لماذا اختارت أمريكا ترامب؟
REUTERS/Jonathan Drake
الصفحة الرئيسية آراء, دونالد ترامب, الولايات المتحدة

مدير الموقع الاقتصادي لجامعة مانهاتن للبحوث السياسية Economics21 دايان فيرتشينغون عن ما الذي يكمن وراء النتيجة المفاجئة للانتخابات الرئاسية الأمريكية.

يقول العديد أن ترامب ليس جمهوريا عاديا. إنه ليس سياسا متخصصا ويتهرب من النمط السياسي المعتاد، لكن آراءه حول العديد من المسائل تطابق تماما الرأي التقليدي للحزب الجمهوري.

المرشح سابقا والرئيس حاليا أصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، ويشير إلى ضرورة خفض الضرائب وبدء الإصلاحات وإمكانية اختيار المدارس وتطوير الطاقة وإلغاء تأمين Obamacare والهجرة الشرعية والالتزام باتفاقيات التجارة.

فاز ترامب في عدة ولايات مهمة ما أمن له الانتصار في الحملة الانتخابية. هذا النجاح ليس صدفة، ستسمح سياسته بتحسين اقتصاد الولايات المتحدة ووضعها في العالم. كما أن ترامب يفهم بوضوح خطر الإسلام الراديكالي وسيدعم برامج تسليح القوات الأمريكية. كما أنه يخطط لخفض الضرائب والتقليل من نسبة التحكم بالاقتصاد، بينما كانت هيلاري كلينتون تؤكد دائما أنها ترغب في رفع الضرائب وفرض تنظيمات جديدة وترك الحدود مفتوحة.

كما أن ترامب رفض اللباقة السياسية، أي أنه كان ضد التكتم على المشاكل الواقعية. بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالقيود الثقافية، لا يستطيعون أن يلبسوا قبعة مكسيكية في الهالووين، سيكون ترامب بمثابة تيار من الهواء النظيف.

بعد ثماني سنوات من رئاسة أوباما ينمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي أكثر بقليل من 1% سنويا. نسبة مشاركة القوى العاملة، أي نسبة العاملين أو الباحثين عن العمل تبقى على مستوى عام 1978. العدد الكبير من القوانين والتشريعات تخيف المستثمرين وتعرقل خلق أماكن عمل جديدة.

كتبت في يناير العام الماضي: "في حال تحليل الانتخابات السابقة، في ثماني حالات من أصل تسع، في حال كان الناتج المحلي الإجمالي ينمو في عام الانتخابات أسرع من السنة السابقة، كان الحزب الحاكم يفوز، وفي حال كان الناتج المحلي الإجمالي يتباطأ كان الحزب الحاكم يخسر منصبه".

لم تكن هذه الانتخابات استثناء، نمو الناتج المحلي الإجمالي كان أقل من العام الماضي، فطلب الناخبون تغييرا.

اقترح ترامب تقليل النسبة الأكبر للضريبة على الأفراد من 44% إلى 33%، وتقليل ضريبة الشركات من 35% إلى 15%، كما أنه اقترح إلغاء الضرائب على العقارات. بينما كانت كلينتون تنوي رفع هذه الضرائب الثلاث.

طبعا الكونغرس يحدد سلطة الرئيس الأمريكي. يبدأ العمل على القانون في الكونغرس ثم يتم قبوله في مجلس الشيوخ وبعد هذا يتم عرضه على الرئيس. عرض المتحدث بإسم الكونغرس، بول رايمان، إصلاحات ضريبية مشابهة لخطط ترامب، ودعم مجلس الشيوخ المبادئ الأساسية لهذه التغييرات. باعتبار أن الأغلبية في الكونغرس تعود للجمهوريين، لدى إصلاحات ترامب حظوظا كبيرا لأن تصبح قانونا.

وضع الضرائب مفهوم نسبيا، بينما القيود التي تفرضها السلطات المختلفة والتي لا تتطلب موافقة الكونغرس يمكن أن تؤثر سلبا على الأعمال وأماكن العمل. شهدت الأعوام الثمانية الأخيرة قيودا صارمة فرضتها لجنة حماية البيئة ووزارة التعليم ووزارة العمل.

أدخلت هذه الهيئات عددا كبيرا من القوانين الجديدة التي تنظم تفاصيلا تقنية فيصبح من الصعب على غير المختص فهم ما يحدث. على الرغم من أن جودة الهواء في الولايات المتحدة تتحسن، ترغب لجنة حماية البيئة في أن تتبنى الحكومة خطة لتقليل إفراز الزئبق والأوزون والكربون والمواد الأخرى عن طريق تقليص عدد المصانع ومحطات توليد الكهرباء. رفض الكونغرس، بأغلبية ديمقراطية، هذا القانون عام 2010 بسبب تأثيره السلبي على أماكن العمل والنمو الاقتصادي.

كما رفض الكونغرس عام 2010 قانونا حول الرواتب العادلة. كان هذا القانون يفرض على الشركات مراقبة رواتب موظفيها لكي لا تختلف بسبب الجنس أو العرق. بعد رفض الكونغرس قامت لجنة العدالة بتخطيه وفرضت قانونا ينص على أن أرباب العمل يجب أن يتقيدوا بهذه المطالب وأن يأخذوا على عاتقهم المصاريف الإضافية بسبب هذا. المعايير التي يأخذها رب العمل بالحسبان عند تقدير الراتب غير محددة وخاصة، لذلك من الصعب التقدير في الواقع إن كانت رواتب النساء عادلة. لكن استطاعت اللجنة وبفضل هذا القانون أن تبدأ بتحقيقات حول مخالفة حقوق النساء في بعض الشركات.

بينما تحاول وزارة العمل أن تفرض قيودا على الأشخاص الذين يسمون نفسهم مقاولين خاصين. بسبب القوانين الجديدة حول الساعات الإضافية للعمل سيتضطر ملايين العاملين منذ الأول من ديسمبر إلى الانتقال من الرواتب إلى نظام الدفع حسب ساعات العمل، في حال كانوا يعملون أكثر من 40 ساعة في الإسبوع. إلا أن بعض القوانين التي فرضتها الوزارة تم إلغاءها من خلال المحاكم.

وليس هناك أي أمل أن كلينتون كانت ستقف ضد هذه التغييرات، السيئة حتما، إذ صرحت علنا عن دعمها لها ودعت إلى إدخال قيودا جديدة.

في انتخابها لدونالد ترامب وإعطاء الأكثرية في الكونغرس للجمهوريين أعلنت أمريكا عن خيارها، إذ أنها رفضت السير في طريق التطور البطيء والضرائب العالية والتقييدات الصارمة والقوات المسلحة الضعيفة. وما ليس علينا إلا أن نرحب بهذا الخيار.

رأي فريق التحرير قد لا يطابق رأي الكاتب.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق