بالصور: مدن الصين الفارغة
5 أكتوبر 2017
توجد في الصين مئات من المدن التي تحتوي على كل ما يحتاجه نمط الحياة في المدينة المعاصرة كالمجمعات السكنية المتعددة الطوابق والكورنيشات المنظمة وناطحات السحاب وحتى الفن العام. كل شيء عدا عامل واحد أساسي ألا وهو السكان.
هذه المدن الغامضة والفارغة تقريباً هي جزء من المشروع الصيني الطويل التنفيذ لإعادة توطين 300 مليون من المواطنين الذين يقطنون في الوقت الراهن في المناطق الريفية. المناطق مثل كانباشي لحي أوردوس جاهزة للتوطين.
لقد انذهل المصور كاي كيميرير من هذه المناظر العمرانية فاتجه في عام 2015 إلى الصين من أجل دراستها وتوثيقها.
تصور سلسلته "المدن غير المولودة" (Unborn Cities) نوعاً جديداً تماماً من التطور العمراني. قال المصور في مقابلة مع Business Insider : "بخلاف الولايات المتحدة الأمريكية حيث غالباً ما تنمو المدن من النقاط السكنية الصغيرة فتتطور بالتوازي مع الصناعة المحلية، هذه المدن الصينية الجديدة في البداية تبنى بالكامل ومن ثم تنتظر سكانها". نقدم اثنتي عشرة صورة مخيفة من سلسلته.
انذهل كيميرير حين علم عن هذه المدن الفارغة . قال المصور: "بما أنني أقوم بتصوير فن العمارة فقد أحسست بسحر مقلق تثيره هيئة مدينة الأشباح المعاصرة".
قال كيميرير: "هذه المدن الصينية الجديدة تبنى كاملاً قبل أن يقطنها الناس". وأضاف: "وهكذا تظهر الفترة ما بين المرحلة الختامية للبناء وتوطين الساحة، وخلال هذه الفترة تبقى الكثير من المباني فارغة".
في عام 2015 صور كيميرير حي كانباشي والحي المالي يويابو بالقرب من تيانتسزين، والبناء على بحيرة مايسي قرب ميدنة تشانش.
قال كيميرير: "الطرافة المطلقة لهذه المدن بالذات هي التي أثارت اهتمامي".
كما أوضح: "في معظم الأحيان هذه "الأحياء الجديدة" هي عبارة عن ضواحي تقع بالتجاور المباشر من المدن الأكثر قدماً وشهرة".
كان كيميرير يقضي لياليه في مدينة مجاورة مسكونة.
كان يصور مرتين في اليوم: قبل شروق الشمس وبعد غروبها مباشرة، وذلك خلال ثمانين يوم.
لحسن الحظ لم يصطدم كيميرير بالمشكلات القانونية: "كنت أشعر نفسي في تلك الأحياء بأمان".
بسبب حداثة المكان وصف كيميرير تلك المدن بـ"السريالية" و"الغريبة جداً".
قال كيميرير: "في غالب الأحيان حين تكون في مدينة ما بمقدورك إدراك على أي مقياس زمني أنت تقع حالياً في هذ المكان بالذات وذلك بتحديد مختلف المراحل التاريخية لفن العمارة أو بتفسير العمر النسبي للتراكيب والمشاهد الطبيعية المحيطة بك. وإذا زرت مدينة بنيت فقط منذ خمس أو ست سنوات فإن مؤشرات العمر هذه ما زالت غير مرئية".
في الحالات النادرة حين كان كيميرير يصادف الناس كانت كاميرته الواسعة التنسيق والمزودة بالفيلم تثير اهتمامهم.
قال كيميرير: "تقوم هذه الصور بتوثيق "اللحظة الصعبة في تحضر الصين". ثم قال: "كثير من هذه المدن الجديدة لن تصبح منهية البناء أو مأهولة خلال السنوات الـ15-25 التي تلت بداية البناء، إذا يبنونها مع حسبان المستقبل البعيد، وفي الوقت الحالي بمقدرتنا فقط التخمين كيف سيكون مظهرها حين يصبح هذا المستقبل حاضراً".