أربعة أماكن في اليابان لا بد من زيارتها

أصبحت اليوم رؤية الأركان الخفية في هذه البلاد أسهل بكثير، فاليوم من أجل السفر إلى اليابان لم تعد هناك حاجة لدعوة أو تأكيد حجز فندق. وإذا أردت الذهاب إلى هناك فلا بد من زيارة الأماكن التالية.

تعيش اليابان ذروة سياحية عالية. على خلفية عدم الاستقرار السياسي تبدو هذه الدولة الواقعة على الجزر بالنسبة لكثير من البلدان هادئة وآمنة، أما حكومة البلاد فتعمل كل ما بوسعها لجلب السياح تحسباً للألعاب الأولمبية لعام 2020.

شغلت أكبر شبكة السكك الحديدية اليابانية JR قطارين فخمين محسوبين خصيصاً للضيوف الأجانب: Twilight Express Mizukaze الذي يخدم الجولات السياحية في أقضية سانيو وسانيين على الساحل الغربي، و Train Suite Shiki-shima الذي ربط بين طوكيو والأماكن الجميلة النائية.

في غضون ذلك اتحدت عدة فنادق يابانية تقليدية من الدرجة العليا في جمعية Ryokan Collection ليتمكن الرحالة غير الناطقين باليابانية من رؤية الحياة خارج المدن الكبيرة.

وسرعان ما جاءت النتيجة: خلال عام 2017 تضاعف عدد السياح الأجانب في اليابان، لذا الآن حان الوقت المناسب لزيارة أبعد أماكن هذا البلد الملغز، إذ لن يمض وقت طويل فتمتلئ بحشود من السياح. لقد اخترنا أربع نقاط لا بد من ضمها إلى خط رحلتك.

سيوصلك قطار فائق السرعة إلى هنا من أوساكا خلال 45 دقيقة فقط، وهكذا سيزداد التباين، وذلك لأن كوراشيكي تبدو جزءاً من واقع آخر تماماً. المركز التاريخي للمدينة يدعى بيكان الواقع بمسافة عشر دقائق سيراً على الأقدام من المحطة يبدو كمحميات من عهد إيدو حين أصبحت المدينة نقطة عقدية هامة في طرق التجارة اليابانية.

هنا لن تصادف سيارات، أما الكورنيشات فمزروعة بأشجار الصفصاف، والبيوت البيضاء والرمادية الواقعة بطول النهر تبدو وكأنها في بداية القرن السابع عشر، وفقط بدلاً من المستودعات والمتاجر توجد فيها حالياً مطاعم وورش عمل السيراميك ومحلات الجينز (ننصحك بالاتجاه مباشرة إلى متحف الجينز لدى بيتي سميث حيث يمكنك الحصول بـ900 دولار على سروال الجينز المخيط حسب الطلب من المصممين المحليين).

على كل حال لا يقتصر الأمر بالجينز فقط، فكوراشيكي هي إحدى المدن الجديرة بأن تسمى بموطن ساكي. يمكن للسائح عالي الطلب التوقف في إحدى غرف الفندق التقليدي الفخم Ryokan Kurashiki الواقع في مبنى مستودع السكر سابقاً، وتكريس نهاره لتذوق أفضل ساكي في المتاجر المحيطة.

وتوجد بمسافة ساعة واحدة للركوب فقط جزيرة ناوشيما التي تعتبر إحدى مراكز الفن الياباني المعاصر، وكذلك البستان المتحف لإيسامو نوغوشي في تاكاماتسو حيث تم عرض أكثر من 150 عمل حجري للنحات الشهير.

إذا لا تعرف العيش دون سوشي مع كافيار قنفذ البحر فلا بد من من زيارة قضاء إيسي شيما الواقع في ولاية ميه. فهنا ما زالت مزدهرة حرفة آما أي النساء اللواتي تغصن إلى أعماق كبيرة دون جهاز للغوص فتحصلن على قنافذ البحر والمحار وكذلك الرخويات الذواقة أوابي.

يمكن تذوق كل هذا الصيد الحديث في أي من المتاجر الصغيرة الكثيرة الواقعة على سواحل خليج آغو (من الأفضل طلب مساعدة المرشد المحلي، فلقاء مبلغ معتدل قدره 25 دولار يمكنه أن ينظم لك "مائدة سويدية" الحقيقية).

أما إذا كنت تفضل الوضع الأكثر رسمية فاتجه مباشرة إلى مطعم Kagetsu الشهير حيث يقدمون شوربة "ميسو" المخصوصة لهذا المطعم في درقة سرطان البحر وأوابي في صلصة من كبد الرخويات الذي ليس أسوأ أبداً من فواغرا. يمكن الوصول إلى الساحل بالقطار عالي السرعة من كيوتو، ويستغرق الطريق أربع ساعات تقريباً.

كما ويقع في إيسي شيما مقر ومتحف صغير لشركة Mikimoto، فمؤسسها ميكيموتو كويتشي هو أول من طور طريقة إنتاج اللؤلؤ الزراعي. يمكن الحصول في المتجر الواقع في المتحف على حلي أنيقة ستكلفك أغلى بكثير في أي مكان آخر من الأرض.

لكي تنغرس زيارتك في الذاكرة أكثر توقف في Hiramatsu Hotel & Resorts Kashikojima وهو أحد الفنادق الحديثة تحت ادارة كبير الطهاة المشهورين هيرويوكي هيراماتسو، كما ولا تنس زيارة المعبد الكبير إيسي الذي هو من أهم المقدسات الشنتوية في البلاد التي يعاد إعمارها كاملاً كل عشرين سنة.

الكثيرون يتمنون زيارة اليابان في موسم إزهار ساكورا، ولكن هذا البلد العجيب يمكن أن يقدم لعشاق الطبيعة أكثر بكثير وإن قلّ من يعرف ذلك. الجزيرة الصغيرة ياكوشيما في أقصى جنوب اليابان مندرجة إلى قائمة التراث العالمي يونسكو وهي مغطاة كلها تقريباً بغابات الصنوبر وملفوفة بسجادة سميكة من الطحالب الزمردية. تنتظر الزوار مسارات ذات مناظر خلابة وجسور معلقة قديمة وأنهار جبلية شفافة وأشجار عريقة يقدر عمر إحداها بـ7200 سنة.

تحيط بضفاف الجزيرة نباتات الأيكة حيث تسكن سلاحف بحرية نادرة، أما في طرق الغابات فيمكن رؤية الأنواع المحلية الفريدة من الغزلان والقرود. كما أن الجزيرة مشهورة بورش النجارة، لكن قطع الأشجار هنا محظور لذا يضطر النجارون بمنح حياة جديدة للأشجار التي جفت أو أسقطتها العواصف.

احجز الغرفة في إحدى الفيلات الفخمة الاثنتي عشرة Sankara Hotel & Spa، وسيحدثك موظفو الفندق بكل سرور أين تجد أجمل البساتين وأفضل الينابيع الحارة في الجزيرة والمروج المنعزلة حيث بصيص اليراعات المدارية ينافس بجماله نجوم درب التبان.

تشتهر سيكوكو وهي أصغر جزيرة من الجزر الأربع اليابانية الهامة كمكان حج البوذية إذ يقع هنا 88 معبد ودير موصلة بطريق المشاة القديم. إنه مكان مثالي للتعرف على التراث المعماري الياباني ابتداء من جسر إيا نو كادزوراباسي الذي تم بناؤه منذ 800 سنة من النبات المتسلق السميك والمتين كاملاً، وانتهاء بالبيوت الريفية التقليدية في وادي إيا، ويمكن حتى استئجار البعض منها لأيام العطلة.

إذا اقتصرنا فقط بأجمل الأماكن الواقعة على درب المشي على الأقدام مثل باغودا ذات خمس طبقات لدى معبد تيكوريندزي سيبقى لك متسع من الوقت لزيارة أقدم مسرح كابوكي في البلاد كونبيرا أوسيباي، وحي من عصر إيدو بمدينة ميما حيث تباع اليوم الألبسة اليابانية التقليدية كيمونو والصنادل الخشبية من صنع اليد.

يمكن اختتام الرحلة في سيكوكو على النقيض من كل شيء وذلك بزيارة أحد أكثر الآثار الدينية عصرية في البلاد ألا وهو المعبد البوذي المبسط كوميودزي الذي بني بتخطيط الحائز على جائزة بريتزكر تاداو آندو. كما أن المهندس المعماري هذا قد خطط كذلك فندقاً بسبع غرف في حي ساتوتي أوناغي حيث تنفتح مناظر خلابة عند مغيب الشمس.