12 سببا لأن تقوم بالرحلات بمفردك

الإجازة هي ليست مجرد راحة بل وفرصة لأن تفهم نفسك.

بالطبع قضاء الرحلة في إجازة مع العائلة أو الأصدقاء أو الحبيب شيء رائع، لكن الوحدة قد تكسبك خبرة فريدة من نوعها ستغير حياتك. نقدم اثني عشر سبباً لقضاء الإجازة ولو مرة واحدة بمفردك.

إدراك إمكانية الاستغناء عن الدعم والمساعدة يمنح مزيداً من القوة، فسوف تتعلم الاهتداء في مكان غريب وقضاء وقت رائع دون أقرباء أو معارف وهذا ما سيرفع من ثقتك بنفسك. الاكتفاء الذاتي سيزيدك من الإلهام والتحفز اللذان سيساعدانك كذلك في ظروف أخرى فيما بعد.

من المعروف كيف يحدث هذا: جاءت الرغبة في تغيير المكان، وهذه الرغبة قد تبدي عن نفسها من بعيد بل وحتى يجوز التنبؤ على ظهورها، ولا يبقى إلا الاستسلام لهذه الرغبة. حان الأوان للانطلاق إلى السفر. لا أحد يستطيع الآن إقناعك على إجراء مصروفات معقولة أكثر من هذا. ماذا تعني الخزانة الجديدة بالمقارنة مع الإجازة في مكان غريب؟ وأنت وحدك ولا داعي لانتظار أحد. يجوز الانطلاق إلى السفر مباشرة دون انتظار توافق الجداول.

الرحلات تأتي بنا إلى أماكن مجهولة وإلى أحوال غير متوقعة. إنها دوماً الذهاب خارج نطاق منطقة الراحة، ولكن إذا لم يكن أحد بجانبك فهذا الإحساس سيتضاعف بمرات. آلاف الأشياء البسيطة ستحاول زعزعتك ولكنك لدهشتك العظيمة لن تتغلب عليها فحسب بل وستتشجع كذلك. هذه هي الطريقة للنمو كشخصية.

حين تقوم بالرحلات مع مجموعة سياحية غالباً ما يجبر هذا على إيجاد الحلول الوسطى، لأن كل شيء يحتاج إلى موافقة الجميع. ولكن حين نكون لوحدنا نتعلم فعلاً اتخاذ القرارات لأننا نتحمل المسؤولية أمام أنفسنا فقط. أين نتناول طعامنا، متى نستيقظ، ما الذي نشاهده، وماذا لا نشاهده، على أية شركة طيران نسافر، كل هذا سيتوجب أن نقرره بأنفسنا. إذا رأيت أن الاختيار الصحيح لا يحتاج إلى أية مساعدة فهذا سيزيد من ثقتك بنفسك. وهذه الثقة الجديدة ستبقى بصحبتك حتى بعد العودة إلى البيت.

يقدم السفر المفرد إمكانيات لا مثيل لها للراحة والاسترخاء. لا أحد يسحب لحافك أو يرفسك ليلاً. إذا كنت لا ترغب الاستيقاظ بمنبه الساعة فلا تستيقظ وليس هناك ضرورة للذهاب إلى الفطور. يوجد متسع من الوقت للاعتناء بجسدك وعقلك وروحك ومن ثم العودة وأنت محدث.

الرحلة دون مصاحبين قد تكشف فيك القدرة الإبداعية. من الجائز أن هذا هو ما يفتقده خيالك. المغامرات الجديدة ستوقظ فيك التحمس والشغف للحياة.

إذا كنت تحب التعارف فاعرف أنه في الوحدة هذا أسهل بكثير. حين تتفرغ من معاشرة المصاحبين توجد فرص أكثر للتعرف على شخص جديد، والناس الجدد يزيدون من العقل والخبرة. قد تصادف لقاءات عجيبة سواء مع أحد من السكان المحليين أو المسافرين أمثالك، ولكن الشيء الوحيد أكيد هو أن هذا التعارف سيحدث.

ستفتح لك الرحلة نوافذ جديدة ليس فقط في العالم المحيط بل وفي داخلك. حين تكون لوحدك سيكون هنالك متسع من الوقت للتفكير عن أهدافك وألوياتك وشغفك. من الغريب أن تبعد عن الجميع الذين يعرفونك. لا داعي للتصنع والتساوي بمن يحيط بك بل ستكون أنت هو أنت لتحررك من تأثير الغير. وأخيراً ستعرف ما هو الشيء المهم في حياتك.

حين لا يلهيك أي شيء ثمة وقت لأن تتمعن بالعالم المحيط بصورة حقيقية. فكل ما كان سابقاً يبدو شيئاً طبيعياً الآن سيدهشك. سوف تلاحظ مدى اختلاف حياة الناس في مختلف أرجاء العالم وستتعلم كيف تتعاطف مع غيرك ومع نفسك كذلك. الدرجات الوظيفية والمشكلات العائلية كلها ستغدو أشياء ثانوية. حين لا أحد يعرفك لا أحد يقدرك بماضيك وإنما فقط بما تقوله أو تفعله هنا والآن. إنه الوقت حين تكون أكثر رحمة على نفسك وتتعلم كيف تستوعب نفسك بالصورة التي أنت عليها. ستأتي الفرصة لنسيان عيوبك والتذكر أنك شخص رائع يستحق الحب.

لا داعي لإضاعة الوقت على رغبات غيرك، فالاختيار لك فقط! يجوز التصرف وفقاً للخطة وتجوز الحركة أسرع أو أبطأ ولن يقل أحد أنك اخترت مكاناً موحشاً. أتتبع آلاف السياح أو تصبح في مكان معزول حيث لن تصادف إنساناً، أنتمالذي تقرر ذلك.

لا يستثنى أنك وحدك أفضل شلة من الأصدقاء!

البعد يزيد من العواطف. غالباً ما يؤدي الوقت الذي مضى في الفراق إلى إحياء العلاقات. بعد أن نشبع بالوحدة ندرك بشكل أفضل مدى حاجتنا للناس. وسيظهر لدينا ما نرويه لهم.

سيساهم السفر في الوحدة على تقدير قواك وأن تدرك ما هي قدراتك. بالطبع كأية مغامرة أخرى لا بد هنا من الأمن، وفي سائر الأمور خذ حقيبتك وتيسر! العالم بانتظارك!