كيرواك للولايات المتحدة وجويس لأيرلندا: الكتب التي لا بد من قراءتها قبل السفر

تتمتع الكتب الجيدة بصفة مهمة، فهي قادرة على نقلك إلى زمان ومكان آخرين. أما إذا كنت متوقعاً أشياء كثيرة فسيساعدك الوصف التفصيلي والشخصيات على خلق مزاج للسفر. لذا قبل ركوب الطائرة والذهاب إلى إحدى تلك الأماكن اقرأ الكتاب المناسب.

تدور أحداث القصة بمانهاتن. يمضي الأديب الشاب أيامه في هيئة التحرير، أما في الليالي فيتجول بين النوادي الليلية وعروض الأزياء وسهرات اللوفت خوفاً من أن يفوته شيء مهم بنظره ومحاولاً محاربة الكآبة والوحدة.

يتميز هذا الكتاب بأنه مكتوب بضمير المخاطب، وهذه مراقبة قاسية لوتيرة الحياة تلك التي تفرضها المدينة التي لا تنام ولا دقيقة على الإنسان. تم نشر كتاب عام 1984 سابقاً لوقته بكثير.

يظهر في هذه القصة المغامرة عن صديقين مخترقين للبلاد وباحثين دون جدوى عن أمريكا الحقيقية حب كيرواك لوطنه. في شهر سبتمبر احتفل الكتاب بعيد ميلاده الستين فأضحى صوتاً لجيل الهيبسترز وقصة شهيرة حول الحرية.

بعد أول كتابه الأكثر مبيعاً (و هو عبارة عن مجموعة قصص قصيرة حول الأسفار) "النزهة في الغابات" دعانا الصحفي والفكاهي بيل برايسون إلى القراءة عن رحلاته الثلاث إلى أستراليا زار من خلالها ملبورن والساحل الذهبي والمناطق الداخلية للقارة.

إلى جانب القصص المثيرة والغنية بالمعلومات حول تاريخ وجغرافيا القارة ينبغي الإشارة إلى الأسلوب الفكاهي لدى المؤلف وعلاقته الطيبة جداً تجاه "أخطر مكان على ظهر الأرض"، فالسكان الأصليون عنده طيبون إلى درجة العجب، أما الطبيعة فخلابة.

قبل السفر إلى جنوب إفريقيا أو أي منطقة إفريقية أخرى يستحق قراءة السيرة الذاتية لنيلسون مانديلا "السبيل الطويل نحو الحرية" حيث يحدث عن حياة رئيس جنوب إفريقيا وطفولته وحبسه الذي استمر 27 سنة أثناء التمييز العنصري، لكي تفهم هذه القارة وسكانها بشكل أفضل.

إنها قصة حياة أحد أعظم زعماء العالم ونضاله سواء الشخصي أو السياسي ضد الاضطهاد العنصري.

ضمنت هاتان الروايتان العصريتان اللتان تتحدثان عن الكفاح من أجل البقاء من قبل الإنسان والكلب في ظروف الطبيعة الشمالية القاسية لجاك لندن مكاناً بين عظماء الكتاب الأمريكيين. تدور الأحداث في إقليم يوكون بكندا شرقي حدود ألاسكا، لكن هذا الموضوع ملح للشمال القاسي الذي لا يرحم.

في عام 1952 امتطأ طالب كلية الطب البالغ من العمر 23 سنة إرنستو جيفارا وصديقه دراجة آلية فانطلقا إلى الرحلة عبر كل أمريكا اللاتينية، امتدت هذه الرحلة بتسعة أشهر وخمسة آلاف كيلومتر.

إلى جانب التمعن في تاريخ أمريكا اللاتينية الشاق تروي اليوميات الشخصية عن هذه المغامرة وكيف أثرت على الشاب الذي سيغدو في المستقبل أحد زعماء الثورة بكوبا.

تدور الأحداث عام 1945 ببرشلونة. انتهت الحرب الأهلية بإسبانيا للتو. يهوي ابن بائع المنشورات الأثرية كتاباً نادراً، ويبدأ بالبحث عن مؤلفه المجهول والإنسان الذي يحرق سائر نسخ الرواية، فيصطدم بمقاومة من لدن الأشخاص الذين لم يكن يتوقع ذلك منهم. إنها قصة مثيرة عن حب المطالعة التي ستنعكس في كل من أصبح يوماً ما عبداً لكتاب.

قضى إرنست همنغواي الشاب العشرينات من القرن العشرين بباريس، وكانت إحدى أسعد مراحل حياته. أنهى المذكرات عن تلك الفترة بسنة فقط قبل وفاته. ولو أنه تصادف في القصة باستمرار الأسماء المشهورة (مثل فرنسيس سكوت وزيلدا فتزجيرالد وتوماس إليوت وجيمس جويس وبالطبع هلدي زوجة المؤلف) يثير اهتمام القارئ وصف باريس و شوارعها ومقاهيها.

القصة البوليسية الجنائية تتمتع بشعبية كبيرة في السويد، وقد يكون هذا بسبب عزل البلاد أو ربما بسبب الأشتية الطويلة والمظلمة.

تبدأ سلسلة "ميلينيوم" لستيج لارسون من كتاب الإثارة النفسية "الفتاة مع وشم على شكل تنين". كرست السلسلة لمغامرات الصحفي ميكايل بلومكفيست و المخترقة الفاسقة ليزبيت سلندر. تدور معظم أحداث القصة في سودرمالم الحي البوهيمي باستوكهولم حيث عاش مؤلف الثلاثية المرحوم نفسه.

تمثل هذه المجموعة من القصص القصيرة العائدة لقلم الأديب الأيرلندي المشهور نظرة حيوية وناقدة على دبلن في بداية القرن العشرين، فيقوم بإشعار إلى المميزات المحلية لسكان المدينة ونزواتهم، ناظراً إلى موضوع الانفرادية القومية من وجهة نظر طفل وبالغ في آن واحد.

إنها صورة مضخمة بعض الشيء ومع ذلك مكتوبة بشكل جيد لتلك المدينة الهندية العملاقة مع كل تناقضاتها وانحطاطاتها وازدهاراتها وبهجتها وفقرها موصوفة من قبل كاتب نيويوركي من أصل هندي سوكيتو ميهتا. حين كان ميهتا يجمع المواد عاد إلى بلاده لفترة سنتين فأخذ يدرس الأحياء الغنية الخضراء لمدينة مومباي وأزقتها الإجرامية على حد سواء، وربط علاقات صداقة مع رجال الشرطة ورجال العصابات ونجوم بوليوود والشعراء.

تظهر هذه الرواية المثيرة المبنية على المقابلات الصحفية الواقعية كيف تحولت فلاحة يابانية إلى إحدى أكثر الغيشات نجاحاً في عصرها. استند المؤلف على قصة غرام مأساوية شملت عقدين من تاريخ اليابان، ولكن فيما عدا ذلك يغمر المؤلف القارئ في التاريخ القديم والغامض لثقافة الإغراء.