على أوبك توخي الحذر من روسيا
REUTERS/Ilya Naymushin
الصفحة الرئيسية آراء, روسيا, النفط

لا يجب تصديق صداقة الدب الروسي. على الرغم من أن أكبر مصدر للنفط في العالم وافق على دعم اتفاق خفض إنتاج النفط، الذي تم التوصل إليه بصعوبة بالغة، على الأغلب لن نشهد تحولا جذريا. بينما قد لا ينجح هذا الاتفاق من دون مشاركة روسيا.

صرح فلاديمير بوتين الإسبوع الماضي في إسطنبول، رغبة منه في إضافة وزن لمحاولات أوبك رفع أسعار النفط، أن روسيا مستعدة مناقشة مسألة تجميد الإنتاج أو حتى تقليص إنتاجها.

لكن إيغور سيتشين، رئيس شركة Rosneft ‪(LSE IOB: Rosneft [ROSN])‬ التي تنتج 40% من النفط الروسي، في رد على سؤال طرح عليه الاثنين تسأل: "لماذا علينا فعل هذا؟". بينما صرح الملياردير ليونيد فيدون ونائب رئيس شركة Lukoil ‪(MICEX: Lukoil [LKOH])‬ ، ثاني أكبر منتج للنفط في البلاد، يوم الثلاثاء: "أريد أن أتحدث عن Lukoil، في حال أُصدر قرار حكومي سنلتزم، وأنا متأكد من أن الجميع سيلتزمون".

تراجع بوتين عن تصريحه يوم الأربعاء حين قال أن العالم سيربح من تجميد إنتاج النفط على المستوى الحالي، لكن ليس هناك حاجة لتقليص الإنتاج على المستوى الحالي. دائما ما فضلت روسيا تجميد الإنتاج على تقليصه، لأن الاستثمارات طويلة الأمد في الآبار النفطية بدأت تعطي ثمارها. حطم الإنتاج في سبتمبر الأرقام القياسية السوفياتية وبلغ 11.1 مليون برميل يوميا وزاد المستوى في أكتوبر عن الشهر الماضي بـ100 ألف برميل يوميا.

كما يشير ليام دينينغ من Gadfly لدى الحكومة كل الأسباب لترغب في زيادة الأسعار على النفط والغاز، إذ أن هبوطها انعكس سلبيا على الاقتصاد الوطني وسعر الروبل وحجم احتياطيات النقد الأجنبي. لكن عند النظر إلى الخلف يصبح من الواضح أنه لا يجب على أوبك انتظار الكثير من روسيا. عام 2002 وافقت المنظمة على خفض الإنتاج بـ1.5 مليون برميل يوميا لكن فقط في حال وافقت الدول التي لا تدخل في أوبك على خفض الإنتاج بـ500 مليون برميل يوميا.

تعهدت روسيا بدعم هذا الاتفاق وعرضت تقليص الإنتاج بـ150 ألف برميل دون أن تحدد ما هو حجم الإنتاج الذي ستبدأ بتخفيضه. لكن وعلى الرغم من القيود المفروضة على التصدير زاد الأخير في نصف السنة الأول من عام 2002 بـ2% وزاد الإنتاج السنوي بـ8.4%. على الأغلب ليس هذا هو نوع الدعم الذي كانت تنتظره أوبك.

من غير الواضح لماذا سيتغير الأمر هذه المرة. تؤكد الشركات الروسية ومنذ زمن طويل أن إنتاج النفط في ظروف البرد الدائم في سيبيريا الغربية يكاد يكون مستحيلا. أغلب الآبار يجب أن تعمل دائما. وقف الإنتاج في الشتاء يكون مخاطرة بسبب السرعة المنخفضة للسيل والنسبة الكبيرة للمياه (نسبة المياه الغير مرغوب فيها والتي تظهر على السطح)، قد تكون إعادة تشغيل الإنتاج في العديد من الآبار الكبرى والقديمة غير مربح.

كما أن الشركات الأوائل في الإنتاج الروسي Rosneft و Gazprom ‪(MICEX: Gazprom [GAZP])‬ باللإضافة إلى Lukoil تزيد الإنتاج في الآبار الجديدة وعلى الأغلب لن ترغب في تقليل حجم الإنتاج. لن ترغب أية شركة في تقليل الربح من مشروع استثمرت فيه مالا كثيرا في آخر خمس سنوات، ولا يتعلق هذا الأمر بروسيا فقط. باعتبار ارتفاع تكلفة الإنتاج في الآبار القديمة في سيبيريا الغربية ستكون الأماكن الجديدة في المنطقة القطبية الشمالية وبحر قزوين مستقبل الشركات النفطية الروسية.

لكن تطوير الإنتاج يكلف الكثير، يقول فيدون أن الشركة تحتاج إلى سعر نفط يبلغ 80 دولارا للبرميل لكي تحقق خططتها المستقبلية.

روسيا كأكبر منتج للنفط وربما الأهم كأسرع منتج نموا تمتلك تأثيرا كبيرا على السوق دون أن تكون عضوا في أوبك. لن تثمر جهود أوبك دون مشاركتها. من الممكن أن تحاول أوبك التأثير على أسعار النفط بمفردها كما كانت تفعل في آخر 30 سنة لكن قررت المنظمة منذ سنتين أنها لن تستمر في لعب هذا الدور والآن ستكون مراقفها أقل ثباتا من دون روسيا.

باختصار ستكون أوبك محظوظة في حال لم يقتصر دور روسيا على كلمات الدعم فقط، إذ أن الكلام لن يغير شيئا.

رأي الكاتب قد لا يعبر عن رأي فريق التحرير.

المصدر: Bloomberg

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق