بعض أساليب التحقق من الأخبار التي ستساعدك على أن تميز الحقيقة عن الكذب.
يمكن أن تترتب نتائج واقعية على حيل وسائل الإعلام. أعلنت الشرطة أن شخص ما مسلح أصر على أنه "يتحرى شخصيا" نظرية ما تتعلق بالمؤامرة قدم إلى واشنطن ودخل إلى مطعم وقام بإطلاق النار يوم الأحد.
فالأخبار المزيفة يمكن أن تتحول إلى مشكلة حقيقية.
القصص المثيرة كثيرا ما تلفت الانتباه، على سبيل المثال عنوان "بابا الفاتيكان أيد دونالد ترامب في الانتخابات في ديسمبر"، وتقريبا كل العناوين على موقع American News التي تعرض أخبارا مزيفة وعناوينا أخذت من النص وتغير معناها. عندما يظهر على موقع DC Gazette خبر عن موت عائلة كلينتون سرعان ما ينتشر وهناك من يصدق هذه الأكاذيب. نكرر مرة أخرى: هذا كله كذب.
الحيولة دون انتشار أخبار كاذبة ليست مسؤولية وسائل الإعلام فقط. على المستخدمين أن يتأكدوا من صحة الأخبار التي قرؤوها للتو. جمعنا هنا عدة أساليب ستساعدك على تمييز الكذب عن الحقيقة.
تكمن الفكرة في أن على الأشخاص أن يطوروا لديهم حس التحري. بين بحث جامعة ستانفورد مؤخرا الذي أجري حديثا أن قلائل هم من يعملون على هذا.
يقول سام واينبرغ، مدرس التاريخ في جامعة ستانفورد والمشارك في البحث، أن المستهلكون يجب أن يتعلموا قراءة الأخبار بتحري. ماذا يعني هذا؟
يقول أليكسوس مانتازارليس، مدير الشبكة العالمية لتحري الأخبار في جامعة بيونتيرسك لدراسة وسائل الإعلام أنهم يدرسون صحة كل خبر بناء على نظام معين.
يشرح: "في البداية يجب أن تحدد الحقيقة التي يمكن أن تتحري عنها بوسائل موضوعية، ثم أن تجد أفضل مصدر لمقارنة المعلومات التي تهمك. في النتيجة إما أن تؤكد أو لا تؤكد الحقيقة المذكورة وتعيد صباغة الخبر بالمعلومات الجديدة التي حصلت عليها".
هذا ما يقوم به الخبراء لكن هناك عدة أساليب يمكن للأشخاص العاديين استخدامها لكي يسرعوا في التحقق من المعلومات.
عندما انتبهت ميليسا زيمدارس من جامعة ميريماكس في أندوفر الشمالي في ولاية ماساتشوستس أن طلابها يذكرون مصادر مشكوك لها، كتبت كتابا عن صحة اختيار المصادر، كما أنها وضعت قائمة مواقع إلكترونية عادة ما تقوم بنشر أخبار كاذبة.
هذه بعض أسهل أساليب التحقق التي يجب أن يستخدمها كل من يقرأ الأخبار.
انتبه إلى نطاق الإنترنت والـURL
وكالات الأخبار الرسمية والمواقع الكبيرة عادة ما تملك نطاقات خاصة بها وعلى الأغلب تنشر أخبار "متوازنة". لكن إذا رأيت في العنوان .com.co هذا يعني أنه يجب عليك أن تحقق من مدى مصداقية هذا الموقع حتى لو كان تصميمه جيدا وتبدو علامته التجارية مألوفة. على سبيل المثال abcnews.com مصدر موثوق للأخبار بينما abcnews.com.co ليس كذلك على الرغم من تشابههما.
اقرأ قسم "من نحن"
أغلب المواقع ستذكر في هذا القسم وكالات الأخبار التي تتعاون معها ومن يملك الموقع وما هو هدفه وما هي السياسة التي يتبعها. عادة يكتب هذا بكلام واضح وبسيط. إذا شعرت بأن هناك نبرة افتخار أو مأساة فيجب أن تتحقق من الأمر. كما بإمكانك أن تجد المعلومات عن مالكي الموقع بسهولة من خلال Google.
انتبه إلى الاقتباسات
أغلب المقالات تعتمد على الأخبار من عدة مصادر. قد تكون هذه المصادر هي المختصون من القطاع المطلوب أو المحللون. في حال كان الموضوع جدالي سيحوي المقال عادة على الكثير من الاقتباسات. اقرأ ما يقوله العلماء عن البحث، ومن الأفضل أن تقرأ النتائج المنشورة.
تحقق من صحة المقولة
عندما تجد اقتباسات تحقق من القائل. انظر في مدى تخصص هذا المصدر والمعلومات التي يحويها Google حوله. على سبيل المثال تقرأ عن نية الرئيس أوباما بمنع حمل السلاح، ثم يتبع الخير باقتباس لما قاله. باراك أوباما رئيس وعادة ما توثق كل تصريحاته. ابحث في Google عن هذه الاقتباسات. انتبه للموضوع الذي تكلم فيه وإلى من وجه حديثه. حتى لو كان هذا في لقاء حصري، سيستخدم ذات الاقتباس في أخبار أخرى بالرجوع إلى المصدر الأول.
اقرأ التعليقات
العديد من الأخبار الكاذبة تظهر في الشبكات الاجتماعية. طبعا على العناوين أن تكون مكتوبة بطريقة تجذب انتباه القارئ لكن يجب أيضا أن تعكس معنى الموضوع في المقال ذاته. للأسف يقل هذا مؤخرا.
عادة ما تكتب العناوين بطريقة مبالغ فيها فتشير إلى الموضوع بطريقة خاطئة وفي النهاية لا تطابق أبدا المعلومات التي كتبت في الخبر، بل وقد تكون كذبا أحيانا. هذه الأخبار عادة ما تحصل على العديد من التعليقات في Facebook و Twitter. إذا كانت أغلبية المستخدمين تشير إلى أن هذا الخبر كاذب فهو على الأغلب كذلك.
ابحث عن الصورة في Google
الصورة يجب أن تعكس معنى ما يحدث. لكن هذا قليلا ما يحدث. في حال لم يزر الصحفيون مكان الحدث أو لا يبحثون عن رأي مختص لهذه المسألة أو تلك فهم على الأغلب لا يملكون صورا خاصة بهم. العب دور المحقق وابحث عن الصورة في Google. اضغط بزر الفأرة اليمين على الصورة واختر "اعثر على الصورة في Google". في حال كانت هذه الصورة تظهر في أخبار أخرى بتواريخ مختلفة فهي على الأغلب لا تطابق الواقع.
هذه بعض الأساليب فقط التي ستساعدك على التمييز بين الزيف والحقيقة. يضم كتاب زيمدارس أكثر بكثير.
في حال التزمت بهذه الأساليب فستساعد على تقليل انتشار الأكاذيب.
كما أنك لست وحيدا في صراعك. الشركات التي تمول المواقع التي تنشر الأكاذيب تبحث عن وسائل أيضا لحل المشكلة من جهتها. لكنها أيضا يجب أن تراقب الالتزام بحرية نشر الأخبار. مسألة صعبة لكن الجميع يعمل على حلها. في النهاية من المهم أن تبدأ من نفسك. كل مستهلكا واعيا للأخبار.