يقدم رايان ستيرلينغ النائب الأول لرئيس Capital Group والمتعامل مع العملاء الذين لا تقل ثروتهم عن 5 مليون دولار نصائح مالية ستكون مفيدة خاصة للشباب ولكل من يريد أن يصبح أغنى.
معظم المراهقين لا يفكرون كثيراً بالمخططات المالية.
إذ يهتمون بأمور المدرسة أو الرياضة أو نشاط اجتماعي ما، أما إدارة الميزانية وضرورة التوفير على التقاعد فيبدو لهم أن هذا في أبعد مستقبل.
ولكن بعد لمح البصر لن يعد هنالك أي أثر من المراهق الخالي من الهموم، وسيظهر محله شاب ذات قرض الطالب والديون على القروض، يعيش دون مدخرات (ودون تخطيط لإنشائها) من راتب إلى راتب فيشعر نفسه على حافة الهوة، وإلى حد كبير الأمر هكذا.
هكذا دخل مرحلة البلوغ كذلك مؤسسو المؤسسة النيويوركية غير التجارية Cents Ability أليكسا دوبون وجون مور، فرغم حصولهم على الشهادة الجامعية والعمل الأول الجيد تلخبطا كثيراً في المصروفات فأدركا أنهما يفتقدان كثيراً المعارف حول إدارة الميزانية.
في آخر الأمر قررا إنشاء Cents Ability لكي يساعدا المراهقين في إدارة أموالهم الخاصة وبلوغ أهدافهم. أنا أتعاون مع Cents Ability واستخدم برنامجها التعليمي في مركز برونكس للشباب ، ورغم أن هذه النصائح موجهة للمراهقين لا شك أنها موجهة بنفس الدرجة لكل من يريد أن يزيد من ثروته.
1. ضع لنفسك أهدافاً مالية
قبل كل شيء من أجل أن تصبح ثرياً لا بد من اتخاذ الثروة كهدف. قد يبدو هذا مبتذلاً لكن التطور المهني والحياة الشخصية يطلبان كثيراً من الوقت والجهد ما يجعل الشخص ينسى الدنيا كلها.
يجوز أن يكون الهدف متنوعاً مثلاً ادخار مليون عند حلول الأربعين من العمر أو الخروج إلى التقاعد عند حلول الستين من العمر أو شراء منزل أو تشغيل أعمال تجارية بعد عشر سنوات، المهم هو تحديد الهدف.
سجل أهدافك وعاينها بخمسة مقاييس: يجب أن تكون محددة ومقيسة وقابلة للبلوغ وواقعية وفي أوانها، وهذا سيساعد على الفهم إلى أين تتجه وعدم الانحراف عن السبيل المختار.
2. أنشئ ميزانية والتزم بها
الميزانية هي أساس التخطيط المالي، فمن دونها يسهل كثيراً نسيان إحصاء المال.
من المهم أن يكون في ميزانيتك سطر منفصل للمدخرات، فإذا أخذت على عاتقك توفير كل شهر مبلغاً معيناً سيصبح هذا عادة، وبعد فترة ما ستندهش من اكتشاف ظهور على حساب التوفير مبلغ لا بأس به من المال.
3. كن حذراً من وسائل الدفع المريحة
تذهلني كثيراً سهولة إنفاق المال في العالم الحالي
في السابق كنت أفكر أن استخدام بطاقة ائتمان كاف لأن تطير بعيداً عن الدنيا ولم تعد تدرك إلى أين يذهب المال، لكن الوضع الآن تفاقم إذ ظهر الشراء على الإنترنت مع التوصيل في نفس اليوم والدفع من الهاتف أو حتى من الساعة.
لا بل أنا معجب بالتكنولوجيا الحالية لكن موقفي هو أنه كلما كان إجراء الدفع أسهل أميل إليه أقل. إذا أوعدت نفسك بعدم طلب التوصيل إلى البيت أبداً وإنما الذهاب دوماً إلى مطعم أو مقهى فمن المحتمل جداً أنك ستكثر من النظر مقدماً إلى داخل ثلاجتك وتتناول العشاء في البيت، وتقلل من رمي الطعام إلى القمامة.
إذا قررت شراء ملبوسات ليس في الإنترنت وإنما في متجر يزداد احتمال أنك ستشتري الشيء الذي تحتاج إليه فعلاً وليس الشيء الذي أعجبك فقط.
تدل الأبحاث أنه عندما ندفع نقداً نميل إلى إنفاق أقل وذلك لأن إعطاء المال الحي غير مستحب، أما التلويح ببطاقة ائتمان أو اللمس بالساعة فكأنه شيء تافه. عموماً اجعل المدفوعات أكثر تعقيداً.
4. راجع بين الحين والآخر تقييمك الائتماني
التقييم الائتماني الجيد هام جداً، فهو يساعد على الحصول على معدل أخفض للرهن العقاري أو عند إعادة تمويل القرض على التعليم الخ.
لا يدرك الكثيرون إلى كم هو سهل إفساد التقييم الائتماني وإلى كم من الصعوبة استعادته بعد ذلك. الشيء الأهم هو أحداث المدفوعات ونسبة مبلغ الدين إلى حجم الحد الائتماني، لذا لا تؤخر المدفوعات أبداً وادفع الديون على بطاقات الائتمان كاملاً.
بفضل هذه التدابير لن توفر فقط على فوائد القرض الجاري بل وستظهر لديك فرصة أخذ فيما بعد قرض أرخص لشراء كبير مثل الرهن العقاري. فكر بسعر الفائدة وكأنه ثمن المال وحاول أن يكلفك بأرخص ثمن.
5. كن صادقاً مع نفسك
أعرف أن قول هذا أسهل من الفعل، ولكن من بين أهم عوامل النجاح المالي هو الصدق بخصوص وضعك المالي.
نعم في بعض الأحيان يكون هذا مخيفاً بعض الشيء، ولكن بالهروب من الواقع لن تصبح ثرياً أبداً. إذا عجزت عن تحمل السفر المقترح لك وذلك لأنه غير مدرج في ميزانيتك، أو كنت تحت عبء الأخطاء المالية السابقة فالمخرج الوحيد هو أن تكون صادقاً مع نفسك وعائلتك وأصدقائك.
يحتمل أن الأصدقاء سرعان ما يوافقون على اختيار خيار أرخص (بل وربما هم أنفسهم كانوا يشكون في الخيار الأول وذلك لأن لديهم نفس المشكلات) أما الأسرة فستأتي لمساعدتك وستقدم لك كل العون ريثما تتخلص من المصاعب. وهذا كالصحة: إذا لم تعتن بها المشكلات البسيطة قد تتطور إلى أمراض مزمنة.
إذا كنت لم تنتبه في السابق إلى المال فوقعت في حفرة مالية لا تقلق فالمخرج موجود دوماً. يبدأ الطريق نحو المليون من الإدراك الصادق للوضع الراهن وإدراك الهدف، عندئذ سرعان ما تظهر أول نتائج.