17 عائقاً في الطريق إلى الثروة

لا يكفي أن تعرف ما الذي يجب فعله كي تنجح؛ يجب أن تدرك أيضاً ما الذي يجب ألا تفعله.

قضى الصحفي نابليون هيل 20 سنة في مراقبة الناس الناجحين والأثرياء مستلهماً قصة رجل الأعمال الأسطوري أندرو كارنيغي الذي حوّل بضعة سنتات إلى ثروة. وفي السنة 1937 أصدر كتابه الأكثر مبيعاً «فكِّر واصبح ثرياً».

وقد وصف في ذلك الكتاب 13 سراً من أسرار الثراء، كما ذكر 30 «سبباً رئيسياً للفشل» تعيق الكثيرين من تحقيق النجاح، ولا يزال 17 سبباً منها وثيقة الصلة بالواقع الحاضر.

حدد هدفك وتوجه إليه

يكتب هيل: «لن يحقق المرء النجاح بلا أن يكون لديه هدف يسعى إليه».

إذا كان هدفك هو الثراء فابدأ من تصوره. تصور كيف تدخر مبلغاً معيناً. ثم فكر في الخطة المالية وأين تستثمر الموارد المتوفرة.

من الضروري أن تكون أفضل من غيرك. يكتب هيل: «إن الإنسان الذي لا يبالي بتنمية نفسه ولا يسعى إلى التحسن لا أمل في نجاحه».

الثروة لا تأتي من الفراغ، بل يجب أن تسعى إليها بصبر ومثابرة. اترك سحر الفائدة المركبة يعمل: استثمر ادخاراتك. لا يحتاج هذا إلى الكثير من الوقت أو الجهد، فما عليك إلا أن تعقد العزيمة وتفعل ذلك.

طبِّق المهارات المكتسبة في الحياة الواقعية

التعليم العالي بحد ذاته لا يكفي لتصبح ثرياً، فالعلم هو قدرة كامنة لا فائدة منها حتى تبدأ بتنظيمه وتطبيقه. يؤكد هيل: «التعليم ليس المعلومات، إنما القدرة على تطبيقها بكفاءة في الحياة العملية. أنت لا تقبض أجراً مقابل معلوماتك، إنما مقابل قدرتك على استخدامها».

لا تتوقف أبداً عند أي مستوى وصلت إليه. جابه عقلك بتحديات جديدة وادرس أموراً جديدة. لهذا السبب بالذات الكثير من الناس الناجحين والأثرياء في الحاضر يقرؤون كثيراً عن قناعة.

تعلم السيطرة على نفسك

يكتب هيل: «السيطرة على النفس أساس الانضباط. يجب التخلص من العيوب. قبل أن تستطيع أن تسيطر على الآخرين عليك أن تتعلم السيطرة على نفسك. تغلَّبْ على نفسك، وإلا تغلب كسلك عليك».

صيغة الثراء الرئيسية: الإقلال من النفقات والإكثار من الادخار؛ والإقلال من النفقات، رغم بساطته، يحتاج إلى انضباط. إذا كنت تريد أن تصبح ثرياً يجب أن تسيطر على رغباتك.

جد وقتاً للتمارين البدنية

يكتب هيل: «لا يمكن تحقيق النجاح إن لم تكن في صحة جيدة». وليس صدفة أن الكثير من أصحاب الملايين يجدون وقتاً للرياضة رغم جدول أعمالهم الكثيف.

يتحول البدن بلا تمرين إلى موئل للعادات السيئة من إفراط في الطعام وأفكار سلبية وقلة الحركة. إن لم يكن لديك وقت حاول أن تتمرن في البيت.

يرى هيل أن المماطلة من أشيع أسباب الفشل: «أغلب الناس لا ينجحون في حياتهم لأنهم ينتظرون باستمرار "لحظة مناسبة". لا تنتظرها، فهي لن تأتي أبداً. توجه إلى الهدف واستفد من الموارد المتوفرة، ومع الزمن تكتشف إمكانيات جديدة».

إذا أردت أن تصبح ثرياً فابدأ اليوم. اقرأ كتاباً احترافياً حول تدبير الأموال الشخصية واسمع بودكاستات في الإنترنت وخطط ميزانيتك وافتح حساب استثمار.

لا تتوقف حتى تحصل على الضروري

يكتب هيل: «أغلبنا يبدأ أعمالاً جديدة بسهولة، ولكن يستصعب إتمامها. عندنا ميل إلى الاستسلام حالما نصادف أي مصاعب».

استمر أنجح الناس في السعي نحو هدفهم بعد الهزيمة. هذا ما قاله الملياردير مارك كيوبان في مقابلة مع Smart Business:

«لا يهم كم مرة أخفقت، فلكي تنتصر يجب أن تنجح ولو مرة واحدة. ارتكبت أخطاءً كثيرة، وأخفقت مراراً، لكني في كل مرة كنت أتعلم شيئاً جديداً».

يكتب هيل: «لن ينجح من ينفِّر الناس. النجاح يأتي عن طريق السلطة، والسلطة ترتكز على التعاون. من ينفر الآخرين لن يحصل أبداً على دعم منهم».

يجب أن تغلب الانفعالات الإيجابية على السلبية. تشير الدراسات المعاصرة أن الناس الإيجابيين السعداء يعملون أفضل ومطلوبون أكثر.

يكتب هيل: «يبين تحليل سلوك عدة مئات من أصحاب الملايين أن كل واحد منهم يتخذ القرارات فوراً».

ومن جهة أخرى، «الفقراء يتخذون القرارات ببطء شديد وكثيراً ما يغيرونها». والحزم ليس فقط من مميزات الأغنياء بل كذلك الصفة المميزة للقادة. ففي كل الأحوال، قرار سيء أفضل من عدم اتخاذ أي قرار.

لا تتزوج فقط لأن الوقت قد حان

يؤكد هيل أن هذا من أشيع أسباب الفشل: «العلاقات العائلية المتنافرة تؤثر على الصحة النفسية عاجلاً أو آجلاً، ومثل هذه العلاقات لن تؤدي سوى إلى الفشل وما يرافقه من فقر وبؤس وشقاء والقضاء على كل الطموحات».

وهناك دراسات تؤكد استنتاجات هيل، وقد بيّنت واحدة منها أن الزوجين المتحابين يكسبان أكثر.

الحذر الزائد يمكن أن يضرّ

يكتب هيل: «من لا يخاطر يضطر دائماً إلى اتباع الآخرين. إن الحذر الزائد لا يقل سوءاً عن غياب الحذر تماماً، ويجب تجنب كلا هذين الحدين. الحياة بطبيعتها فيها عنصر الصدفة».

فيما يتعلق بإدارة الأموال، قد يبدو مغرياً ترك جميع الموارد في الحسابات المصرفية لتجنب مخاطر انهيارات الأسواق المالية. ولكن لكي تكسب يجب أن تستثمر أموالك، والمقاربة العقلانية تترافق بمخاطر في حدها الأصغر. البداية الجيدة هي صناديق الاستثمار على أساس المؤشرات التي يوصي بها وورن بافيت وغيره من المستثمرين المشاهير.

ينصح هيل: «اختر رب عملك بحذر. يجب أن يكون إنساناً ناجحاً ومصدر إلهام لك».

لا تقتصر هذه النصيحة على رئيسك وزملائك، فمن المهم أن تحيط نفسك في كل مكان بأشخاص موهوبين وطموحين. يسمي هيل هذه العملية إنشاء «مركز دماغي».

نتشبه مع الزمن بمن نعاشرهم. ولهذا السبب تحديداً غالباً ما يصادق الناجحون بعضهم.

ابحث عن عمل تستمتع به

يكتب هيل: «لم ينجح أحد في عمل لا يحبه. أهم أمر في حياتك أن تجد شغلاً يفتنك». لا تتمسك بالعمل الذي ليس إلا مصدراً للكرب وعدم الرضا. في بعض الظروف يمكن أن يكون ترك العمل مفيداً جداً ويفتح أمامك آفاقاً جديدة.

إذا لم تكن تعرف كيف تخاطب رئيسك بطلب استقالة، فابحث في الإنترنت عن نصائح الناجحين.

ركز على الثروة ولا تسمح لأحد أن يلهيك

يكتب هيل: «نادراً ما يكون الشخص الموهوب خبيراً في مجال واحد محدد. ركز على الهدف الرئيسي، فالأحلام وحدها لن تساعدك على اكتساب الثروة. الطريق الوحيد إليها هو السعي الذي يكاد يصبح جنوناً والبحث عن السبل والوسائل والحركة المستمرة نحو الهدف دون حق ارتكاب الخطأ».

يكتب هيل: « لن يستطيع الإنسان أن يقود الآخرين وراءه بدون حماسة؛ وفضلاً عن ذلك، الحماسة تعدي، والإنسان المليء بالحماسة يصبح عادةً محبوباً في أي جماعة». لا يأتي النجاح تلقائياً، إذ يستخدم الأثرياء ولعهم وطاقتهم لإلهام الآخرين والمضي قدماً. قال الملياردير دونالد ترامب يوماً:

«بلا ولع لن يكون لديك طاقة، وبلا طاقة لن يكون لديك شيء. لن تجد في العالم أي شيء عظيم تم إنجازه بلا حماسة!»

يكتب هيل: «نادراً ما يصبح المنغلقون ناجحين». من الضروري التعاون مع الآخرين والإبداع واختراع الجديد باستمرار. طريقة تفكير الأغنياء تختلف عنها عند الناس العاديين.

يعطي جون ماكسويل في كتابه الأكثر مبيعاً «كيف يفكر الناجحون» توصيات لمن يريد أن يتعلم التفكير مثل الأغنياء. من أجل هذا يجب الالتقاء مع أشخاص لا يشبهونك وتقدير أفكارهم وممارسة هوايات مختلفة.

مارك كيوبان لا يحب الحمقى

ينبه هيل: «إنما تفوت الناس أفضل الفرص بسبب عدم قدرتهم على التواصل».

لا يكفي لإدارة الأعمال أن تكون لديك الخبرة والمهارات والاستراتيجية، بل تحتاج كذلك إلى فتنة. قال مارك كيوبان في هذا الموضوع بصراحة في مقالته في مجلة Entrepreneur: «لا أحد يحب التعامل مع الأغبياء. كن أكثر مراعاة للآخرين».