غالباً ما يقولون أنه إذا لم تتمكن من جمع ثروة قبل سن الثلاثين فلا داعي حتى أن تحلم بها. نقدم ثمانية أشخاص جمعوا ثروتهم بعد هذا السن المعروف. فليكن مثالهم تشجيعاً لك.
1. فيرا وانغ، مصممة أزياء
وانغ إحدى أكثر مصممي الأزياء شهرة ونجاحاً في هذا العصر، ولكن في شبابها لم تكن لها أية علاقة بتصميم الملبوسات. في حقيقة الأمر كانت فيرا وانغ منذ ما كانت في الثامنة من عمرها تمارس التزلج على الجليد.
في عام 1968 شاركت وانغ في بطولة الولايات المتحدة للتزلج على الجليد ووقعت على صفحات مجلة Sports Illustrated، ولكن لم تفلح في الالتحاق بالمنتخب الأولمبي فتحولت وانغ إلى الموضة.
بعد أن نالت درجة في المدرسة المهنية سارا لورنس توظفت في وظيفة رئيسة التحرير في Vogue حيث عملت 17 سنة. في عام 1987 انتقلت إلى العمل لدى رالف لورن وبعد المرور بتدريب قصير في شركته قررت فتح عملها الخاص. بعد سنتين وبعد أن بلغت وانغ الأربعين من العمر خيطت فستان الزفاف الأول لنفسها.
بعد ذلك أصبح الكثير من المشاهير عملاء وانغ فبدأت تتطور في مهنتها سريعاً. في الوقت الحالي أضحى اسمها علامة تجارية عالمية، وتبلغ ثروة وانغ 420 مليون دولار.
2. هنري فورد مؤسس Ford
كان فورد أول من أدخل طريقة الإنتاج عبر الناقل، وكثيراً ما يسمونه بأب صناعة السيارات المعاصرة الذي أحدث ثورة فنية في هذه الصناعة.
ولو أنه بالمعنى الدقيق للكلمة لم يخترع فورد لا سيارة ولا ناقلة متحركة ولكنه وحد بين الأولى والثانية فأخذ ينتج سيارات معتدلة الأسعار للعائلة الأمريكية المتوسطة الحال. لكن هذه الفكرة لم تأت إلى ذهنه مباشرة.
بعد تجارب عدة كان فورد يقوم بها في أوقات الفراغ تمكن عام 1898 حين بلغ الخامسة والثلاثين من العمر من إنشاء سيارته الخاصة. في نهاية المطاف أدى هذا إلى الشراكة مع أليكساندر مالكومسون والعقد مع الإخوة دودج.
في 16 يونيو عام 1903 ظهرت شركة Ford برأسمال 28 ألف دولار. وفي عام 1908 أي بعد مضي خمس سنوات تم عرض سيارة Ford Model T للمشترين الأمريكيين وكان سعرها آنذاك 825 دولار (ما يعادل اليوم 22 ألف دولار) ولم يكن هذا السعر غالياً أبداً.
بعد مضي عشر سنوات بلغ فورد الخامسة والخمسين من عمره، وكان نصف سيارات أمريكا كلها من نوع Model T. كانت الأعمال تزدهر واستمر فورد في توسيع إمبراطوريته. لقد حافظ على منصب رئيس شركته التي أسسها حتى سن الثمانين تقريباً، وحين وفاته عام 1947 عن عمر يناهز الثلاث والثمانين سنة بلغت ثروته إذا حولناها إلى المال الحالي 200 مليار دولار. لقد كان أغنى إنسان في العالم بفارق كبير مع المرتبة الثانية.
3. راي كروك رئيس McDonald's
راي كروك هو ذلك الشخص الذي جعل شركة McDonald's كما هي الآن.
حين بلغ الثالثة والخمسين ذلك السن حين يبدأ الناس يفكرون بالتقاعد كان كروك يبيع خلاطات ولم يكن مفلحاً كثيراً، ولكن حين علم أن الأخوين ريتشارد وموريس ماكدونالد قد اشترا منه ثمانية خلاطات متعددة الوظائف لمطعمهما الصغير قرر كروك زيارة هذا المطعم، وهذا الحادث قد غير مسار حياته تماماً.
أقنع كروك الأخوين بأن يجعلا من معطمهما امتيازاً، وفي نتيجة ذلك حصل منهما على كافة الحقوق على McDonald's دافعاً لكل منهما مليون دولار وهو مبلغ زهيد بالمقارنة مع قيمة الشركة اليوم.
لقد أسس شبكة McDonald's مثل التي نعرفها اليوم، واخترع الأطباق مثل تشيكن ماك ناجت وهابي ميل. توفي كروك عام 1984 ولحين وفاته كانت ثروته تزيد عن 600 مليون دولار.
4. دونالد فيشر مؤسس Gap
ولد دونالد فيشر بسان فرانسيسكو عام 1928، ولا يجوز القول أبداً أن طريقه نحو قمة صناعة الأزياء كان نمطياً. بعد إنهائه الثانوية العامة خدم احتياطياً في القوات البحرية الأمريكية وبعد ذلك أصبح نجاراً.
في عام 1962 حين بلغ فيشر اثنين والثلاثين من العمر أسس شركة كانت تقوم بإعادة بناء الفنادق، فاشترى فندق Capitol Park في سكرامنتو. وكان هذا الحادث قد غير حياته.
أجر فيشر جزءاً من المساحات التجارية في الفندق لشركة Levi Strauss & Co، وبعد حادث مؤسف اضطر فيشر على أثره إعادة سروال الجينز Levi's إلى المتجر أدرك أن أمور المتاجر ليست على ما يرام والسبب هو التشكيلة القليلة من السلع.
أقنع فيشر إداريي Levi's بفتح متجر حيث تعرض كمية أكبر من نماذج سراويل الجينز من مختلف القياسات. في شهر أغسطس من عام 1969 حين بلغ دونالد الواحدة والأربعين من العمر فتح مع زوجته دوريس متجره الأول Gap (وتسميته الكاملة Generation Gap ومعناه "خلاف الأجيال") حيث كانت تباع سراويل الجينز Levi's والاسطوانات وأشرطة الكاسيت. كان النجاح باهراً.
بعد مضي ثلاث سنوات فقط شغل الزوجان فيشر العلامة التجارية Gap وبعد ذلك حصلا على العلامة التجارية Banana Republic وأسسا علامة جديدة Old Navy. بلغت ثروة دونالد فيشر لحين وفاته 3.3 مليار دولار.
5. ريد هاستينغز مؤسس Netflix
اليوم لا نستطيع أن نتصور حياتنا دون Netflix: البث المستمر والمسلسلات غير العادية من إنتاجه الخاص، ومجموعة ضخمة من الأفلام المتاحة بنقرة واحدة. لقد جاءت فكرة هذه الشركة لمؤسس Netflix ريد هاستينغز فقط حين بلغ السابعة والثلاثين من عمره.
عندما كان هاستينغز شاباً عمل في المنظمة الإنسانية "فريق السلام"، وفي الفترة ما بين 1983 و1985 كان يدرّس مادة الرياضيات لطلاب مدرسة ثانوية بسويسرا. بعد عودته إلى الولايات المتحدة التحق بجامعة ستانفورد ونال درجة في مجال المعلوماتية، وبعد ذلك توظف في شركة Adaptive Technology حيث اخترع أداة لتصحيح البرمجة. في عام 1991 أسس هاستينغز شركته Pure Software التي أيضاً كانت تقوم بضبط البرامج.
وبعد مضي ست سنوات بعد أن باع هاستينغز أعماله التجارية بـ750 مليون كان يعرف أين يوظف المال المقبوض. وقبيل هذا لم يعيد في الوقت المناسب إلى خدمة التأجير كاسيت فيديو بفيلم "أبولو 13" فدفع غرامة مالية. بعد ذلك جاءته فكرة فتح محل تأجير DVD حيث لا يجب دفع غرامة مالية على التأخير.
كان بمقدور العملاء أن يحتفظوا بالأقراص فترة غير محدودة ومن ثم إعادتها واستلام الجديدة منها. وعقب ذلك انهارت الشركتان Blockbuster و Hollywood Video وأنشأت الخدمة التي غيرت التلفزيون وصناعة توزيع الأفلام. تبلغ ثروة هاستينغز اليوم ملياري دولار.
6. مارثا ستيوارت الأديبة والطباخة وسيدة الأعمال
مارثا ستيوارت من أشهر الناس حتى رغم قضائها فترة في السجن على دسائسها بالأوراق المالية. من الغريب أنها عند إنهائها لمهنتها كعارضة أزياء عملت فترة من الزمن وسيطة. وفي ذاك الوقت بالذات أنشأت مع صديقتها نورما كوليه أعمالاً في مجال خدمة السهرات والمآدب.
وفي السهرة التي أحيت بمناسبة نشر كتاب "أسرار الأقزام" تعرفت على آلان ميركين رئيس دار النشر الكبير. لقد خلفت ستيوارت فيه انطباعاً كبيراً لدرجة أنه اقترح لها تأليف كتاب. هكذا ظهر الكتاب "فن الترفيه" الذي كتب بالتأليف المشترك مع إليزابيث هاوز. أصبح الكتاب من الكتب الأكثر مبيعاً.
منذ ذلك الحين بدأت شهرة مارثا ستيوارت، وبدأت كتبها تظهر على رفوف متاجر الكتب أكثر وأكثر. كما وكثر ظهور ستيوارت في عرض أوبرا وينفري ولاري كينغ.
في عام 1990 بدأت تصدر مجلة Martha Stewart Living وبعد ثلاث سنوات أصبحت ستيوارت مذيعة برنامجها التلفزيوني الخاص. في الوقت الحالي تزيد ثروتها عن 300 مليون دولار.
7. موموفوكو أندو مخترع المكرونة سريعة التحضير
ولد موموفوكو أندو في تايوان عام 1910 في عائلة ثرية، وبعد وفاة أبويه تربى على يد جده وجدته. حين بلغ الاثنين والعشرين من العمر أسس شركة الغزل والنسيج، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية تم اتهام أندو بالامتناع عن دفع الضرائب فقضى سنتين في السجن. أما شركته فأشهرت عن إفلاسها.
في العقد الأول ما بعد الحرب كانت اليابان تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية. حاولت الحكومة إقناع المواطنين بتناول الخبز من القمح المورد من الولايات المتحدة، بيد أن أندو قرر أن المكرونة ستتغلب على المجاعة بصورة أفضل.
بعد سنوات من المحاولات والتجارب الفاشلة حسن مجموعة المكرونة سريعة التحضير. في تلك الفترة بلغ أندو الثامنة والأربعين من عمره. وفي عام 1971 حين بلغ الواحد والستين قدم المكرونة في طاسة من البولسيترين Cup Noodle.
توفي أندو عن عمر يناهز 96 سنة، ويقولون أنه كان كل يوم تقريباً يأكل وجبة من مكرونة الدجاج التي ابتدعها. بلغت ثروته 100 مليون دولار.
8. سام والتون مؤسس Wal-Mart
سام والتون هو مؤسس الإمبراطورية التي امتدت أصولها إلى عام 1945 بفضل القرض البالغ 20 ألف دولار. بلغ والتون في ذلك الزمان الرابعة والأربعين من العمر، وكانت العشرون ألف هذه تمثل مبلغاً هائلاً، وإذا حسبناها بالوقت الحالي فسيكون 250 ألف دولار.
اشترى والتون متجراً كبيراً من ضمن شبكة Ben Franklin في مدينة نيوبورت بولاية أركانساس، ثم اشترى واحداً آخر. حتى عام 1962 كان بحوزته وبحوزة أخيه باد 16 متجر في أركانساس وميسوري وكانساس. وفعلاً كان العام 1962 عاماً حاسماً في حياة والتون، فقد فتح لأول مرة متجراً كبيراً حقيقياً Wal-Mart في روجرس بولاية أركانساس.
ما يثير الإعجاب هو أن والتون كان يريد بيع منتجات المنتجين الأمريكيين فقط والتي أسعارها منخفضة بما يكفي للتنافس مع شركات أجنبية. وفي الوقت الراهن رفوف شبكة متاجر Wal-Mart مليئة غالباً بالسلع المستوردة، وهذا ما لم يكن مؤسس الشركة يحبذه أبداً.
توفي والتون عام 1992 من الورم النخاعي المتعدد فورث إمبراطوريته زوجته وأطفاله. بلغت ثروته عند وفاته 65 مليار دولار.