خلال السنوات الأخيرة غليت تذاكر الطائرات والغرف في الفنادق بشكل ملحوظ. في مثل هذه الظروف تصبح الرحلات الخارجية أقل إتاحة.
ولكن ماذا لو ظهرت إمكانية الترحال دون إنفاق قرش واحد؟ بل سيدفعون لك لقاء رحلتك. لا شك أن الكثيرين سيعجبون من إمكانية التعرف على ثقافات أخرى وتأمل المناظر الطبيعية الجميلة وإرواء العطش النهم للمغامرات.
نقدم تسع طرائق كيف تقضي عدة أسابيع أو أشهر في البلدان الطريفة وتكسب على ذلك بعض المال.
1. اصبح مرشداً سياحياً
هل تريد الترحال في أشهر أماكن الأرض؟ أصبح مرشداً سياحياً. طبقاً للإقبال يمكن أن تكون هذه المهنة متنوعة جداً. أتكون مرشداً سياحياً في مكان واحد في باريس مثلاً فتأخذ حشود السياح إلى اللوفر والباستيل وبرج إيفيل؟ أم تصاحب مجموعة صغيرة من السياح في جولات سياحية طويلة في مختلف الأماكن؟
أي إقبال يساعد على كسب لقمة العيش والتعرف على ثقافات جديدة. ولكن توجد نواح سلبية كذلك، ففي كثير من البلدان يعمل المرشدون السياحيون كعاملين أحرار، وهذا يعني الدخل المتفاوت (الموسمي) وعدم وجود ضمانات اجتماعية. البعض يقومون بجولات مجانية فيعيشون فقط على الحلوان الذي يقدمه لهم السياح كشكر على أتعابهم.
أما المرشدون السياحيون ذات خبرة عملية كبيرة يتمكنون في بعض الأحيان من التوقيع على عقد مع شركة سياحية لنهار عمل كامل. هذا يوفر الاستقرار ولكن يجبرهم كذلك على القيام بالخدمات اللوجستية والتخطيط والمشكلات المتعلقة بإدارة مجموعة من السياح ذات نزوة خلال فترة طويلة.
سيطلب منك هذا العمل خبرة كبيرة في المعاشرة والود في كافة المواقف (حتى ولو كان النهار فاشلاً).
2. درّس لغة أجنبية
من بين الوسائل المتاحة والمربحة للترحل في مختلف البلدان أن تصبح مدرس لغة أجنبية. ففي آسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية الطلب على هؤلاء الناس كبير جداً، أما معرفة اللغة المحلية ففي معظم الأحيان غير مطلوب.
في غالب الأحيان تبحث المدارس عن حاملي اللغة مع شهادة جامعية القادرين على التدريس "بطريقة مباشرة". في مثل هذا الحال يعاشر الطلبة مدرسهم ويتعرفون على ثقافة ومميزات البلد الآخر فقط باللغة الأجنبية.
في بعض الحالات تطلب شهادة مناسبة، مثلاُ يحتاج تدريس اللغة الإنجليزية إلى Teaching English as a Foreign Language أي (TEFL). تصل رواتب المدرسين إلى 36 ألف دولار في اليابان و45 ألف دولار في الإمارات العربية المتحدة.
3. تاجر بالسلع الأجنبية النادرة
أتريد أن تقوم بالرحلات كما وبحوزتك رأسمال أولي صغير؟ قم بالاستيراد والتصدير. ابحث عن سلع محلية طريفة قد يهتم بها المستهلكون في بلدك. انتبه إلى البضائع التي تشتهر بها الأقاليم هذه أو تلك (مثلاً الجلد الإيطالي والأرجوحة الشبكية المكسيكية والخزف التركي)، وكذلك المنتجات الفريدة من صنع اليد. وفي وطنك قدمها للجماع أو المتاجر المختصة أو أنشئ ساحتك الخاصة في eBay.
عليك أن تتعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بالجمارك، ولكن إذا كانت البضائع تباع أغلى بكثير من سعرها الأولي فكل الصعوبات تتعوض
4. اكتب مقالات لأدلة السفر
ليس في العالم كثير من الأشغال المحاطة بهالة أكبر من الرومانسية وعدم اليقين من عمل مؤلفي أدلة سفر مثل Lonely Planet. ولو أن هذه المهنة تساعد على التعرف على مختلف الأماكن والثقافات وتقاليد الطعام والفنادق إلا أنه في حقيقة الأمر هذا العمل شاق جداً. يضطر معظم الباحثين على العمل 12-14 ساعة لكي يلتزموا بالمواعيد غير الواقعية التي يحددها أصحاب الطلب. زد إلى ذلك أن مشاهدة المعالم جزء ضئيل من العمل، إذا يحتاج المؤلفون إلى كتابة التقارير ورسم خرائط الأماكن والبحث المضني وإدراج البيانات.
بسبب تقلص الميزانيات وكثرة الشباب المستعدين على العمل دون مقابل تقريباً لا يمكننا أن نقول أن كتابة أدلة سفر مهنة مربحة جداً، ولكن على الأقل تسمح على كسب اللقمة المتواضعة.
في المقال الصريح حول حياة مؤلفي أدلة سفر المنشور في New York Times يلقي وارن سنت جون الضوء على الطبيعة الشاقة لعملهم:
"معظم أولئك الذين ظنوا أن الأمر سيكون سهلاً يصطدمون بالحقيقة القبيحة، فكتابة المقالات لأدلة السفر ليس بالراحة قط"
5. اصبح مضيفاً
إذا كنت مستعداً على الترحال وفي نفس الآن أن تعمل بشكل كامل فكر بمهنة المضيف. فناهيك عن كسبهم الكبير إنهم يتمتعون كذلك بتسهيلات في نقل أفراد عيالهم. عند ذلك لا يقضون في الطيران إلا 80 ساعة شهرياً.
5. توظف في سفينة سياحية
يمكنك بفضل العمل في سفينة سياحية زيارة البلدان الطريفة وكسب بعض المال. من بين النواح السلبية هي الرواتب القليلة نسبياً، بيد أن صاحب العمل يأخذ على عاتقه كل المصروفات. مطاعم خاصة ومتاجر وقهوات إنترنت وصالات رياضة وحتى الإجراءات متاحة لأفراد الطاقم. توجد في السفن العديد من مختلف أماكن عمل شاغرة. وبالطبع بعضها أفضل من بعض، فغسل الأواني طبعاً ليس بهذه المتعة مثل مصاحبة الركاب إلى رحلات طريفة.
7. أنشئ مدونة رحلات
ليس من السهل أن تصبح مدون رحلات محترف. التجول حول الكوكب ممتع جداً ولكنه يحتاج إلى بذل جهود كبيرة. كثير من المدونين ينفقون سنوات لتحريك مواقعهم بنشر عدة مقالات يومياً ومعاشرة القراء بنشاط في شبكات التواصل الاجتماعي. وفقط بعد مضي فترة طويلة تبدأ المدونة بكسب بعض المال.
كل المدونين تقريباً ينفقون جزءاً كبيراً من مدخراتهم على تطوير مشاريعهم. ولكن حتى بعد تحريك الموقع وتشكيل الجمهور المستهدف وإبرام عقود الإعلانات ستضطر على استمرار ممارسة الأعمال التجارية كالسابق. وهذا يعني أنه فيما عدا الرحلات وكتابة المقالات ستحتاج إلى وقت كثير للتسويق وتطوير الموقع والتوثيق المالي. كما تفهم العمل كهذا لن ينتهي أبداً. من أجل تحقيق كل هذا لا بد من عشق الأسفار والتدوين.
8. انضم إلى فرق السلام
لا بد من موازنة قرارك حول العمل في فرق السلام بدقة تامة. فقد تضطر إلى قضاء 27 شهراً في بلد نامي دون أسباب الراحة المعتادة وإمكانية رؤية عائلتك وأصدقائك. عدا ذلك سيكون مطلوباً منك أن ترغب في تحسين حياة غيرك. في هذا الحال سيأتي العمل في فرق السلام بخبرة هامة ومفيدة.
تفتح أمام المتطوعين في المنظمة إمكانيات هائلة، فأمامهم حرية اختيار أية مهمة كتدريس لغة أجنبية أو القيام بالوقاية من الأمراض أو تطوير البنى التحتية. ولكن قبل ذلك عليهم أن يعبروا عبر عملية قاسية من الانتقاء. تدفع فرق السلام تكاليف السفر والعيش. يستلم الطلبة تسهيلات في قروض التعليم وبعد إنهاء الخدمة تدفع لهم إعانة لمرة واحدة قدرها 7425 دولار.
9. اكتب كتاب المغامرات
إذا كانت كل هذه الخيارات غير مناسبة لك (أو إنك تعشق الكتابة) جرب إنشاء التالي: "المرتفعات الخضراء في إفريقيا" أو "في ذكرى كاتالونيا" أو "وتشرق الشمس". إذا أصبح الكتاب واسع الشعبية تكسب عليه كثيراً. بالطبع معظم المؤلفين لن يقبضوا قرشاً من نشر مؤلفاتهم وعملهم الشاق. ولكن يجوز أن تخاطر وتجرب أن تكسب على حياة الترف بنشر مقالات أدبية وقصص قصيرة.