من أثرى: روكفلر أم جنكيز خان؟ تصعب الإجابة عن هذا السؤال البسيط ظاهرياً. فيما يلي عشر شخصيات تاريخية يصعق ثراؤها الخيال.
10. جنكيز خان
- سنوات العمر: 1162–1227
- المكان: إمبراطورية المغول
- الأملاك: أراضي واسعة، ولا شيء غيرها تقريباً
جنكيز خان، بلا شك، من أعظم القادة العسكريين في التاريخ. وقد سيطر، بصفته حاكم إمبراطورية المغول التي امتدت من الصين إلى أوروبا، على أكبر إمبراطورية متصلة الأراضي في التاريخ. ولكن رغم سلطته الضخمة يقول العلماء أنه لم يجمع الثروة يوماً، بل أن نفوذه كان يرتكز على سخائه.
وبخلاف الكثير من الجيوش القديمة، كان السلب والنهب في جيوش جنكيز خان ممنوعاً. بعد فتح أرض جديدة كانت كل الأغراض تجرد من قبل موظفين مخصصين، ثم توزع الغنائم بين أفراد الجيش وعائلاتهم.
كان جنكيز خان يحصل على جزء من الغنائم، ولكن ذلك لم يجعله ثرياً، إذ لم يشيد قصراً لنفسه ولا لعائلته، ولا هيكلاً ولا مقاماً، ولا حتى بيتاً. ولد في خيمة من صوف ومات في خيمة من صوف. وبعد مماته كفنوه باللباد مثله مثل أي شخص عادي ودفنوه.
9. بيل غيتس
- سنوات العمر: ولد في 1955
- المكان: الولايات المتحدة الأمريكية
- الأملاك: 78.9 مليار دولار
بما أن بيل غيتس أغنى الناس على قيد الحياة يسهل تحديد ثروته. حسب تقديرات Forbes، فإن صافي رأس المال في سنة 2015 لمؤسس Microsoft بلغ 78.9 مليار دولار أمريكي. هذا أكثر بحوالي 8 مليارات من أحد مؤسسي Zara أمانسيو أورتيغا، ثاني أثرياء العالم.
8. آلان الأحمر
- سنوات العمر: 1040–1093
- المكان: إنكلترا
- الأملاك: 194 مليار دولار
شارك آلان، وهو من أقرباء ويليام الفاتح، في غزو النورمان لإنكلترا. توفي ولديه ثروة 11 ألف جنيه، لو صدقنا فيليب بيريسفورد وبيل روبينشتاين، مؤلفي كتاب «أثرى الأثرياء» (The Richest of the Rich)، ويقولان أن ذلك كان يعادل حينها 7٪ من الناتج القومي الإجمالي لإنكلترا. وبالمكافئ الدولاري لسنة 2014 يساوي هذا المبلغ 194 ملياراً.
7. جون ديفيسون روكفلر
- سنوات العمر: 1839–1937
- المكان: الولايات المتحدة الأمريكية
- الأملاك: 341 مليار دولار
بدأ روكفلر يستثمر في قطاع النفط في سنة 1863، وفي سنة 1880 كانت شركته Standard Oil تسيطر على 90٪ من إجمالي استخراج النفط في أمريكا.
وقالت نعوته في New York Times أن ثروته، انطلاقاً من تصريحه بضريبة الدخل الفيدرالية وتقدير إجمالي الثروة، كانت حوالي 1.5 مليار دولار، أي ما يعادل تقريباً 2٪ من حجم الإنتاج في الولايات المتحدة في تلك السنة وفق المعطيات التي جمعتها MeasuringWorth.
في سنة 2014 هذا الجزء من الاقتصاد كان يعادل 341 مليار دولار.
6. أندرو كارنيغي
- سنوات العمر: 1835–1919
- المكان: الولايات المتحدة الأمريكية
- الأملاك: 372 مليار دولار
حظي روكفلر بكل المجد في الصحافة، ولكن يحتمل أن أغنى أمريكي في التاريخ هو أندرو كارنيغي. باع المهاجر السكوتلندي في سنة 1901 شركته U.S. Steel إلى جون بيربونت مورغان مقابل 480 مليون دولار. كان هذا المبلغ أكبر بقليل من 2.1٪ من الناتج القومي الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية، أي أن القوة الاقتصادية لكارنيغي في سنة 2014 كانت تعادل 372 مليار دولار.
5. جوزيف ستالين
- سنوات العمر: 1878–1953
- المكان: الاتحاد السوفييتي
- الأملاك: التحكم الكامل بالبلد الذي يقدم 9.6٪ من الناتج القومي الإجمالي العالمي
ستالين شخصية غير عادية في تاريخ الاقتصاد المعاصر، فقد كان دكتاتوراً ذا سلطة مطلقة ويسيطر على واحد من أكبر اقتصادات العالم. وبما أن فصل ثروة ستالين عن ثروة الاتحاد السوفييتي مستحيل عملياً بسبب الترابط الفريد بين قدرته الاقتصادية وسيطرته الكاملة على الاتحاد السوفييتي، يسميه الكثير من الاقتصاديين واحداً من أثرى الناس في التاريخ.
تشير معطيات OECD أن في سنة 1950، أي قبل وفاة ستالين بثلاث سنوات، كان الاتحاد السوفييتي يقدم حوالي 9.6٪ من الإنتاج الاقتصادي العالمي. في سنة 2014 هذا المستوى من الإنتاج كان سيكافئ تقريباً 7.5 تريليون دولار.
مع أن هذه الأموال لم تكن ملك ستالين شخصياً، كان لديه الإمكانية باستخدام القدرة الاقتصادية للاتحاد السوفييتي لأي هدف يراه مناسباً. حجم ثروته غير محدد، ولكن لا شك أن التأثير الاقتصادي الشخصي للأمين العام لا مثيل له في التاريخ المعاصر.
4. أكبر العظيم
- سنوات العمر: 1542–1605
- المكان: الهند
- الأملاك: حكم امبراطورية كانت تقدم 25٪ من الناتج القومي الإجمالي العالمي
كان أكبر، أعظم إمبراطور من سلالة المغول في الهند، يحكم إمبراطورية تقدم حوالي ربع الإنتاج الاقتصادي العالمي. يستشهد كريس ماتيوس من Fortune بعالم تاريخ الاقتصاد الراحل أنغوس ماديسون الذي كتب أن الهند كانت قريبة من إنكلترا في عصر الملكة إليزابيث من حيث الناتج القومي الإجمالي لكل فرد، ولكن كان فيها «طبقة حاكمة تجاوزت غرابة أسلوب حياتها تلك في المجتمع الأوروبي».
3. الامبراطور شون سون
- سنوات العمر: 1048–1085
- المكان: الصين
- الأملاك: حكم إمبراطورية قدمت بين 25٪ و30٪ من الناتج القومي الإجمالي العالمي
كانت سلالة سون الصينية (960–1279) من أقوى الإمبراطوريات اقتصادياً في التاريخ. وكان مصدر ثرواتها تطور التكنولوجيا والمهارة الفائقة في تحصيل الضرائب التي سبقت بها، وفق كلام البروفيسور رونالد إدواردس، الحكومات الأوروبية بمئات السنين. لاحظ العالم أيضاً أن حكومة سلالة سون كان مركزية للغاية، أي أن الإمبراطور كان يسيطر بقوة على الاقتصاد.
2. أوكتافيان أغسطس
- سنوات العمر: 63 ق.م. – 14 م
- المكان: روما
- الأملاك: 4.6 تريليون دولار
لم يكن أوكتافيان أغسطس فقط يحكم إمبراطورية تقدم بين 25٪ و30٪ من الإنتاج الاقتصادي العالمي، إنما، وفق بروفيسور التاريخ في ستانفورد أيان موريس، كان لديه في فترة من عمره ثروة تساوي خُمس اقتصاد إمبراطوريته. وهذه الثروة كانت ستعادل 4.6 تريليون دولار في سنة 2014. ويستطرد موريس: «في فترة ما كان أغسطس شخصياً يملك كامل مصر». طبعاً، هذه ثروة لا تضاهى.
1. مانسا موسى
- سنوات العمر: 1280–1337
- المكان: مالي
- الأملاك: ثري لدرجة لا يمكن وصفها
كثيراً ما يسمى مانسا موسى حاكم مالي أثرى رجل في التاريخ. كانت مملكة موسى في أفريقيا الغربية على الأغلب أضخم منتج للذهب في تلك الأيام، وكان الطلب على الذهب عالياً.
فما مدى ثروة موسى؟ يستحيل تحديد حجمها بالضبط، فالمعطيات الدقيقة شحيحة إن وجدت، والمصادر المعاصرة له تصف ثروة الحاكم بحجم غير معقول في تلك الفترة.
وتروي بعض الأساطير عن حجه الشهير إلى مكة، التي أنفق خلاله الأموال بسخاء أدى إلى أزمة مالية في مصر، وعن عشرات الجمال يحمل كل منها مئات الباوندات من الذهب. وتقول أساطير أخرى أن جيش موسى كان فيه 200 ألف رجل، بما فيهم 40 ألف قواص، ومثل هذا الجيش قد لا تستطيع أعظم دول العالم المعاصرة تحريكه إلى ساحة القتال.
إذا عجز الناس عن إدراك ثروتك بعقولهم فهذا يعني أنك ثري فوق حد الخيال.