سنروي لكم كيف استطاع لاعب كريكت من الهند أن يصبح رئيس الإمبراطورية التكنولوجية.
حين تولى ساتيا ناديلا رئاسة مايكروسوفت في فبراير 2014، بدأت الشركة بخسارة شعبيتها بسرعة.
نسخة Windows 8 كانت فاشلة. وبدأ الصراع على السلطة وراء الكواليس. أما الزبائن والمطورون فبدأوا بفقدان إيمانهم بالشركة.
لكن كل شيء تغير.
اليوم مايكروسوفت شركة جديدة كلياً. إنها تبيع البرامج والخدمات لأية أجهزة. المستثمرون الذين كانوا يشكون بنجاح الشركة آمنوا بحقيقة التغييرات.
مايكروسوفت اليوم مازال عليها فعل الكثير. أما الآن لنرى سوية كيف تمر حياة وعمل ساتيا ناديلا، المدير العام الذي جعل التغيير ممكناً.
ولد ساتيا ناديلا في حيدر أباد، الهند، عام 1967. أبوه كان موظفاً في الحكومة، أما أمه فكانت تتعلم اللغة الهندية القديمة الفصحى والسنسكريتية.
منذ نعومة أظفاره حلم ماديلا أن يصبح لاعب كريكت محترف، وكان يلعبها في المدرسة. لكن مع الوقت فهم أن شغفه بالعلوم والتكنولوجيا يفوق موهبته الرياضية.
حصل على شهادة مهندس كهرباء عام 1988 من جامعة مانيبال التقنية. قال يوماً: "كنت أعرف أني أريد أن أبني شيئاً".
لكن في ذلك الوقت لم يكن في جامعته برنامجاً لعلوم الكمبيوتر، لذلك ذهب ناديلا إلى الولايات المتحدة ودخل جامعة ويسكونسن-ميلوكي، التي تخرج منها عام 1990.
ثم بدأ العمل في Sun Microsystems، الشركة الأسطورية من وادي السيليكون، والتي كانت تعمل بمجال صناعة المخدمات.
انتقل إلى مايكروسوفت عام 1992، في ذلك الوقت كان بيل غيتس يترأس الشركة، أما نظام ويندوز فقط بدأ للتو مشواره للسيطرة على العالم.
ناديلا كان أحد المهاجرين الهنود الذين كانوا يعملون في الشركة. أول مشاريعه كان التلفزيون التفاعلي ونظام Windows NT.
في أوائل مراحل عمله، كان ناديلا يذهل زملائه ورؤسائه بسفراته المستمرة من سكنه في ريدموند إلى ولاية واشنطن، إلى مدرسة إدارة الأعمال الحاملة اسم بوت، التابعة لجامعة شيكاغو، حيث كان يعمل على الحصول على درجة الماجيستر. وفي عام 1997 حصل على هذه الدرجة.
عام 1999 حصل نادلا على أول منصب إداري بصفة نائب رئيس Microsoft bCentral، مجموعة خدمات للشركات الصغيرة، والتي تضمنت استضافة مواقع وبريد الكتروني.
عام 2000 ترأس ستيف بالمر مايكروسوفت.
في السنة التالية تم ترفيع ناديلا إلى نائب رئيس Microsoft Business Solutions. المجموعة التي تأسست بعد عدة مقتنيات من بينها Great Plains (شركة متخصصة ببرامج المحاسبة للأعمال الصغيرة)، كما كانت المجموعة مسؤولة عن نظام سحابي لإدارة العلاقات مع الزبائن CRM-- المنافس الرئيسي لحلول من شركة Salesforce. بالمحصلة تم إعادة تسمية هذه البرامج باسم Dynamics.
تابع ناديلا الصعود على السلم الوظيفي ليصبح عام 2007 نائب رئيس Microsoft Online Services. بكلمات أخرى كان يتحكم بعمل محرك بحث Bing، النسخ السحابية الأولى من البرامج المكتبية Microsoft Office وخدمة Xbox Live.
في فبراير عام 2011 حصل ناديلا على ترفيع جديد وترأس قسم المخدمات والخدمات. كان القسم مسؤول عن الخدمات لقطاع الأعمال الأكثر ربحية، مثل نظام تشغيل Windows Server وقواعد بيانات SQL Server، كما شارك بإحدى أهم مغامرات بالمر المنصة السحابية Microsoft Azure.
حين ترأس ناديلا قسم المخدمات والخدمات، كان ربح 16.6 مليار دولار. بحلول عام 2013 ارتفعت الأرباح إلى 20.3 مليار.
إلى هذه اللحظة واجهت الشركة عدة مشاكل كبيرة. نظام Windows 8 كان فاشلاً، iPhone وAndroid سبقتا Microsoft بكثير. أما محرك بحث Bing فشل في منافسة غوغل. وبالطبع لام المستثمرون المدير العام.
في أغسطس 2013 أعلن بالمر عن استقالته، وبعد ذلك بدأت مايكروسوفت بالبحث عن مدير جديد. عذا الآخرين، كانت اللجنة المختصة تنظر إلى بالمر نفسه وبيل غيتس.
في فبراير 2014 وبعد موجة من الإشاعات تم الإعلان عن ترأس ساتيا ناديلا للشركة. ووافق كل من بالمر وغيتس على ذلك.
حتى يقبل ناديلا بالعرض، قام مجلس الإدارة بتحديد راتب للمدير الجديد بقيمة 84 مليار دولار.
بعد أن استلم مهامه، قام ناديلا بإرسال رسالة للموظفين.
“عمري 46 سنة وأنا متزوج منذ 22 عام ولدي 3 أولاد. الكثير مما أفعله وطريقة تفكيري نابع عن العائلة وخبرتي الحياتية. من يعرفني يقول أن أكثر ما يميزني هو الفضول وحب التعلم. أنا اشتري كتباً أكثر مما أستطيع أن أقرأ. أسجل في دورات تعليمية على الانترنت أكثر مما باستطاعتي أن أنهي. أنا أؤمن: إن توقفتم عن التعلم، ستتوقف عن صنع شيء جديد ومفيد. لذلك أنا أتعلق بالعائلة، الفضول وشغف العلم".
كما وصف ناديلا الكود البرمجي بالشعر
“أنتم تحاولون أن تأخذوا شيئاً وصف في صفحات من النثر وتحويله إلى عدة سطور من الشعر، محافظين على المغزى ورامين كل شيء لا داعي له. الكود المثالي يشبه الشعر".