الصحفي جوزي فيلس عن أن جهود السلطات تؤدي إلى رقابة زائدة، لكنها من المستبعد أن تصبح عائقا أمام التقدم.
قلما يكون هناك علاقة بين السلطة والابتكارات، والمشرعون يخترعون قيودا جديدة باستمرار. لكن طبيعة الابتكارات هي أنها دائما تجد طريقا يلتف حول القواعد. وردا على هذا يتم فرض قواعد جديدة، حتى يكون لدى الناسالمبدعين ما يفعلوه. وهكذا في حلقة مفرغة. والنتيجة هي الرقابة الزائدة، ما نراه اليوم في أمريكا.
وتخشى الحكومة بالأخص الشيء الذي لا يمكنها السيطرة عليه، ولجنة الأوراق المالية والبورصات SEC أعلنت الأسبوع تلماضي بشكل واضح أنها تخشى البيتكوين، وهو أمر طبيعي للغاية، إذ يعيش المسؤولون على حساب دافعي الضرائب، أما العملات المشفرة فتسمح للناس التحكم بأموالهم كما يشاؤون. إذ أن المواطنين يمكن أن يعرفوا أن بإمكانهم التجارة فيما بينهم دون الحاجة للدولة. أمر مرعب!
هكذا قامت SEC بعد لقاء هدفه اعتماد قواعد جديدة، للرقابة على الإصدار الأولي للنقود الجديدة أو الICO، من أجل إخافة الناس من استخدام العملات المشفرة. إذ أصبحت الICO أمرا شعبيا في الفترة الأخيرة، وبهذا تقوم الشركات بجمع الأموال وإصدار توكنات رقمية وبيعها مقابل البيتكوين أو الإيفير. ويستخدمون البلوكشين، وهو سجل رقمي لامركزي والذي يتم إدخال التسجيلات الرقمية إليه بالتسلسل الزمني.
وبالحديث بشكل عام، مع ظهور الICO ظهر سوق جديد، وهو كبير للغاية وخارج عن سيطرة الحكومة. وبالطبع يجب اتخاذ الإجراءات، وفي 25 يوليو نشرت SEC تقريرا كتب بناء على الفقرة 21(a) من قانون البورصات والأوراق المالية من عام 1934. بدأ التحقيق من DAO، المنظمة المستقلة الموزعة والتي حققت رقما قياسيا تاريخيا بجمع العملات المشفرة، في عام 2016 جذبت 150 مليون دولار على شكل عملة الإيفير المشفرة. إليكم اقتباس من تقرير SEC:
“قامت اللجنة بتطبيق قوانين فيدرالية موجودة في الولايات المتحدة تخص الأوراق المالية لهذه الظاهرة الجديدة، وكشفت أن DAO Token هي عبارة عن أوراق مالية. تؤكد اللجنة أن كل من يعرض للبيع أو يبيع الأوراق المالية في الولايات المتحدة يتوجب عليهم الالتزام بالقوانين الفيدرالية للأوراق المالية، بما فيها في حال كانت هذه الأوراق المالية مقيمة بالعملات المشفرة وتستخدم تقنية البلوكشين"
علقت المحامية إيمي فان على البيان الصحفي لSEC الخبيرة في التمويل الجماعي:
“إن كنت تخطط إجراء ICO، يجب عليك معرفة أنه فيهذه الحالة يمكن أن تطبق قوانين الولايات المتحدة الأمريكية للأوراق المالية. وحين نقول "يمكن"، هذا ليس صدفة، أحيانا يمكن أن تطبق وقد لا تطبق أحيانا أخرى، ويتم النظر في كل حالة على حدى".
اذا، الحكومة تريد أن تسيطر على العملات المشفرة والتوكنات الإفتراضية. فليكن الحظ حليفهم.
كما كتبت على تويتر مطورة أنظمة البلوكشين إيلين أو، "لا توجد حدود حكومية للICO ولا سلطات فيدرالية، لا يمكن مراقبتها، ولا يمكن تجميد الأموال. تحذير SEC خير دعاية للICO"
بهذه الطريقة، على الرغم من قدرة الحكومة على عرقلة حياة الناس، وستفعل ذلك بالطبع بجميع الوسائل من خلال مصادرة الأصول الخاصة ومحاولة فرض الرقابة على العملات المشفرة، إغلاق المواقع الإلكترونية ومحاربة المخدرات، لكن هذا يبدو كالنفس الأخير للطبقة الحاكمة.
ومهما حاولوا إقناعنا بالعكس، لا يمكن حد الحياة والفن بإطار قوانين الدولة.
رأي الكاتب قد لا يتطابق مع رأي هيئة التحرير.