات وبدأ يدخن الأركيلة، ولكنه في الصميم يبقى الشخص نفسه. ما القصة؟ لقد فتح لنفسه صفحة على اليوتيوب وينشر فيها المزحات التي يلعبها مع جيرانه في الغرفة ويحاول أن يعرضها عليك؟ لا، أرجوك.
اسأل إن كان رئيسك الأول لا يزال يعمل في المكان الفظيع نفسه
لن تنسى أبداً عملك الأول مهما حاولت. اترك فضولك يأخذك إلى المكان الذي يعمل الناس فيه مقابل أدنى راتب. تحقق إن كان النظام الصارم لا يزال سائداً هناك، وكيف يشيخ رئيسك وكيف يتكاثف في مكتبه جو المدفن وتختفي علامات مكان العمل، ولو كان مملاً.
جرب التمارين من أيام المدرسة
استخدم وقت فراغك لتعود إلى عاداتك القديمة. هل كنت تمارس الجري خمسة أيام في الأسبوع؟ إنه جنون أن تركض بهذه الشدة. أما الآن فأنت رجل بالغ عاقل يستسلم بعد مئتي متر وهو يلهث فيعود إلى بيته مذكراً نفسه أن الناس الناجحين أمثاله لا حاجة لهم بأن يقوموا ببطولات.
تمش في أرجاء المدينة وأنت ترتدي أفخم طقم لديك أملاً بلقاء أحد زملائك في المدرسة
من هو هذا الرجل ذو الذوق الرفيع الذي لا يعقل أن يكون صاحب تلك التسريحة الحمقاء عندما كان لا يزال طالب مدرسة؟ أنه أنت، ولكن ليس من اللباقة أن تزور فجأة زملاءك السابقين ليغيروا رأيهم عنك، لذا تضطر إلى الاكتفاء بجولة في المدينة أملاً بأن تلتقي معهم بالصدفة. الأحلام ستتحطم بالتأكيد إذا التقيت بأحد منهم فيدهشك الاكتشاف أن حياتك في المدينة الكبيرة لا تهمهم كثيراً، وأن دراستهم في معهد متوسط سنة واحدة أهم بالنسبة لهم من درجة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي التي حصلت عليها.
اذهب إلى ذلك البار الذي لم يكن مسموحاً لك بزيارته في أيام شبابك
نعم، في أيام شبابك كان هذا المكان يبدو غامضاً وجذاباً. ذلك البار الذي لا يسمح بدخول من هم دون الخامسة والعشرين من عمرهم. الآن كبرت وصرت تدرك أن هذا البار يرتاده بالدرجة الأولى شخصيات مشبوهة، ولا ترى على طاولاته أحداً أصغر من 35 سنة. التلفزيون الوحيد يعرض الأخبار المحلية، وتملأ المكان رائحة الدخان، مع أن التدخين في الداخل ممنوع. كما أنهم ليس لديهم ماركة البيرة التي تفضلها.
استخدم حيوانك المنزلي كمنفذ عاطفي لك
قد لا يكون يتذكرك كما تود، ولكن هذا لن يمنعك من أن تشارك شكواك من الوحدة مع هذا الحيوان الذي لا علاقة له بالموضوع. في اليوم الأول تحدثه، وفي اليوم الثاني تجيب نفسك باسمه. وفي اليوم الثالث تجادله، وفي الرابع تعتذر منه، ولكن علاقتكما لن تعود يوماً كما كانت.