كثيرون منا غير راض عن عمله. الأسباب يمكن أن تكون متعددة: الإدارة المزعجة، الملل، الإجهاد… لكن أغلب الأحيان يكمن في الشخص نفسه وهذا من السهل تصحيحه.
لنتخيل أنك تكره عملك لأسباب مختلفة عديدة، لكن لا يمكنك فهم ما الأمر، مجرد شعور، أنك لست في مكانك ويجب أن تبحث عن شيء آخر.
طبعاً لا داعي أن تبقى حيث تشعر بالسوء، لكن كثيراً ما يكون الأمر ليس في العمل، بل في الإنسان نفسه.
على الرغم من أننا نحب أن نعثر على جذر المشكلة في الخارج، هذا ليس دائما أمر حكيم. أحياناً لفهم ما الأمر في العمل الحالي يجب النظر إلى ذاتك.
وإن كان الأمر ليس في الإدارة أو في الملل، بل بسبب شيء ما في الداخل، يجب تغيير ذلك فوراً.
1. أنت تأخذ الأمور بشكل شخصي
لنتخيل أنك استلمت رد مديرك أن استراتيجيتك في الخروج إلى الأسواق العالمية ليست جيدة وعليك أن تقوم بتعديلها مع أخذ ملاحظات الإدارة بالحسبان. وأنت بذلت فيها الكثير من الجهد، وهم يقولون لك أن هذا العمل سيء.
لماذا أنا أنفقت كل هذا الوقت؟ لماذا طلبوا مني بالأساس أن أفعل هذا؟ هل يعتبروني أحمق؟ ما المنطق في تغيير شيء إن كان بجميع الأشياء لا يعجب أحد؟
إن كان هذا يبدو مألوفاً بالنسبة لك، يجب عليك أن تهدأ قليلاً وأن تأخذ نفساً عميقاً. نعم، رد سلبي، هذا جزء من العمل، هل هذا شيء جديد بالنسبة لك؟ الإدارة لا تقصد أنك موظف سيء، بل تقول: "هذه بداية جيدة، لكن لننظر بالتفصيل بهذه النقاط".
التوقف عن أخذ النقد بشكل شخصي أمر ليس بالسهل، لكن ضروري. لا يجب أن تتقبل أي شيء عدا المديح كتقييم سيء لك شخصياً أو انزعاج منك، حاول أن تغير نظرتك الى هذا وقد يقل الضغط في حياتك.
2. أنت تنتظر تغييرات فورية
لديك فكرة ممتازة! وقد أتتك منذ عام تقريباً وشاركتها مع المدير، وأعجبته أيضاً. وقال لك أنه سيدرس الميزانية وسيقوم بتقديم طلب على أساس اقتراحك ويصف الإجراءات التي ينصح بها… ومنذ ذلك الحين لم يحدث شيء.
لقد حاولت فتح حديث كل حين وآخر عن فكرتك، لكنك تركت العمل على الفكرة. كم مرة عليك أن تسمع "أنا أعمل على ذلك" و"لدي أعمال أهم الآن" حتى تصاب بخيبة أمل؟
بلا شك، هذا أحد أكثر الجوانب إحباطاً عند العمل في منظمة يحصل فيها أشياء كثيرة في وقت واحد: أن تأمل بالتغيير، لكن يبدو لك أن لا أحد غيرك يأبه للأمر. لكن إن فكرت بالأمر فلا داعي للقلق.
اشعر بالفرح أن أفكارك ناجحة، في الكثير من المنظمات هذا الشيء لا يحدث أساساً. إن كان العمل اليومي يجري بشكل طبيعي، تسلح بالصبر وإن لم ينفع ذلك، فكر باختيار أهدافك، إن أعدت النظر فيها قد يتغير شيء.
بالطبع إن كان سبب الفشل في اختيارك الخاطئ للمهنة، فنصائح مثل "لا تأخذ شيء على عاتقك الشخصي" و"غير أهدافك" و "اصبر" لن تنقذك.
إن كنت لا تحب عملك فهنا لن ينفعك لا المدير الجيد، ولا الزملاء الرائعين، ولا الدوام المرن. وفريقك لا ذنب له بأنك لا تحب البرمجة. ولا ذنب للمدير، أنت من قرر أن كتابة البرامج هو أمر رائع. إن نظرت نظرة صاحية وقمت بتحليل حالتك، وتوصلت لنتيجة أنك لا تعمل بالشيء الذي تريده فتصرف!
لكن لا داعي الشك أن السبب الأول هو العمل. لتبني مساراً مهنياً وتحقق النجاح يجب أن تتحمل المسؤولية.