تحدث إيريكا ستانفورد كيف هي استقالت عن العمل كي تمارس تجارة العملات المشفرة ولم تخطئ التقدير.
لم أكن دوماً أتحكم بأموالي بشكل جيد. في حقيقة الأمر كنت في الماضي حتى أستدين المال ولكن كان دوماً يعجبني أن أعرف شيئاً جديداً. أظن أن اهتمامي بالعملات المشفرة ظهر عندي من هذا المنطلق. لقد سمعت عن البيتكوين – تلك العملة الرقمية المشفرة التي يستطيع أي إنسان يمتلك هاتفاً ذكياً وإمكانية الوصول إلى الإنترنت إرسالها مجاناً إلى أي مكان – لأول مرة بالإذاعة عام 2009. ولكن في ذاك الحين لم يكن هذا إلا موضوع الأحاديث مع الأصدقاء أو الوالد.
ولكن في العام الماضي سئمت عملي في مجال المبيعات والتسويق فاهتممت بأمر البلوكشين (وهو شيء شبيه بقاعدة البيانات العالمية التي تعتمد عليها كل العملات المشفرة). حدث هذا بعد أن بدأ صديقي جون يستثمر في البيتكوين. حينما قرأت أنه يمكن مراقبة بلاد منشأ الماس ومعرفة أسماء أصحاب عمل فني ما ومراجعة قصة السيارات المستعملة بواسطة البلوكشين انذهلت حتى أعماق خواطري. لم أكن أتصور أن البلوكشين له هذا الاستخدام العملي الواسع إلى هذا الحد.
في البداية أودعت 200 جنيه في البيتكوين وعدة عملات مشفرة أخرى. بعد ذلك بدأت بواسطة بطاقة الائتمان ألعب في البورصة بشراء أرخص التوكنات. أودعت وقتذاك في العملات المشفرة حوالي 2000 جنيه إجمالاً. ولكن بعد عدة أشهر كسبت 30 ألف جنيه فسددت بها ديوني ووضعت الباقي في حساب التوفير. أتذكر أنني فكرت وقتذاك: "ياه إنه مال واقعي! بمقدوري أن أترك العمل وأمارس هذا!".
وفي شهر سبتمبر من عام 2017 تصرفت على هذا الشكل. قدمت طلب الاستقالة وغدوت تاجرة. كان يؤكد بعض زملائي أنني أرتكب خطأ كبيراً، وفي آخر يوم عملي اعتراني الخوف بأنني لن أتمكن فعلاً من العيش على حساب تجارة العملات المشفرة لكون كل هذا مجال النشاط جديداً نسبياً. قال لي رئيسي أنه بمقدوري العودة إلى مكان عملي السابق حين "تنتهي مغامرتي هذه بالفشل المحتوم". وقد أثار هذا غضبي وإلى جانب ذلك جاءني المزيد من التحفيز على بذل قصارى جهدي كي أفلح.
يبدو لي أن البيتكوين كان سيء الصيت وقتئذ لأنه كان يستخدم لشراء المخدرات والأسلحة في الشبكة المظلمة، ولكن برأيي كل هذا أشياء تافهة. يجوز قول نفس الكلام عن أي مال آخر الذي يشتري الناس به مختلف الأشياء المحظورة قانونياً.
قلق الأصدقاء من اختياري، وقرأ الوالد محاضرة لي كان موضوعها "ستسكنين في الشارع" وذلك لأنه في ذلك الحين كان على عاتقي الدفع على الرهن العقاري وديون ببطاقة الائتمان. ارتكبت في البداية أخطاء كثيرة فعلاً. في يوم من الأيام قمت بتجارة عملة صغيرة طوال النهار فكسبت 5000 جنيه، لكن محفظتي حٌولت إلى "النظام الوقائي" فخرجت من الشبكة ولم أتمكن من سحب أموالي. لقد خسرت كل شيء وكان هذا فظيعاً. أصبحت تدور في ذهني كلمات رئيسي السابق الموجهة لي: "ألم أقل لك؟".
من السهل جداً فقدان المال في العملات المشفرة، ولم أكن أفهم أنه إذا كان سعرها يرتفع بسرعة فمن الراجح أنه سينهار بنفس السرعة. أخذت أكرس المزيد من الوقت لتحليل السوق والبحث عن الانتظام محاولة إيجاد مشروع جيد للاستثمار.
لن أنسى يوماً كيف لاحظت لأول مرة أن الأرقام في محفظتي المشفرة بدأت تكبر بالفعل. بعد عدة أشهر مذ تركت عملي كسبت المليون الأول، وفي تلك اللحظة اعتراني الذعر. لم أكن أعرف كيف أتصرف: أأخذ المال وأهرب أم أودعه في العملات المشفرة من جديد. لقد قررت ألا أفارق الجزء الأعظم من توكناتي ولكن كان لدي شعور أن هذا المال من لعبة "الاحتكار". لم يكن هذا المال يبدو لي واقعياً. كنت أعرف أن هذه السوق يمكن أن تكون متقلبة جداً لذا ما قمت بالتسوق بكل الأموال ولم أتباهى أمام الكل بنجاحاتي.
أردت أن أحافظ على صحوتي وأن أعامل تجارة العملات المشفرة وكأنه عمل عادي. صدق أو لا تصدق ولكن حتى الآن قلّ ما تغير في حياتي باستثناء أيام العطلة التي صارت أكثر. أرجو ألا تفهموني خطأ فأنا سعيدة من إمكانية إجراء الدفع بالبيتكوين على أشياء صغيرة ممتعة مثل الإجازة في تايلاند.
أعمل في البيت وأشعر بالوحدة في بعض الأحيان ، لا تعاشرني جل الوقت سوى هرتي. ولكن يعجبني أنني سيدة نفسي. بعد مضي سنة من تركي لعملي قمنا أنا وجون بتوحيد أصولنا. كسبنا سوية 20 مليون جنيه. كثيراً ما يطلبون مني أن أستثمر مال غيري سواء الأصدقاء أو صناديق التحوط ولكنني لا أريد تحمل مسؤولية كهذه. بيد أنني أشارك غيري نصائحي بسرور. ويدعونني إلى إلقاء محاضرات حول العملات المشفرة في كل العالم. ونعم يعجبني حين يسمونني "سيدة العملة المشفرة".