يروي بعض من أنجح رجال أعمال عصرنا عن الخبرة الأهم التي اكتسبوها في مطلع مسيرتهم.
يأتي في حياة كل شخص وقت للتفكير عن مكانه في الدنيا. غالباً ما يحدث هذا في عمر حوالي 20 سنة. لا مفر من الأخطاء، ولكن الناجحين يستخلصون منها الفائدة القصوى ويستمرون في المسير نحو هدفهم. إليكم 15 رجل أعمال ناجحاً تحققوا من ذلك من خلال تجربتهم الشخصية.
مارك كيوبان، مستثمر، مالك فريق كرة السلة «دالاس مافريكس»: «جميع التقييدات يفرضها الشخص على نفسه بنفسه».
عقد مارك كيوبان أكبر صفقة في حياته في سنة 1999 عندما باع شركته Broadcast.com مقابل حصة أسهم Yahoo التي كان سعرها آنذاك 5.7 مليار دولار.
قام كيوبان بعد أن تجاوز العشرين من العمر بتطوير الثقة التامة في نفسه، وهي التي ساعدته على النجاح. أدرك أن المرء «يستطيع مع الزمن وببذل الجهد الكافي أن يتمكن من أي تكنولوجيا جديدة» بشرط ألا يرحم نفسه ولا يتكاسل ويجبر نفسه على العمل.
نيل بلومنتال وديف غيلبوا، مؤسسا شبكة صالونات البصريات Warby Parker: «لا يجب البحث عن طريق المقاومة الدنيا»
الشركة تنتج وتبيع النظارات الأنيقة بأسعار معقولة. تأسست الشركة في سنة 2010 على يد نيل بلومنتال وديف غيلبوا وأندرو هنت وجيفري رايدر، وفي يونيو 2014 باعت النظارة المليون. تقوم الشركة بتوسيع شبكة صالونات البصريات وتطور التجارة الإلكترونية التي جلبت لها كل هذا النجاح.
يقول بلومنتال وغيلبوا أنهم حققوا هذه النتائج بفضل إدراكهم لأهمية كل قرار في كل مرحلة من مراحل التطوير.
«مهما كان مجال عملك، عليك بذل كل ما في وسعك، ولا سيما في بداية الطريق. مهما كان حجم المهام عليك أن تسعى دائماً إلى الكمال».
جيسي غولدنبرغ، مؤسسة شبكة متاجر الملابس المتنقلة Nomad: «أحياناً عليك أن تجازف مجازفات كبرى»
تخرجت جيسي غولدنبرغ في سنة 2010 من دورة مرموقة في فن السينما في جامعة نيويورك ووجدت عملاً في قناة CBS. قد يبدو أن مسيرتها المهنية القادمة باتت بديهية، ولكن كان لديها حلم بافتتاح محل ملابس راقية. لم يكن لديها موارد مالية ولا تاريخ ائتماني، لذا اقترضت بادئ الأمر مبلغاً صغيراً من المال وافتتحت أبواب شاحنة سمتها Nomad، بمعنى «الرحال».
ظهرت Nomad في شوارع نيويورك في سنة 2013، واسترجعت تكاليفها بنهاية السنة، ومنذ ذلك الحين نجحت جيسي غولدنبرغ في زيادة رواج Nomad وأرباحه.
«أدركت أن العمر بعد العشرين هو عمر المجازفة، وتثبت تجربتي أن هذا صحيح: إن كان لديك حلم، فيمكن تحقيقه. عندما تكون في العشرينات من عمرك ولا تقع على عاتقك مسؤولية إعالة الآخرين، فهو الوقت المناسب للوثبة نحو النجاح».
آري فاينزوايغ، أحد مؤسسي شبكة المطاعم Zingerman’s ومديرها العام: «لكي تنشئ مشروعاً عليك ببذل قصارى جهدك»
افتتح آري فاينزوايغ وبول ساغينو أول مطعم لهما في ميشيغان في سنة 1982، والآن لديهم عشرون مطعماً للذواقين وبلغت عائدات السنة الماضية 50 مليون دولار. طبق الشريكان مقاربة فريدة لإدارة المشروع أساسها اتخاذ القرارات بأسلوب جماعي من أجل التنمية المستدامة.
وصف فاينزوايغ في كتبه هذه الفلسفة بالتفصيل وشرح أسباب فعاليتها. لكنه يقول أن الفلسفة وحدها لا تكفي، فلكي تنجح في عملك يجب أن تعمل بجد ونشاط باستمرار.
«هناك أمور عديدة، وكلها في غاية الأهمية: الثبات والاستعداد للتعاون والسعي إلى الالتزام بالاتجاه الذي اخترته لنفسك والتحمل النفسي والبدني والموقف الإيجابي».
مليسا كاربونه، رئيسة الشركة الترفيهية Ten Thirty One Productions: «الأهم هو العزم»
سمع العالم عن مليسا كاربونه عندما اشترى مارك كيوبان 20٪ من أسهم شركتها Ten Thirty One Productions مقابل مليوني دولار في الموسم الخامس من البرنامج الاستثماري الترفيهي Shark Tank. وفي السنة الماضية بلغت عائدات الشركة 3 ملايين دولار، وضمن خططها في السنة الجارية طرح تسالي الرعب في أسواق سان فرانسيسكو ونيويورك وأطلنطا.
مليسا كاربونه متأكدة أنه لا يمكن أن يكون المرء رائداً إذا كان يتلكأ في اتخاذ القرارات أو يطلب المشورة باستمرار.
«فكر بنفسك واتخذ القرارات ببساطة. لا يمكن أن تكون قراراتك صائبة دائماً، إلا أن هذا أمر طبيعي. الأفضل أن تخطئ من أن تبقى في حيرة طوال الوقت. من يتخذ القرارات الصائبة بسرعة يحظى بثقة زملائه وشركائه، والأهم من ذلك، ثقة زبائنه».
سيلفي دي جوستو، مؤسسة Executive Image Consulting: «الموهبة والدراسة في جامعات مرموقة لا تضمن النجاح»
عملت سيلفي دي جوستو أكثر من 20 سنة في مجال إدارة العاملين، وفي سنة 2009 أسست Executive Image Consulting التي تتعامل مع مديري شركات مثل McKinsey وBMW وThomas Cook. هدف الشركة مساعدة المديرين في الظهور على أكمل وجه.
كانت بداية مسيرتها المهنية عسيرة:
«عملت حتى عمر الثلاثين في الشركات وأتذكر جيداً العمل الليلي وأثناء العطل. حققت النجاح بالعرق والدم والمثابرة والاستعداد لبذل أقصى الجهود. لا يأتي النجاح أبداً تلقائياً».
شين شو، الكاتب ومؤسس موقع Contently: «إذا أردت التميز فلا تلتفت إلى الآخرين»
موقع Contently عبارة عن منصة أنشئت في سنة 2010 يستطيع الكتاب المستقلون بواسطتها كتابة نصوص من أجل شركات من مستوى Coca Cola أو General Motors. نشر مؤسسها شين شو مؤخراً كتاباً بعنوان Smartcuts («حيل النجاح»).
بعد العشرين من عمره كان شين شو ينشئ مشروعه ويتعاون مع غيره من رجال الأعمال. ويرى أنه «عندما تعمل شيئاً كما كان يعمله الآخرون دائماً، فذلك علامة على أنك مجرد شخص عادي».
«إن أنجح رجال الأعمال والفنانين والعاملين وغيرهم إنما هم هؤلاء من لا يقلدون غيرهم بل يخترعون شيئاً أفضل منهم».
منى بيجور، مؤسسة المتجر الراقي Joor: «لا مفر من العمل الجاد»
أسست منى بيجور في سنة 2010Joor، متجر الجملة الإلكتروني الذي يعمل مع المتاجر الراقية في كل أنحاء العالم. مقره الرئيسي في نيويورك وله فرعان في لوس أنجيلوس وميلانو.
بعد أن حصلت منى على درجة МВА في مدرسة الأعمال في وورتون عملت فترة في مجال الاستشارات، ثم توجهت إلى مجال الملابس الراقية.
«تتغير أخلاقيات الأعمال، ففي الوعي الاجتماعي صارت الصحة والمعافاة أهم من الاستعداد للعمل في الليالي وبلا عطل. ولكن مهارتي في العمل بكامل قواي كثيراً ما ساعدتني في مرحلة تأسيس شركتي».
جون ليفي، مؤسس Influencers: «العلاقات الشخصية في غاية الأهمية»
جون ليفي مستشار مستقل في مجال التسويق، إلا أنه اشتهر أكثر بصفته مؤسس Influencers. تم تأسيس هذه الشبكة الاجتماعية خارج الإنترنت في سنة 2009، وتشمل الآن أكثر من 400 مشارك. يدعو جون ليفي إلى العشاء في شقته الضخمة في نيويورك كل أسبوعين أشخاصاً مشهورين، من أبطال الألعاب الأولمبية إلى أصحاب جائزة نوبل. يقدم الضيوف عروضاً، وبالنسبة لبعضهم تقديم العروض مهارة مهنية، مثل بيل نايل مقدم برامج التلفزيون العلمية.
لاحظ جون ليفي خلال تقدمه في مسيرته المهنية أن أعماله تنجح أكثر كلما ازداد عدد المشاهير من مختلف المجالات في جواره، فأدرك أهمية العلاقات الاجتماعية المتينة. ويرى جون أن أفضل تحليل لأهمية العلاقات الاجتماعية موجود في كتاب نيكولاس خريستاكيس وجيمس فاولر بعنوان «العلاقات: القوة المدهشة للشبكات الاجتماعية».
«الناس الذين يحيطون بك يؤثرون تأثيراً مباشراً على نجاحك أو فشلك. العلاقات الاجتماعية تؤثر على كل شيء، ابتداء من ممارستك للرياضة وأسلوب لباسك وانتهاء بدخلك وآرائك. فإذا أردت أن تعيش حياة سعيدة وممتلئة عليك ببناء العلاقات مع الناس الأخيار الذين تحترمهم والابتعاد عن معاشرة من يؤثرون عليك سلباً».
كريستينا روت، رئيسة Matisia Consultants: «حافظ على هدوئك»
أسست كريستينا روت شركة Matisia Consultants في سنة 2006، وتعمل مع عدد من الشركات المدرجة في قائمة Fortune 100، وتجاوزت عائداتها السنة الماضية 60 مليون دولار. المقر الرئيسي في سياتل، وافتتح مؤخراً فرع في لوس أنجيلوس، وهناك خطة للخروج إلى سوق سان فرانسيسكو.
تقول كريستينا روت أنها في شبابها كانت تسعى لتحقيق جميع أهدافها في أسرع وقت، ولكن النتائج كثيراً ما كانت عكس ما تريد.
«بعد العشرين أدركت مبدأ العمل من أجل المستقبل، كما أدركت أهمية اتخاذ القرارات الهامة بالنسبة للمستقبل في الوقت المناسب».
ويل بيرسون، أحد مؤسسي المنشور الفكاهي Mental Floss ورئيسه: «شارك الناس أفضل أفكارك»
أنشأ ويل بيرسون ومانغيش هاتيكودور في سنة 2010 عندما كانا طالبي جامعة مجلة Mental Floss التي تروي بأسلوب فكاهي عن الوقائع التاريخية والحقائق الشيقة الأخرى. وفي سنة 2011 باعا حصتهما في المشروع إلى شركة Denis Publishing، وينويان زيادة رواج المنشور والمنصة المربحة للتجارة الإلكترونية.
أدرك ويل بيرسون من زمان أنه لا يمكن التنبؤ بالحظ والتوفيق، ولذا يجب مشاركة الأفكار مع أكبر عدد ممكن من الناس.
«في بداية مشوارنا التقينا برئيس أحد أكبر دور النشر في العالم وكان حديثنا مثمراً. ومساء اليوم نفسه كنا نتعشى مع صديقة أسرتنا، وهي ربة منزل، وندردش عن العمل وخطط المستقبل. من المدهش أنك تجد الناس مستعدين لمساعدتك إلى أبعد الحدود، فقد عرّفتنا على أحد أصدقائها المقربين، وهو مدير عام لدار نشر أخرى».
بيت دواين، مؤسسة شركة التريكو الخيرية Raintees: «يجب أن توظف عاملين يعرفون أكثر منك»
تقوم شركة التريكو Rainteesالتي أسستها بيت دواين منذ سنة 2008 بغرس شجرة في الغابات الاستوائية الواقعة تحت خطر الزوال مقابل كل قميص تبيعه وتهدي الأدوات المدرسية للأطفال من عائلات فقيرة مقابل كل حقيبة تبيعها. تتعاون الشركة مع المنظمات الخيرية في أكثر من 20 بلداً في العالم.
أدركت بيت دواين في شبابها أن رجل الأعمال الناجح يجب ألا يشتت انتباهه بين تفاصيل غير ضرورية، بل عليه إنشاء فريق عمل ممتاز.
«لكي تحقق قدراتك الكامنة بالكامل يجب أن تحيط نفسك بأشخاص يجعلونك تسعى إلى الكمال، أي الناس الذين سيكونون أقوى منك إذا أصابك ضعف، والذين يعملون بجد واجتهاد مثلك».
كيت ماكينون، مؤسسة الشركتين التربويتين Prepwise وPrepwise Games: «الرائد يشعر أحياناً أنه وحيد»
كانت كيت ماكينون تعمل فترة طويلة في مجال الاستشارات، ثم توجهت إلى مجال تقانات التعليم، فصارت في سنة 2008 معلمة في شركة Manhattan GMAT. وفي سنة 2012 أنشأت شركتها الخاصة Prepwiseالتي تساعد الطلاب على التحضير لامتحانات SAT وGMAT.
أدركت كيت ماكينون في بداية مسيرتها المهنية أنك لا تستطيع أن تفعل الكثير إذا كنت أكثر نشاطاً ومثابرة من أعضاء الفريق الآخرين، وهذا ما دعاها إلى إنشاء مشروعها الخاص.
«يكتفي الكثيرون بتنفيذ الأعمال الموكلة إليهم ولا يفكرون كثيراً فيما يجب فعله للانتقال إلى المستوى الأعلى. ومن المهم جداً أخذ هذا في الحسبان عند تشكيل الفريق: أغلب العاملين لن يكونوا مثلك. إذا كنت متوجهاً لتوسيع المشروع يجب عليك تقييم الموارد البشرية تقييماً واقعياً، لأن فهم العاملين للمبادرة سيختلف عن فهمك أنت».
بن كاسنوتشا، الكاتب ومؤسس شركة التكنولوجيا Comcate: «من المهم أن تحيط نفسك بأناس يجبرونك على السعي إلى الكمال»
أنشأ بن كاسنوتشا بعد أن تجاوز العشرين من العمر عدداً من شركات التقانات العالية، والأهم من ذلك أنه تعرف على الملياردير رايد هوفمان، أحد مؤسسي ومدير مجلس إدارة LinkedIn. أصبح بن كاسنوتشا «رئيس أركان» هوفمان وشارك في إدارة المشاريع الأساسية في LinkedIn وشركة هوفمان الاستثمارية Greylock، وألفا معاً كتابين.
يقول بن كاسنوتشا أن أهم ما تعلمه عند رايد هوفمان هو «إنك الوسطي بين الأشخاص الخمسة الذين تقضي معهم أغلب وقتك. أنت ودائرتك الاجتماعية سيان».