مال كثير وفتيان أشقياء وكومة من الأكاذيب: لماذا يحتاج سوق ICO إلى تنظيف؟
MorozkiArt
الصفحة الرئيسية آراء

يحدث بن لي مؤسس الوكالة الرقمية Neon Roots كيف أفسدت كثرة الشركات الناشئة المشفرة السوق.

هجم المشاهير والمتعهدون وكل الدجالين على العروض الأولية للكوين (ICO) بحثاً عن الربح السهل.

على غرار IPO يمكن بمساعدة العرض الأولي للكوين تمويل إنشاء عملات رقمية جديدة. حسب نتائج ICO استطاع Telegram – المسنجر السحابي– أن يجمع أكثر من مليارين دولار. تعتمد بعض المشاريع بغرض جلب الاستثمار على الكذب السافر، فمثلاً "جعل " Miroskii رايان غوسلينغ مصمماً رئيسياً خيالياً (وقد ساعد هذا الشركة الناشئة على جمع 850 ألف دولار). وسائر اللاعبين يجلبون المال من المستثمرين ثم يختفون تاركين خلفهم صفحة بيضاء عليها كلمة "القضيب" ولا شيئ غيره.

بصفتي صاحب وكالة رقمية صادفت كافة التأكيدات والحيل الإعلانية ابتداء من أن البلوكشين يساعد على مكافحة تجارة الأطفال وانتهاء بكيفية قيام Ethereum والعقود الذكية بالثورة في سوق الخضراوات والفواكه.

وكل حيلة جديدة لا تزيدني إلا ارتياباً.

مال كثير و فتيان أشقياء وكومة من الأكاذيب

لست مؤيداً أو معارضاً للبلوكشين. في الحقيقة إنني أحاول ألا أمس موضوع البلوكشين أو العملات المشفرة حين أتحدث مع الصحافة. وأهم سبب ذلك هو أن أي خبير بالعملات المشفرة الذي لم يتكهن الانهيار التالي يتحول مباشرة إلى الأحمق في مجتمع العملات المشفرة. أما التاجر الذي توقع ذلك بنجاح ولكن لم يشارك في ذلك أصدقاءه في القناة الخاصة Slack أو Telegram فمعاملته أسوأ بكثير.

أهم مشكلة الشركات المشفرة الناشئة و ICO هي اللاعبون السيئون. بما أنني مستثمر ملاك مقتنع فأنا ألحظ باستمرار المشاريع التي تظهر كل 3-5 سنوات. بل أكثر من ذلك حتى الأهرام المالية (سلسلة بونزي) تزدهر في هذه السوق.

تحضر هذه الشخصيات الغامضة كل اجتماعات المتحمسين للعملات المشفرة آملين انتزاع حصتهم. ولكنهم يمثلون الآن على هيئة خبراء أو غورو (معلمين) ويرتدون ياقات عالية ويحاولون أداء دور المنجمين الذين يتطلعون إلى مستقبل العملات المشفرة.

المشكلة هي الآتية: معظم المشاريع لا تقوم بأي نشاط واقعي. "يا بن لقد جلبنا منذ فترة 20 مليون دولار أثناء سير ICO ولكننا لسنا مستعدين تماماً للعمل المقبل. هل تستطيع مساعدتنا في تصميم الموقع والتطبيق؟".

هكذا حالياً الحياة اليومية لدى صاحب وكالة رقمية.

الكمية الهائلة من الشعارات الإعلانية والعلامات التجارية وصفحات المواقع الهادفة و... نقر الطبول... العمل على التصميم/ السطح البيني للتطبيقات الجوفاء التي لا تقوم ولا بأي عمل واقعي. يزدهر النظام البيئي لدى الشركات الناشئة مع المبتكرين والمتطلعين على المستقبل في كل منعطف. يجوز أن يغير البلوكشين العالم ولكن على الناس أن ينشئوا من أجل ذلك تكنولوجيا واقعية بدلاً من ذر التراب في العيون.

العملات المشفرة هي المستقبل ولكنها تحتاج إلى تنظيف

أتذكر بداية وباء ICO في العام الماضي، وكان الكل وقتذاك قلقين بسبب عدم كفاية المختصين. "هيه أنت، هل تعرف مبرمجين على C++؟ هل تستطيع إيجاد شخص له خبرة العمل مع توكنات ERC20؟ سندفع نقداً أو بالعملة المشفرة!".

تنحصر الحيلة هنا في أن معظم أولئك اللاعبين لا يفعلون شيئاً سوى الترويج المبتذل لمشروعهم. بكلمة أخرى المبرمجون المعانون من الملل لا يكتبون الكود ولا ينشرون عملهم في Github ولا يفتحون المصادر وفقاً لـ"رسالة المشروع".

تحتاج السوق ليس إلى تعديل وإنما إلى تنظيف شامل يطرد من اللعب المشاركين الغامضين سيئي النية الذين لا يهمهم سوى ربحهم الخاص.

أنا مثلاً أتعامل مع كافة الشركات الناشئة المشفرة بحذر شديد. فرغم كل التمويل وخبرة المؤسسين ما زلت أنذهل من مدى صغر حجم الجزء الذي يقوم فعلاً بتطوير التكنولوجيا الفريدة القادرة على تغيير السوق.

أرجو ألا تفهموني خطأ: المستقبل يقف وراء العملات المشفرة والبلوكشين، ولا شك في هذا أبداً. ولكن قبل أن نراه يجب أن يترسب الغبار المثار من قبل المحتالين والتزييفات.

قد لا يتطابق رأي المؤلف مع رأي هيئة التحرير.

المصدر: Forbes

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق