أخذ Aston Martin و McLaren و Lamborghini يعيرون المزيد من الاهتمام للمشترين الأثرياء.
منذ فترة وجيزة كانت السيارة المثلى للنساء السعوديات الثريات هي Rolls-Royce Phantom. بطولها الذي يزيد عن ستة أمتار كانت هذه السيارة تناسب تماماً لأولئك اللواتي كانت تفضلن وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية الجلوس بعيداً عن السائق. ولكن اعتباراً من 24 يونيو عام 2018 سيجوز لنساء المملكة قيادة السيارات بأنفسهن وبصورة شرعية، ويتوقع خبراء السوق أنهن ستبدأن اختيار بدلاً من سيارة وزنها ثلاثة أطنان ذات محرك V-12 وبسعر 450 ألف دولار شيئاً أكثر بهجة مثلاً السيارة الرياضية ببابين Rolls-Royce Wraith (وتكلف هذه السيارة 320,5 ألف دولار، لذا يجري الكلام ليس حول التوفير).
قضت ريبيكا ليندلاند كبيرة المحللين في شركة Kelley Blue Book Co. سنتين في المملكة العربية السعودية حيث كانت تدرس عادات التسوق في سوق السيارات، وقد قالت: "في السابق كانوا يشترون هذه السيارات لأغراض عملية مفهومة، أما الآن حين بدأت النساء تقدن السيارات ألاحظ كيف أصبح يزداد دور تفضيلاتهن الفردية".
حسبما قالت ليندلاند تمثل المملكة العربية السعودية قدرة كبيرة من سوق السيارات الفاخرة للنساء:. "كانت النساء تناضلن من أجل هذا الحق خلال عقود. ولم يعد بوسعهن الانتظار". أما القانون الجديد الذي أعلن عنه المرسوم الملكي في شهر سبتمبر من العام الماضي ستكون له عواقب كبيرة لتجارة السيارات، فقد ظهرت الآن إعلانات تلفزيونية متركزة على النساء ومقالات في وسائل الإعلام.
لم يكن ثمن النصر رخيصاً ولكنه يطابق الاتجاه العالمي، فمنتجو السيارات الفاخرة يعيرون اهتماماً أكثر وأكثر للمشتريات الثريات. وقد أنتجت Lamborghini منذ فترة أول سيارة الدفع الرباعي المعاصرة، أما Ferrari و Aston Martin بنيتهما القيام بالشيء نفسه. عند ذلك حسب معطيات IHS Markit تشتري النساء على نحو متزايد سيارات الدفع الرباعي المدمجة ومتوسطة الحجم، وهذه السوق الأكثر نمواً بين السيارات من العلامات التجارية الفاخرة.
قال مارك بلاند نائب رئيس IHS Markit ما يلي: "باتت النساء محركات ثورة الكروس أوفر في مجال السيارات الفاخرة. لم تعرف الكورس أوفرات نجاحاً مثل هذا منذ عام 1998 حين ظهرت لدى Lexus سيارة متوسطة الحجم RX".
كما وقال رئيس Aston Martin أندي بالمر منذ عام 2015 أن جمهور النساء طريقة ممتازة لإعادة إنماء انخفاض المبيعات للعلامة التجارية. حتى هذه اللحظة خلال مائة عام من تاريخ الشركة باعت هذه الشركة أقل من 70 ألف سيارة.
في العام الماضي تم إنشاء في Aston Martin فريق استشاري نسائي يدرس المنتجات الجارية والمقبلة وتحرر الاستعراضات على المشاريع. تجسد الجمهور الهادف للسيارات الجديدة مثل السيارة المكشوفة DB11 Volante 2017 بثمن 216495 دولار ما سموها بشارلوتا الخيالية وهي "مواطنة أمريكية في حدود الأربعين ثرية وجميلة ". حسب معطيات Bloomberg News تخطط الشركة الخروج إلى IPO بتقدير لا يزيد عن 5 مليارات جنيه استرليني (6.9 مليار دولار). ينبغي للمستثمرين مراقبة اتساع مجموعة المنتجات المخطط لعام 2019 في قطاع سيارات الدفع الرباعي.
في غضون ذلك طورت McLaren في عام 2015 التسلسل الرياضي المخصص "لمجموعة السواق الأكثر اتساعاً" (وغالباً حين يقولون هذا يقصدون من ذلك النساء). كما وضاعف هذا التدبير مبيعات الشركة.
كما ويستجيب التجار أيضاً لتغير الطلب. قال بريت ديفيد صاحب Prestige Imports البالغ من العمر الثلاثين والعامل في الشركة التجارية Lamborghini في ميامي ما يلي: "لاحظت تزايداً كبيراً لعدد النساء اللواتي تحضرن بغية شراء شيء متميز". كما أنه يخطط مشروع التسويق لـ Lamborghini Urus ويتوقع أن النساء الشاريات ستلعبن في بيع هذه السيارة دوراً كبيراً. حسبما قال: "إنه علم السكان الجديد". عدا ذلك من أجل جلب العملاء من مختلف الفئات تقوم Lamborghini بتوسيع مجالات الإقراض بنشاط.
وهكذا فإن العلامات التجارية من المستوى العالي تتبع القطاع المتوسط أي BMW و Mercedes-Benz و Audi التي تبيع سيارات الدفع الرباعي بملايين القطع بمثابة السيارات العائلية. خلال السنوات الثلاث الأخيرة أنتجت العلامات التجارية الأوروبية Jaguar و Alfa Romeo و Maserati أيضاً سيارات الدفع الرباعي كما وبذلت بعض الجهود للإعلان عنها. أما إعلان Alfa Romeo Giulia الذي وقع منذ فترة في Super Bowl الأمريكي فعرض من وجه إمرأة كانت بحجة ضرورة شراء مواد غذائية تهرب من المطبخ وتقود سيارتها.
على كل حال لم تأت النساء بالنجاح لصناعة السيارات على وجه الدوام، فيجوز أن نتذكر Dodge La Femme في الخمسينات من القرن العشرين، حيث كانت تورد هذه السيارة للشاريات مع أحمر الشفاه و"حقيبة الكتف المذهلة من الجلد الوردي الناعم"، وفشلت في السوق. أو مثلاً Cadillac SRX التي كان في إعلانها كل الآباء يحدقون على الأم قرب المدرسة.
لذا غالباً ما يكون الحظ الأفضل في المرة القادمة. حتى أول موجة من السيارات الكهربائية منذ أكثر من مائة عام "لم تفلح" وذلك لأن هذه السيارات كان يعلن عنها بكونها نسائية. الحد بين جذب عملاء والرعاية دقيق جداً، ومنذ فترة قصيرة جداً أي في شهر يوليو من عام 2017 اضطرت Audi على الاعتذار بسبب الإعلان الصيني حيث تدرس الحماة المقبلة العروس وكأنها سيارة مستعملة.
قال ديفيد من Prestige Imports: "من السخيف تصنيف المشترين بألوانهم المفضلة أو تفضيلاتهم في التصميم. ليس الأمر فيما إذا كان في المقعد الخلفي تجويف لحقيبة النساء وإنما الأمر هو المشاعر الجديدة. والنساء ترغبن في أن تمثل السيارة شيئاً متميزاً".