أهم عشرة مبادئ من برانسون
الصفحة الرئيسية طريقة الحياة, برانسون

نبحث في الإنترنت عن أسئلة ومناقشات شيقة، ونقدم لكم أكثرها طرافة. روى جيمس آلتشولر، المستثمر والمدون ورائد الأعمال، عن الأمور التي تعلمها من ريتشارد برانسون.

مرة خرجت ليلاً لأتمشى في ميامي قرب الشاطئ فغفلت على أحد المقاعد. وعندما صحوت، تصورت أنني وافد إلى هذه الدنيا لأول مرة. كان عقلي فارغاً نقياً، وكان علي أن أتعلم كل شيء من البداية. الأحرى بي أن أعرف هذا من قبل، فلو أدركت سابقاً أنني لا أعرف شيئاً لاستطعت تجنب مشاكل كثيرة.

جميع الناس الناجحين بدؤوا من الصفر، إذ درسوا تجارب من أتى قبلهم، وأولئك تجارب الأجيال السابقة، وهكذا دواليك. أنا معجب حقاً بريتشارد برانسون.

إنه تلميذ نجيب ومثال ممتاز على العمل بموجب الخطة «استعد، سدد، ارم». يبتكر شيئاً جديداً فينطلق ثم ينظر إن كان قد أصاب الهدف؛ فإن أخطأه يبدأ بالعمل من جديد في اتجاه آخر. أحب قصة إنشاء Virgin Airlines. كان لديه خبرة سابقة في إنشاء Virgin Music. لاحظوا أن برانسون نفسه لم يعد له علاقة مع Virgin Music، بل أنني لا أعرف إن بقيت هذه الماركة موجودة في أيامنا. بقي لديه شركة الطيران فقط. في البداية كان هناك فشل مع الطائرة فيئس الجميع عدا برانسون الذي وجد طيارة مناسبة لكنه لم يكن يملك المال.

من المفيد أحياناً أن تتصور أن جميع العقبات قد زالت. اسأل نفسك: «لو لم أكن مضطراً للتفكير في النقود، فهل كنت انطلقت إلى هذه الرحلة؟» أسمي هذه الفكرة بأسلوب الطرح: اطرح من المعادلة العقبات التي تحول دون تحقيق فكرتك تجد فجأة أنك اكتشفت عدداً من الخيارات الجديدة.

إذن، قبل كل شيء دبر برانسون استئجار طائرة خاصة، مع أن عقبة غياب النقد ظلت قائمة، وأعلن عن السعر: «رحلة إلى بورتو ريكو مقابل 29 دولاراً» فوجد حشوداً من الراغبين بها، وهكذا تأكدت صحة الفكرة. وصار هذا الآن عمله الأساسي، وقيمته مليارات الدولارات.

فيما يلي عشرة اقتباسات من برانسون، وهي في رأيي الأهم.

1. «اسمع أكثر وتكلم أقل. لن تتعلم الكثير إن استمعت إلى نفسك فقط».

2. «لا تقعد وأنت تقوم بعملك بصمت. ابتكر تحسيناً ما واطرحه على الجميع. لا تخف، فهناك دائماً مجال للمضي قدماً».

لا يقترح برانسون إنشاء شركة جديدة فوراً، فالإبداع ممكن في كل الظروف، وهو مجزٍ. أصبح أول موظف في Google صاحب مليارات، مع أن أحداً لا يعرف اسمه (إنه كريغ سيلفرستاين). كان عاملاً مأجوراً، إلا أن ذلك لم يمنعه من النمو.

3. «العمر لا يهم إذا كان حولك أناس تحبهم وتقوم بعمل تؤمن به».

أتفق معه، فكل واحد لديه عمل يحبه وأناس يحبهم، وهذه هي البيئة المناسبة للإبداع. كان عمر هنري فورد 45 سنة حين أسس شركته الثالثة للسيارات واخترع سلسلة التجميع، بعد أن تخلص من جميع من حاول عرقلة عمله في شركتيه السابقتين.

وكان الكولونيل ساندرز عمره 65 سنة عندما أسس Kentucky Fried Chicken، وكانت لورا إنغلز وايلدر في الخامسة والستين عندما كتبت أول كتاب لها، وهو «بيت صغير في الغابات الكبيرة»، والذي كان بدايةً لسلسلة كتب طويلة. قبل ذلك خسرت إنغلز وايلدر كل شيء أثناء الكساد الكبير، ولكنها كانت وسط أناس يشجعونها، فبدأت التأليف لكسب الرزق.

4. «إن ما أعرفه ليس إلا نقطة من مستو لا تراها العين المجردة. المعارف المشتركة للبشرية هي دائرة صغيرة ضمن دائرة ضخمة، وهذه الدائرة الضخمة هي كل ما ستتعلمه البشرية يوماً. نتعلم كل يوم أشياء جديدة عن الكون، ويجب الاطلاع على المعارف الجديدة كيلا تتخلف».

سألني أحدهم منذ أيام إن كنت مؤمناً بالله. ليس لدي جواب. هناك الكثير مما نجهله، فدماغنا صغير جداً.

5. «لكي تكون رجل أعمال حقيقي، عليك أن تسير إلى الأمام باستمرار، فحالما توقفت سبقك منافسوك».

أحب أن أضيف تعديلاً طفيفاً إلى هذا الاقتباس، إذ أعتقد أنه ينطبق على الإنسان عموماً ولا يقتصر على رجال الأعمال: فنحن نعيش ونسعى إلى النجاح كبشر، بصرف النظر عن المهنة أو المنصب، فهما يمكن أن يتغيرا كل يوم. يستمر تأسيس الشخصية طوال العمر ابتداءً من الولادة.

6. «ليس هناك أناس مملون، فكل واحد لديه قصة أو فكرة تستحق الانتباه. أغلبنا يفضل أن يبقى أثناء السفر مسمراً بصره في شاشة هاتف أو كمبيوتر محمول فتفوتنا فرص التعرف على شيء جديد والحصول على أفكار من النبع الذي لا ينضب – رفاق السفر».

كل يوم يخفي قصة ما، فإذا تعلمت كيف تكتشف هذه القصص سيعود عليك ذلك بالنفع. طبعاً، ليس نفعاً مالياً، إنما من نوع آخر.

7. «يسهل ابتداع الأسباب لتبرير التقاعس عن عمل أي شيء؛ ولكن إذا صممت وقررت الابتداء، سيأتيك عون من حيث لا تحتسب. في كل الأحوال، لن تناضل بمفردك».

نحن نعيش في عالم العلاقات، وتتهدم العراقيل القديمة (الحواجز التي أنشأها الدين أو النزعة القومية أو الانغلاق المؤسساتي). في عصرنا يمكن أن تؤدي تغريدة واحدة إلى ثورة. هناك مليون طريقة لتطلب المساعدة ومليون إنسان مستعدين لمساعدتك. لكن طلب المساعدة صعب، فنحن نخشى الرفض، نخشى أن طلب المساعدة سيبدو كتعبير عن الضعف، نخشى أن نزعج أحداً بطلبنا. أرفق طلب المساعدة بعرض المساعدة من جانبك تجد أن العقبات تنهار أمامك واحدة تلو الأخرى، وهنا نعود مرة أخرى إلى برانسون وفكرة «الطرح» التي قادته من نجاح إلى نجاح.

8. «عندما نتحدث عن المخاطرة، فغالباً ما ننظر إليها على أنها ظاهرة سلبية، رغم أنها بالدرجة الأولى توصيف للإمكانيات المتاحة. ثق بنفسك واصعد إلى القمة. مهما كان الموضوع، سواء الحصول على شهادة تعليم جديدة لتغيير العمل أم الابتداء بمشروع شخصي مستقل، فلن تعرف أبداً إن كان ممكن التحقيق إذا لم تجرب أن تحققه».

وهذا مثال آخر، كيف استطاع برانسون الحصول على العديد من الأفكار الجديدة باستعمال «الطرح». مثلاً، عندما يقول أحدهم: «لو كنت أجيد البرمجة لاستطعت أن أنجز كذا». تصور أنك تعرف البرمجة، «اطرح» هذه العقبة؛ فما هي الأفكار التي تريد تحقيقها الآن؟ يمكن «طرح» العقبة في كل الظروف، سواء كان الأمر هو طائرة إلى بورتو ريكو أم الابتداء بالعمل من الصفر. عندما حصلت على أول عمل كان منصبي اسمه «مساعد المبرمج المحلل»، ولم يكن لدي أي نقود في البنك. وقد قبلت بهذا العمل كي أنتقل إلى نيويورك وأبدأ بتشكيل العلاقات، وعملت هناك ثلاث سنوات، وخلال نصف هذه الفترة كنت أبني شركتي الأولى وبقيت طوال الوقت خائفاً أن أصحاب عملي الأساسي سيكتشفون أنني أعمل في مكان آخر أيضاً. ولكني أدركت يومها أن هذه العقبات التي تكاد لا تقهر هي مصدر الإمكانيات. عندما يعتقد الناس أن المشكلة غير قابلة للحل يعتقدون أن لا قيمة لها، أما الناجحون فيشترون الأفكار بأسعار رخصية ثم يحققونها فيبيعونها بأسعار غالية. اسأل نفسك: «ولم لا أحاول أن أفعل مثلهم؟» فأجيبكم باقتباس من برانسون:

9. «كنت دائماً أحب الناس الحالمين، ليس من يجترّون الفكرة نفسها "ماذا لو" بل من ينظرون إلى السماء ويفكرون: "لماذا لا أحاول الوصول إلى القمر؟"».

ربما يتحدث عن القمر بالمعنى المجازي، أي أنها مجرد كناية، أليس كذلك؟ لننظر إذن. عندما كان برانسون مراهقاً وبدأ بإصدار أول مجلة عن الموسيقا لم يكن يفكر عن القمر. من يعلم؟ ولكن الآن يستثمر أمواله في مجلة Virgin Galactic، المجلة التي بدأ بإصدارها منذ سنوات طويلة (رغم أنه مصاب بعسر قراءة وخيم) تحولت الآن إلى شركة تعمل بجدية على إطلاق سفينة إلى القمر. ولم لا؟

10. «نستطيع تحقيق الكثير معاً: المنتجات والخدمات والأعمال والأفكار والسياسة. نحن سلطة جديدة، نستطيع جميعنا التأثير في العالم المحيط. لنعمل إذن».

يكتب الناس لي أحياناً قائلين أن «ليس الكل لديه موهبة لريادة الأعمال، ويحب البعض أن يبقى موظفاً مستخدماً». هذا واضح، ولا ضير في ذلك. المهم ما الذي تحصل عليه من وظيفتك. لقد عملتُ أكثر من مرة موظفاً مستخدماً، ويجب أن ندرك أن ذلك لا يمنع من ابتداع الجديد وخلق أفكار جديدة. في الواقع، الموظف المستخدم لديه حرية تصرف أكثر من رائد الأعمال، ففي الشركة الإمكانيات أكثر بكثير. درست في الدراسات العليا مع أسترو تيلر الذي يعمل في Google في شعبة المشاريع الخاصة المسماة GoogleX. إنه موظف في Google. عرضوا عليه أن «يحلم» في Google، وبدأت هذه الشركة الآن، وهي شركة برمجيات، بصناعة سيارة بدون سائق. يبدو أن هذا مستحيل: سيارة بدون سائق، ولكن هنا تكمن الفرصة العظيمة. أستيقظ كل يوم وأبداً صراعي اليومي مع العقبات، وعادةً لا تتعلق هذه العقبات بقطاع الأعمال، إنما بعوائق انفعالية، كالمخاوف والبشر والأفكار والآمال... إنها الحياة، تيار من المخاوف والعقبات.

من المؤسف أنني تأخرت بينما انتبهت إلى الكثير من الناس الذين يمكن التعلم منهم، بما فيهم ريتشارد برانسون. ولم يكن ينقصني إلا القليل: أن أعترف بأنني لا أعرف شيئاً.

المصدر: Quora

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق