بفضل العلاقات الكثيرة لدى المنظمين ودهائهم، وكذلك ميزانية العميل غير المحدودة كل مستحيل يصبح ممكناً.
دعنا نتصور أنك أردت تناول فطورك على قمة قوس النصر بباريس، أو تحجز في آخر دقيقة طاولة في مطعم كاليفورنيا الشهير French Laundry، أو الأفضل من ذلك أن تتناول طعام العشاء مع كبير الطباخين من هذا المطعم توماس كيلير في منزله.
كل هذا بعيد المنال لمعظمنا. ولكن إذا كنت ممثل النخبة المستعد كذلك على الدفع لقاء توفير الوقت دون متاجرة ففي خدمتك جيش كامل من الناس المسمون بالفيكسيرية الذين مستعدون على إرضاء كافة الأهواء. بمقدورهم تقديم كافة أنواع الخدمات مثلاً تنظيم لك أي سفر وإدخالك إلى أي بيت أو دعوتك إلى أي إجراء.
جاكلين سيينا إنديا مؤسسة الشركة السياحية الحصرية Sienna Charles، وليس من عادتها أن تقول "لا" لعميلها.
واجهت إنديا خلال مهنتها قضايا تبدو مستحيلة، ومنها الحجز في فندق غرف بيعت منذ أشهر، والتسوق بصحبة رواد تصميم الأزياء الفرنسيين. ولكن في حقيقة الأمر بالنسبة لها إنها قضايا العمل اليومية.
"إذا احتيج الأمر من أجل استلام حجز ما ركوب طائرة أو ذهاب إلى طرف آخر من المدينة من أجل محادثة شخص ما أنا أفعل ذلك. العالم الذي أعمل فيه لا يعرف المستحيل"
في مرة من المرات حين كانت إنديا تنظم السفر إلى اثيوبيا للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب كانت تحمل في أمتعتها الخاصة البيرة عديمة الكحول وزبدة الفول السوداني لتتأكد من أنه سيكون بحوزته كل ما هو المطلوب.
"يستحيل الاستعداد إلى مثل هذه الأشياء. نحن نستلم طلباً وأنا أبدأ أستفسر ما الذي ينبغي فعله كي يصبح واقعاً"
تساعد على ذلك جيوب العملاء الرحبة: "يظهر أنه إذا كان لديك قدر كافي من المال فكل شيء جائز".
لكن هذه الصناعة تنمو (كثرت الحالات حين يصرف الأثرياء أموالهم ليس على أشياء بل على انطباعات)، وشركة إنديا هي فقط عبارة عن واحدة من الكثير من وكالات الاستقبال والإرشاد من هذا النوع من الدرجة الممتازة. حسب أبحاث عام 2017 ينمو مجال الرحلات للأثرياء أسرع من قطاع الأسفار عموماً.
كما وأبدى بحث آخر تم نشره في العام الماضي في المجلة المعروفة Proceedings of the National Academy of Sciences أن إنفاق المال على تفويض مختلف الأعمال الذي يمنح قدر كافي من الوقت لانطباعات جديدة يخفف من الإجهاد ويجعل الإنسان أسعد.
لذا فليس من باب الدهش أن الناس القادرون على ذلك يشترون الوقت بالمال.
بالتفصيل
برادلي تايلور رئيس اتجاه الترويج البصري بشركة Mulberry التي تنتج حقائب غالية وهو يسافر كثيراً لأسباب العمل.
جرب منذ خمس سنوات خدمة الإرشاد والاستقبال المتميزة فتعلق بها مباشرة.
حسبما قال تايلور إنه يقضي جل أوقاته بعيداً عن البيت بين المكاتب والمطارات، لذا فمساعدة السوقيات كان شيئاً ثميناً جداً.
يترحل تايلور مع كلبه لذا تضطر خدمة الاستقبال على إيجاد فنادق حيث توجد أسرّة وطعام الحيوانات. وفي بعض الأحيان حين ينزل في فندق في بلد بعيد يطلب إيجاد له مشروبه المفضل.
وقد قال: "من العجيب كيف يلحقون تدبير كل شيء، فعند كل حضوري تنتظرني مفاجأة سارة، كما أنهم يحلون حتى المشكلات التي لم ألحظها بعد".
جاني غراهام مديرة شركة في لندن يستخدم خدماتها تايلور.
ليس من الضروري للعملاء شراء اشتراك من أجل استخدام خدمات الوكالة، ولكن طبقاً لمستوى التسجيل ينالون مختلف مستويات الاهتمام بهم. تقصد الحزمة الأساسية الخدمة الشبيهة بخدمة وكالة سياحية أي اختيار الرحلة الاقتصادية أو تجديد خط السير في حال تغير المشاريع بمشاركة شبكة الفيكسيريين المتفرعة في كل العالم.
أين الخدعة؟ هذا أغلى بكثير من خدمات وكالة سياحية. الاشتراك الأساسي على خدمة الإرشاد والاستقبال أقله 5 آلاف جنيه سنوياً، أما "العضوية النخبة" فتكلف 15 ألف جنيه. وتأتي بعدها الخدمات الفردية، والشركات من هذا النوع تحاول كتمان ثمنها.
توجد لدى شركة غراهام خمسة مكاتب أساسية: في لوس أنجلوس ونيويورك ولندن ودبي وهونغ كونغ، وحسبما تزعم لا يحدث في عملها يومين متشابهين.
مثلاً منذ فترة كان عليها خلال يومين (مع ميزانية غير محدودة) إعداد يوبيل الستين سنة الخارق للعادة في وادي نابا بكاليفورنيا حيث العشاء على شكل سيران الذي يعده طباخ ميشلان، وكل هذا وسط مزرعة كروم.
ولكن حسبما قالت غراهام الشيء الأصعب هو الحالات الطارئة، فقد كان عندها ذات مرة عميل تأخر في هونغ كونغ بسبب تأخير الرحلة، وكان بحاجة إلى الذهاب إلى لندن للقاء مهم بخصوص بيع شركته، ولو فاته هذا لكان كارثة.
تتذكر غراهام: "بعد نصف ساعة كانت هناك طائرة خاصة بانتظاره في مطار هونغ كونغ، فوصل إلى لندن حتى قبل الوقت المحدد".
يبدأ كل شيء في المطار
تقول إنديا لعملائها أن كل شيء يبدأ في المطار قاصدة بذلك الصالات الفاخرة التي يجوز ألا يعرف شيئاً عن وجودها عامة الناس.
توجد صالات كهذه في لوس أنجلوس ولندن وباريس وعلى سبيل المثال في الجزيرة الكاريبية سانت كيتس. هذه الصالات لا يدخلها المشتركون في برامج ولاء شركات طيران، فهي منفصلة تماماً عن البنى التحتية العادية للمطار، ولا يجوز دخولها إلا لقاء دفع إضافي.
من بين هذه الصالات الصالة التي فتحت أبوابها في هذا العام في مطار لوس أنجلوس الدولي The Private Suite.
تبلغ تكلفة الخدمات اعتباراً من 678 دولار. فلقاء هذا المال تأخذ سيارة فاخرة مع السائق العميل وضيوفه وأمتعته من المكان المطلوب وتوصله إلى صالة خاصة حيث يوفر لهم التفتيش الفردي للحقائب. بعد ذلك يستريحون في غرف فاخرة، وعندما يأتي الوقت ينزلون إلى أرض المطار ويصعدون الطائرة بسلم منفصل.
يبدو أنه في عالم السياحة الفخمة يجوز كل شيء في حال وجود المال.